[align=center]للخيانة والغدر ألف وجه ووجه

تلاشت فرحتها بعد عدة أسابيع من زواجها
حيث لابد لها من مواجهة واقعها الفعلي
وعلى الرغم من مرارة الواقع إلا أن عليها أن ترسم على وجهها إبتسامة الرضا
التي تبديها حتى لا يتكدر صفوه
تسربت كل أحلامها وتبعثرت أمانيها
فسايرت حياتها معه
صبرت على فقره وربطت حزامها لكي لا تشعره بأنها ربيبة بيت العز
والتي لم تكن تعرف للفقر شكلا ولا طعما
ورغم كل هذا لم تشعره بشيء من هذا
حافي القدمين خاوي الفكر فقير مدقع حين تزوجته
وهي من بيت عز ومجد وسؤدد
وكعادة الحرائر تجاوزت معه كل الصعاب
حفظت له ماله ونمته وكبرته
وأخذت في صنع مجده ورسمت له مسار حياته
وسعت لتظهره رغم كل الظروف
فتبدلت أحواله وتغيرت أفعاله وعظمت أقواله
حتى غدى وجه من وجوه المجتمع
في خضم صناعته نست نفسها ما بينه وبين بيته وأولاده وأمه وأبيه
فهي لا تكل ولا تمل في خدمتهم حتى ما كانت تجد فسحة للعناية بنفسها
عاد إليها تلك الليلة وعلى وجهه علامات الغضب والتأفف من معيشته معها
كانت تعلم أنه يسعى لجر شكل معها فتفادت المواجهة معه بتعذرها بالإنشغال بخدمة والدته المسنة
فنهرها بصوته الأجش ليطلب منها التأدب معه أثناء الحديث
وفرصته التي كان يتحينها لينعتها بما يبرر له ما كان ينوي عليه
فأخذ يسخر منها ومن شكلها ومظهرها ويندب حظه معها
نسي ما قامت به ولم يكن يعلم بأنها ستقبل بما يخطط له
حفاظا على بيتها وولدها دون أن يجرحها بسلاطة لسانه وخبث سريرته
كان كل ما يدور في خلده تلك الفكرة الجهنمية التي راودته منذ مازحه صاحبه
بأن من مثله لا بد أن يتزوج بأخرى صغيرة في السن
ضيق الخناق على زوجته الأولى وهي تتفاداه وتعرض عن اللغو معه
وخرج من البيت مغاضبا مدعيا بأنها صماء لا تحس ولا تشعر
بدأ في تنفيذ ما خطط له
وخطب صبية حسناء ودفع لها نصف ماله
وعاش معها كأن لم يعش في حياته يوما أجمل ولا أحلى مما هو فيه
وكان يصرح بهذا علنا دون مراعا لمشاعر زوجته الأولى
تدللت الحسناء عليه وأخذت تزيد في طلباتها وهو يدفع بلا حساب ولا حتى عتاب
وتناقصت أمواله وساء حاله
فقرر أن يجمعها مع الأولى في بيته القديم
وترك المنزل المستأجر
وعاد إلى الصابرة على ما أصابها
وبات يغنج صغيرته أمامها ولا ليلة لها ولا عدل ولا إنصاف
وليلة بعد الأخرى
أصيب بتعب وإرهاق وعجز عن مزاولة المشي ولو لمسافات قصيرة
وحملته الصابرة للمشفى وأدخل العناية الفائقة
وخرج منها بعد فترة مصابا بشلل يمنعه عن الحركة
قامت زوجته الأولى بالعناية به والسهر على خدمته
بينما حسناؤه التي باع لأجلها رفيقة دربه
كانت تخرج وتمارس حياتها بعيدا عنه
كانت تجلس باليومين والثلاثة ما سألت عنه أو قدمت إليه
وبعد مرور شهرين نزلت وفتحت الباب
فرح بها فرحا كاد أن يتوقف له قلبه
لكنها وقفت بعيدا عنه وقالت له
تعلم أنني لازلت صبية في ريعان شبابي وقبلت به كهلا
وصبرت على قدري ولكن ليس بمقدوري أن أصبر على عاجز حتى عن الحركة
أخي في طريقه إلي لو سمحت أرسل لي ورقة طلاقي
مرّ شريط حياته عليه سريعاً ليجعله يرى سوء فعلته وذهاب ماله الذي جمعه بصبر هذه العظيمة
وسوء معاملته لها وزيادته في تدليل هذه الخائنة التي سلبت ماله لتعيش به مع غيره
وما ردت له شيء مما أعطاها
أبسط حقوقه الخدمة لم يحظى بها منها
أنهار باكيا بين يدي زوجته التي ضاقت بها الدنيا لحاله
فأخذت تزين له الأمر وتخفف عنه
هذه القصة شبه حقيقية مع بعض التغيير في تسلسل الأحداث بسبب مرور الوقت عليها
فهل من معتبر[/align]