أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) : تسربت كثير من المعلومات من مذكرات وزير الدفاع الأمريكي السابق، روبرت غيتس، المتوقع صدورها في كتاب باسم "Duty: Memoirs of a Secretary at War."



إذ نقل مقال في صحيفة واشنطن بوست قول غيتس عن باراك أوباما إنه كان غير أكيداً من قراره إرسال مزيد من القوات الأمريكية لأفغانستان، وقال غيتس إن "القائد الأعلى للقوات المسلحة كان مشككاً إن لم يكن متأكداً بفشل المهمة."

واستنكر غيتس ما رآه "شكاُ وانعدام في الثقة العسكرية من قبل موظفي البيت الأبيض.. من بينهم الرئيس ونائب الرئيس."

قد يكون من السهل تجاهل أقوال غيتس، كما حاول البعض أن يفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن غيتس يعتبر واحداً من أفضل رجال الدولة الذين أنتجتهم أمريكا من نصف قرن، حسبما يشير المحلل السياسي ديفيد روثكوف، إذ عمل غيتس في الإشراف على البنتاغون خلال فترتي رئاسة أوباما وجورج بوش الابن، كما قام بإدارة وكالة الاستخبارات المركزية والعمل بمنصب نائب مستشار وكالة الأمن القومي، إنه رجل ذو أهمية استخباراتية عالية ومن الصعب العثور على رجل بخبرته.


لذا فإن غيتس يعرض الضوء في مذكراته على حقائق هامة، أولها أنها تعرض حقيقة واشنطن وصناعة القرار السياسي، تتمثل بأن الشخصيات والسياسة لها دور كبير في صناعة القرارات الأساسية مثلها مثل أي عوامل موضوعية أخرى يمكنها أن تلجأ للتحليل السياسي، حسبما يشير روثكوف، أي أن الأشخاص يدخلون في عملية القرار وهم أشخاص يجمعون صفات سيئة وجيدة والتي يمكن أن تنتج قرارات سيئة وأخرى جيدة.

وأشار روثكوف في مقال كتبه لـ CNN إلى أن "المذكرات تدل إلى مواقف مثل الوضع الأفغاني والتي لا يمكنها أن تنطوي على إجابة يمكن اعتبارها جيدة، إذ كان يمكن أن نتوجه بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول إلى أفغانستان وأن نقضي على من اعتدى علينا.. لكن الولايات المتحدة حاولت أن تجعل هدفها طويل الأمد للقضاء على الجماعات الإرهابية التي يمكنها أن تشكل خطراً مستقبلياً مثل القاعدة وطالبان وهذا ما أدى بأمريكا إلى التزامها على مدى طويل في منطقة لم تعرض فيه حلول طويلة الأمد."

وأضاف روثكوف "لقد كان غيتس والجيش محقين عندما قرروا أن الحل في المكوث الطويل بأفغانستان تمثل في زيادة عدد الجنود، وكان نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن محقاً في الوقت ذاته عندما قرر أن انسحاب القوات الأمريكية في وقت أبكر سيكون أفضل من انسحابها لاحقاً."

وأضاف غيتس: "يأتي هذا لأن كلاً قراراً خاطئاً من قبل من سبق أوباما وغيتس اتخذ بردة فعلنا المباغ بها بأن لا نحقق العدالة بل أن نحاول تغيير العالم في منطقة مضطربة وبطرق تعدت قدراتنا."