الصبر


سيأتي بهم الله جميعاً فلا داعي أن تضيق ذرعاً بحياتك فلكل شئ نهاية لا تجزع على مالاً ذهب أو ولداً رحل أو زوج لم يعد يريدك أو مرض أصابك أو موت عزيز لديك أو أي من متاعب الدنيا ففي رحمة الله وعوضه جمال لن تستطيع أن تدركة فقط حاول أن لا تجزع وقليل من الصبر زيادة لن يقتلك فلم يذكر أن أحداً مات من الصبر فتحمل أكثر فلعل الفرج يأتي بعدة وتصبح أحوالك أكثر أستقراراً وهدوء..

صحيح ليس من يتحمل العصي كمن يعدها ولكن من يتحمل لن تقتله ضربة أو ضربتين زيادة فقط أنظر إلى ما بعد ذلك فحتماً سيكون أجمل وأفضل فالشجاعة في مواجهة الأعباء ما هي إلا صبراً جميل والله المستعان فبالنظر إلى أي ماضي في حياة أي شخص صبر نجد أن العقبى خير ومدهشة وتستحق الوقوف والإعتبار منها فجرعة صبر زيادة ستكون نتائجها إيجابية ولا ننسى وعد الله عز وجل (وبشر الصابرين) نسئل الله أن يرزقنا الصبر الجميل...

القنوط سهل ولا يحتاج إلى حث فهو أنهيار داخلي الخاسر فيه النفس وسيكون الناتج القهر والحسرة وربما الخروج عن المسار والرضوخ للخسارة وشفقة الاخرين وأعتقد أن هذا لايتناسب مع النفس البشرية الطامحة دوم للإنتصار والتباهي به فأصبر وتماسك فبعض المرارة ستنسى بمجرد أن تبلغ الشهد وكل ما أنت فيه سيمضي وتنساه وأن حاولت أن تصبح مأساوياً فلن تتذكرة في وقع الفرج الكبير فقط قليل من التماسك وستجد نفسك قد أنتصرت بأجمل مما تتوقع..

كيف تصبر؟ من وجهة نظري الشخصية أن الصبر هو تحكم في أنفعالاتك الشخصية بموجب تقييمك لذاتك وليس حسبما ينظر إليك الاخرين فما يرونه مهين لك قد تراه كبوة ستنهض منها وتستطيع تجاوزها بمجرد تغيير نظرتك للأمور فأنت حكيم نفسك والرافع من شأنك بتقييم الوضع فقد أعجبني المثل القائل (صبرك على نفسك ولا صبر الناس عليك) فأنت قادر بعون الله على ذلك فقط غير من أفكارك وتجانس مع أقرانك وأحمد الله دائماً أن لديك أكثر بكثير مما ينقصك والذي قد يكون نقصك لأن إرادة الله هي الأفضل لك بنقص هذا الشئ فأحمد الله وتجاوز غصاتك الداخلية وتقبل ذلك لتتجاوزه فأنت خير معلم لنفسك في كل عقبة تقع فيها ستتجاوزها...

الأمل وتحديد الأهداف الشخصية يفضل أن يكون حمل شخصي وأن كان المراد منه في النهاية تشارك الاخرين فليس كل ماترمي إليه أو تخطط له مهماً بالكيفية التي هو مهم لك ولا تثريب على أحد في عدم مشاركتك عناء بلوغ هدفك وأن كانت أهميته ونتائجة بالنسبة لك منفعة للآخرين فالكثير لايهتم إلا لمجده الشخصي وقد تكون أنانية منه ولكن ذلك شأنه وأهتمامه وان كان شأنك المنفعة للجميع فلا تفرض على أحد صفاتك الشخصية كي لا تقهر نفسك بعدم تفهمهم كذلك لا تحرم نفسك من أعطائها حقها أثناء رحلاتك نحو تحقيق الذات فأحياناً قد نخطئ في حق أنفسنا ثم نقول أن الآخرين لا يهتمون بنا فلنصبر وهنا الوضع لايحتاج إلى صبر بقدر تغيير وجهة النظر الشخصية إلى الأولويات والإهتمامات فأحياناً نقحم أنفسنا بما لانستطيع عليه صبرا...

جمال تفهم الأمور والتعاطي معها أنك تجد نفسك في النهاية قد بلغت شئياً لم تكن تريده فقط قياساً على توجهات لغيرك أو محاكاة لهم ولكن عندما تعرف بالضبط ماذا تريد فستعرف أنه أسهل بكثير مما تراه من وجهة نظر غيرك فبساطتك وسذاجة مطالبك أن بلغتها فقد حققت الأرتياح التام والسعادة والعيش في نعيم فبادر لما تريده أنت وليس ما هو مثالي أو نموذجي لدى غيرك فحياتك ببساطة أعبد الله بقلباً نقي ولك الجنة فما تعيشة وتستمتع به هو النموذجي والصالح لك ودع الخلق للخالق فأنت وحدك من تستحق نفسك ولا تبالغ في ظلم نفسك لأجل إرضاء أحد فمن العدل أن تكون كيان مستقل مع الله فلن تحاسب عن أحد حتى من رعيتك ما داموا أختاروا طرقهم فأجعل طريقك إلى الجنة فقد تجد كل من أحببت على هذا الطريق..

شيخهم