الإقتصادية : من المعروف أن كميات النفايات الناتجة وأعمال النظافة المطلوبة تتناسب وبشكل طردي مع ما تعيشه أي مدينة من حيث الكثافة السكانية والاتساع العمراني. وبما تشهده مدينة الرياض من نمو سكاني متسارع وانتشار عمراني كثيف، فمن الطبيعي أن يرتفع سنوياً معدل ناتج النفايات في المدينة وتتعاظم جهود النظافة المطلوبة، ولن يتوقف ارتفاع هذا المعدل وتستقر الكميات الناتجة من النفايات إلا مع استقرار نمو المدينة السكاني والعمراني.



تقرير يستعرض واقع مدافن النفايات ومستقبلها - بقلم: عبد الله الفهيد

ونظراً إلى ما لمدافن النفايات من أهمية كوسيلة أساسية للتخلص من النفايات من أهمية بالغة وحساسة على الأصعدة كافة، فإن هذا يحمل المعنيين بها والعاملين فيها مسؤولية وضع الخطط الآنية والمستقبلية، وإعداد الدراسات اللازمة، وتنفيذ المشاريع الكفيلة باستيعاب كميات النفايات الناتجة بطرق سليمة آمنة وأسلوب متطور حديث ولعقود عدة من الزمن مقبلة.

ومن المؤكد أن للتوعية وتحضر المجتمع دور فاعل في مستوى نظافة المدينة وكمية النفايات الناتجة، ونظراً لما يتمتع فيه المواطن السعودي من رخاء اقتصادي وعادات اجتماعية، فإن عوامل التحضر والتوعية قد تؤثر بشكل أكبر في رفع مستوى، أكثر منه في خفض معدل ناتج النفايات اليومي.

خلال فترة الطفرة الاقتصادية في أواخر السبعينيات من القرن الميلادي الماضي كان يقدر ناتج نفايات الفرد الواحد في مدينة الرياض في حدود 2.7 كيلو جرام في اليوم الواحد، وكنتيجة لعوامل التحضر المدني وتأثير التوعية العامة انخفض هذا المعدل ليصل في الوقت الحاضر إلى حدود 1.6 كيلو جرام في اليوم، وبتطور التحضر الاجتماعي واستمرار تكثيف جهود التوعية العامة والتوعية الطلابية بشكل خاص يتوقع أن ينخفض هذا المعدل إلى حدود واحد كيلو جرام في اليوم خلال السنوات العشر المقبلة.

مدفن النفايات البلدية الصلبة في المدينة
يقع مدفن النفايات الصلبة لمدينة الرياض في الجنوب الشرقي لمنطقة السلي وعلى بعد نحو 25 كيلو مترا من المدينة، وهذا المدفن مخصص ومعد لاستقبال البلدية الصلبة فقط، ويمنع استقبال النفايات الطبية والصناعية والخطرة بكافة أنواعها، وتبلغ المساحة الشاملة لكامل منطقة المدفن نحو ثمانية ملايين متر مربع، ويبلغ طول محيط المدفن أكثر من 11 كيلو مترا، ومحاط بسياج شبك للحماية، وقريبا سيبدأ مشروع تنفيذ سور للمدفن من الخرسانة المسبقة الصنع بارتفاع ثلاثة أمتار إضافة إلى بوابتين. وتقع البوابة الرئيسية في الجهة الشمالية الغربية للمدفن بعرض 30 مترا، حيث توجد نقطة الحراسة لمراقبة وتنظيم حركة الدخول والخروج من المدفن، ولكون مدفن النفايات البلدية الوحيد في الرياض فهو يستقبل يوميا نحو ألفي عربة تنقل أكثر من 16 ألف طن يوميا من مختلفة النفايات البلدية ومخلفات البناء والأنقاض، ويستلزم الدخول وزن المركبات وتسجيل الدخول، حيث يوجد ميزانين سطحين طاقة كل واحد منهما 100 طن.


محطة الفرز التجريبي

الدخول للمدفن
يسمح بالدخول إلى منطقة المدفن للعربات المسجلة لدى إدارة المدفن والأفراد المصرح لهم فقط، حيث يوجد عند مدخل المدفن لوحات تنظيمية توضح التعليمات المطلوب اتباعها داخل المدفن، مثل الامتناع عن التدخين وتحديد السرعة، ومنع نبش النفايات. كما يوجد عدد من اللوحات الارشادية داخل المدفن، والتي ترشد إلى مواقع كافة مرافق المدفن، وبعد دخول المدفن واقتراب العربة المسجلة من منطقة الميزان يتم آليا قراءة بطاقة التعريف المثبتة في مقدمة السيارة والتي تشتمل على معلومات من أبرزها وزن السيارة فارغة، ونوعها، والجهة التابعة لها، وقم المسار، والمنطقة التي تخدمها، ونوع حمولتها "نفايات، مخلفات بناء". وخلال التوقف اللحظي على الميزان يتم التعرف على وزن الحمولة ونوع النفايات، حيث يتم تسجيل وقت دخول العربة إلى المدفن، وبمجرد دخول هذه المعلومات إلى جهاز الكمبيوتر في غرفة التحكم في المدفن تنتقل المعلومات بشكل مباشر وتلقائي إلى البرنامج العام لإدارة النفايات الموجود في الإدارة العامة للنظافة، ويلي الوزن توجيه العربة إلى موقع المنطقة المخصصة للتفريغ حسب نوع حمولتها من النفايات.

المواقع داخل المدفن
تشتمل منطقة المدفن على عدد من المواقع منها: "دفن نفايات مغلق" حيث بدأ العمل فيه عام 1984م، وتم إغلاقه نهاية يوم الأربعاء 1/11/2006م، وبلغت مساحته نحو 1.5 مليون متر مربع، ومتوسط ارتفاعه أكثر من 40 مترا، وجار العمل في تنفيذ التغطية النهائية بسماكة متر من التربة، ويليها تركيب شبكة تجميع الغاز والتخلص منه. "المدفن القائم" تحت التشغيل، وتبلغ مساحة موقع المدفن 1.5 مليون متر مربع، تم تنفيذ المرحلة الأولى " نصف مليون متر مربع، والتي تحت التشغيل، وبدأ العمل فيها 1/11/2006م، أما المرحلة الثانية ومساحتها مليون متر مربع فهي تحت التنفيذ، ويتوقع أن ينتهي التنفيذ نهاية عام 1430 هـ، ومن خلال استخدام معدل النفايات اليومي الحالي فإنه يقدر العمر الافتراضي للمدفن القائم المرحلتين "الأولى والثانية" في حدود ما بين ثماني إلى عشر سنوات، ويتوقع أن يصل الارتفاع النهائي في حدود 30 مترا. وتم إنشاء هذا المدفن وفقا لأحدث المواصفات الفنية لمدافن النفايات البلدية الصلبة والتي تناسب طبيعة المنطقة، وتشمل: تحضير تربة طبقة الأساس "شاملة القطع والدفن والدك والميل المناسب"، وإنشاء طبقة القاعدة من الأسفلت الخشن، صممت لتحمل وزن طبقات المدفن المتوقعة، وكذلك طبقة نظام عزل من الأسفلت الناعم المقاوم للأحماض لحماية طبقات الأرض والمياه الجوفية من التلوث وضمان عدم تسرب عصارة النفايات، إضافة إلى نظام تصريف العصارة مكون من "مجاري أخاديد مبطنة بالخرسانة ومزودة بأنابيب مثقبة لتصريف العصارة، حيث تصب جميع العصارة المصروفة في خزان ضخم مسطح ومفتوح، يتم فيه تبخر المياه ومعالجة العصارة، والتخلص منها بطريقة آمنة وسليمة.

التخلص من النفايات يتم التخلص من النفايات بدفنها في حيز محدد الأبعاد يسمي "خلية"، وهذه الخلايا منفصلة عن بعضها بطبقة رفيعة من التربة تسمى غطاء الخلية "التغطية"، يبلغ سمكها في حدود 10 في المائة من ارتفاع الخلية، ويبلغ طول الخلية الواحدة في حدود 170 مترا وعرضها 100 متر وارتفاعها ثلاثة أمتار، ويتكون المدفن من طبقات عمودية، وكل طبقة مكونة من عدد من الخلايا الأفقية، وتتوقف أطوال الخلية وعدد الخلايا على مساحة المدفن وعدد السيارات التي ترد إلى الخلية في اليوم الواحد "حيز الحركة"، ومقدار حجم النفايات الواردة إلى المدفن يوميا، وعدد طبقات المدفن "الارتفاع"، وقد تكونت الطبقة الأولى من المدفن القائم حاليا من 28 خلية، وهناك علامات وأعلام مثبتة في مواقع محددة تساعد العاملين على معرفة حدود كل خلية وارتفاعها أثناء العمل. ونظرا لضخامة كميات النفايات التي تصل المدفن يوميا، فقد اتبع في مدفن الرياض استراتيجية تقسيم الخلية الواحدة إلى عدد من الشرائح، حيث تستوعب الشريحة الواحدة كامل كمية النفايات البلدية " المنزلية والتجارية"، التي ترد المدفن خلال يوم واحد في حدود ثمانية آلاف طن، ويتم تغطية الشريحة بالتربة خلال فترة لا تزيد على 20 ساعة، وهذا يعتبر وقتا قياسيا لتغطية الخلية المفتوحة، بحيث لا تأخذ الوقت الكافي للتحلل الهوائي وتعفن النفايات، وبالتالي ينتج عن سرعة التغطية عدم انبعاث الروائح الكريهة.


فرق المكافحة في مدفن النفايات

استقبال النفايات
بعد عبور منطقة الميزان يتم توجيه العربات المحملة بمختلف النفايات البلدية الصلبة ما عدا مخلفات البناء إلى خلية استقبال النفايات التي تحت التشغيل في ذلك الوقت، حيث تستقبل الخلية عربات النفايات لتفريغ النفايات، وهنا تقوم المعدات الثقيلة "البلدوزرات" بفرد النفايات مع عملية الدك المبدئي لها، ثم عملية تقطيع النفايات والدك النهائي من خلال معدات "رصاصات" خاصة ذات فرزات ناتئة وحادة. وعند امتلاء الشريحة يتم توجيه العربات القادمة والمحملة بالنفايات إلى شريحة أخرى، ويتم في الشريحة الممتلئة التغطية بالتربة بسمك 30 سنتيمترا باستخدام "القريدر" مع الرش بالماء والدك النهائي، حيث تكون عند ذلك جاهزة لاستقبال طبقة أخرى من النفايات، وعند اكتمال شرائح الخلية التي تحت التشغيل يتم الانتقال إلى خلية جاهزة أخرى، وهكذا يستمر العمل. خلية مخلفات البناء خصص موقع لاستقبال مخلفات البناء والترميم والأنقاض، بحيث يسهل إمكانية الاستفادة من إعادة تدوير هذه المواد في المستقبل، وتبلغ مساحة خلية مخلفات البناء والأنقاض نحو 450 ألف متر مربع، وتستقبل الخلية يوميا أكثر من عشرة آلاف طن من المخلفات، ويتم توجيه العربات الناقلة لمخلفات البناء إلى هذه الخلية بعد الميزان مباشرة، ويبلغ ارتفاع الخلية الواحدة نحو أربعة أمتار، وجار العمل حاليا في الطبقة الثالثة من هذه الخلية.

محطة أفران الحرق
يوجد في منطقة مدفن النفايات اثنان من أفران الحرق الكهربائية ذات الكفاءة عالية، حيث يتم الحرق الكلي والكامل للمواد دون إلحاق أي ضرر بالبيئة، وتبلغ سعة كل فرن 300 كيلو جرام، وتبلغ درجة الحرارة القصوى للواحد منها 950 درجة مئوية، وتستخدم الأفران لحرق الوثائق والمستندات المهمة والسرية والأوراق النقدية التالفة، إضافة إلى حرق المخدرات ونحوها. ويتم جمع الرماد الناتج من الحرق والتخلص منه في خلية النفايات، وتقوم الإدارة العامة للنظافة بترتيب مواعيد الحرق وتنسيقها بين الأعداد الكبيرة والمتزايدة من الدوائر والمؤسسات العامة والخاصة في الرياض التي تتقدم بطلبات حرق، حيث تعمل المحرقة خمسة أيام في الأسبوع بمعدل 10 ساعات يوميا، مع توقف يوم للصيانة وآخر راحة.


وسيلة تعقيم عربات النقل

المكافحة
تجوب جميع أنحاء المدفن ومرافقه وبشكل دوري ومنتظم فرق خاصة ومدربة على كافة أنواع المكافحة، حيث زودت كل فرقة بالسيارات والمعدات وجميع أنواع المواد والمبيدات المناسبة، وتتم المتابعة والقضاء على كافة أنواع الحشرات الطائرة والزاحفة والقوارض والقطط والكلاب.

المكاتب والخدمات: توجد في منطقة المدفن مجموعة من المكاتب للعاملين فيه، مجهزة بوسائل اتصال تضم مكاتب لمقاول التشغيل والصيانة، ومكاتب لاستشاريي إدارة المدفن، ومكاتب لإشراف الإدارة العامة للنظافة.

التعقيم والتطهير
حرصا على نظافة المعدات والعربات الخارجة من المدفن والتأكد من عدم نقلها الملوثات إلى المدينة، يتم إلزام جميع السيارات والعربات بالمرور على نقطة التطهير قبل خروجها من المدفن، ونقطة التطهير عبارة عن حوض من الخرسانة المسلحة والمعزول بطول 125 مترا وعرض ستة أمتار مملوء بسائل مواد مطهرة ويقع مباشرة على طريق الخروج من المدفن، ويتم تعقيم عجلات وأسفل العربات أثناء المرور على الحوض، كما يتم الرش بالضغط العالي وتطهير بقية أجزاء المركبة بما في ذلك صندوق التحميل.

محطة الفرز التجريبي
أنشأت الإدارة العامة للنظافة ولغرض البحث والدراسة وبالتعاون مع شركة متخصصة محطة فرز تجريبية للنفايات بطاقة تشغيلية 200 طن في اليوم، حيث تعتبر المحطة مركز دراسات وأبحاث لإدارة النفايات الصلبة في الرياض، ويتم إعداد الدراسات الاحصائية اعتمادا على البيانات والنسب الحقيقية الواردة من المحطة، حيث تقوم المحطة بمراقبة نوعية النفايات والتأكد من خلوها من المواد الخطرة والممنوعة، ويتم استخدام المعلومات المتوافرة لمتابعة وتنظيم نفايات القطاع الخاص.


محطة أفران الحرق

خلية التخلص من الاسبستوس
نظرا لخطوة مادة الاسبستوس، تم تجهيز خلية مخصصة لاستقبال هذه المادة مع الأخذ في الاعتبار المعايير البيئية السليمة، وتقع الخلية في أقصى جنوب شرق المدفن المغلق، على مساحة 10 آلاف متر مربع، والخلية محاط بسياج شبك حماية ومزودة بلوحات تحذيرية وتعليمات. وخلال عمليات الدفن يتم اتباع جميع إجراءات السلامة الضرورية التي تتفق مع المعايير البيئية والصحية، ونظرا لحظر استخدام مادة الاسبستوس في كافة الأنشطة، فإن الكميات التي يستقبلها المدفن سنويا تعد محدودة جداً.

موقع الإطارات التالفة
بهدف تشجيع الاستثمار في مكونات الإطارات التالفة، تم تخصيص خلية لجمع هذه الإطارات، وتقع الخلية قرب مخلفات البناء على مساحة تصل إلى عشرة آلاف متر مربع، وتستقبل الخلية جميع أنواع الإطارات التالفة التي ترد إلى المدفن، حيث تقدر بنحو 30 طنا في اليوم من مختلف الأحجام والأنواع.

حجز السيارات التالفة
يوجد موقعين لحجز السيارات في منطقة مدفن النفايات، أحدهما لحجز المرور للسيارات المخالفة"، تحت إشراف المرور، والموقع الآخر "حجز الأمانة للسيارات التالفة"، تحت إشراف الإدارة العامة للنظافة، حيث يقوم بإدارة وتشغيل الموقع مستثمر متعاقد مع أمانة الرياض، وتبلغ مساحة حجز الأمانة للسيارات التالفة نحو 80 ألف متر مربع،ويدخل الحجز نحو ستة آلاف سيارة تالفة سنويا". ويتم تحديد السيارة التالفة والتأشير عليها من قبل البلديات الفرعية، ثم يتم رفعها ونقلها من المدينة إلى حجز الأمانة عن طريق مشاريع النظافة، حيث تبقى السيارة التالفة في الحجز لمدة ثلاثة أشهر، وفي حال عدم المطالبة يتم كبس "ضغط"، السيارات وإرسالها إلى مصانع الحديد.


آليات تباشر عملها في المدفن

العاملون في المدفن
يتم تنفيذ العمل في المدفن من خلال ثلاث مجموعات متكاملة من العاملين، لكل مجموعة مهام محددة، تضم فريقا استشاريا لإدارة المدفن، ومهامه وضع خطط التشغيل والتنظيم ورفع الجودة، وفريق التشغيل "مقاول التشغيل" ومهامه التنفيذ وفق خطط التشغيل والصيانة المستمرة للمعدات، وفريق الأمانة "الإدارة العامة للنظافة، ومهامه الإشراف العام والمراقبة ورفع الكفاءة والجودة.

المدافن المغلقة
وضعت أمانة منطقة الرياض برنامجا شاملا يعنى بصيانة وتطوير جميع مدافن النفايات البلدية المغلقة في الرياض، مشيرة إلى أن الأولوية في هذا البرنامج حسب أهمية موقع المدفن، و قربه من النطاق العمراني في المدينة، حيث يتم تنفيذ البرنامج على مرحلتين من خلال عقود مشاريع تشتمل على مرحلتين، الأولى: معالجة التغطية وصيانتها وحمايتها من العوامل الطبيعية، وإنشاء شبكة الجمع والتخلص من الغاز المنبعث، وتسوير منطقة الدفن، وإنشاء بوابات وبناء المرافق اللازمة، حيث يتم تنفيذ هذه المرحلة من قبل الإدارة العامة للنظافة. أما المرحلة الثانية، فيتم تحويل كل مدفن مغلق إلى متنزه تغطية الأشجار، وتتخلله الممرات، وتتوسطه الملاعب الرياضية، وتحيط فيه المساحات الخضراء والجلسات المنسقة، ويتم تنفيذ هذه المرحلة من قبل الإدارة العامة للحدائق وعمارة البيئة في أمانة الرياض، وشهد أول مدفن في قائمة البرنامج وهو "مدفن عكاظ"، الواقع جنوب غربي الرياض، والذي تبلغ مساحته أكثر من 750 ألف متر مربع، وقد تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى لتطويره وتحسينه منتصف العام الماضي، فيما بدأ العمل في تنفيذ المرحلة الثانية لتطويره ليصبح أحد المعالم الجمالية المميزة لمدينة الرياض. ومن المقرر بعد الانتهاء من تنفيذ تطوير مدفن عكاظ طرح مشروع صيانة وتطوير مدفن النفايات الواقع قرب تقاطع طريق الدائري الشرقي مع الجنوبي وطريق الخرج السريع.

مدافن النفايات في المستقبل
سعت الإدارة العامة للنظافة بالتنسيق والعمل مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية إلى تحديد موقع مناسب بيئيا وجيولوجيا للتخلص من كافة أنواع النفايات الناتجة في مدينة الرياض، وتطلب ذلك إجراء بحث وحفريات وإعداد دراسات نفذتها هيئة المساحة والجيولوجيا استغرقت قرابة العامين. وشملت هذه البحوث دراسة اتجاه وسرعة الرياح على مدار العام، ودراسة نوعية طبقات القشرة العلوية ودرجة النفاذية، وكذلك دراسة الطبقات الصخرية العميقة، حيث تمت الاستعانة بعدد من الحفريات العميقة وخرائط الأقمار الصناعية، وتم التوصل إلى تحديد موقع على قرابة 90 كيلو مترا شرقي الرياض، تتوافر فيه كافة المعايير البيئية والجيولوجية المناسبة ليكون مدفنا للتخلص من النفايات، وجار العمل حاليا على وضع الموقع ضمن المخطط العام المعتمد لمدينة الرياض، وطرح مشروع لتسوير الموقع وتنفيذ الطرق المؤدية إليه. ومن المقرر أن يتم تخصيص جزء من الموقع للنفايات البلدية الصلبة "أمانة الرياض"، وجزء للنفايات الطبية "وزارة الصحة"، وجزء للنفايات الصناعية "وزارة التجارة والصناعة، والمدن الصناعية"، وجزء للنفايات البلدية السائلة "الحمأة" لوزارة المياه والكهرباء، كذلك سيتم بعد اكتمال وتجهيز وتشغيل مدفن المستقبل تحويل منطقة الدفن القائمة حاليا إلى محطة انتقال مركزية، حيث يتم في هذه المحطة المركزية فرز جميع النفايات الواردة من المحطات الانتقالية الفرعية المنتشرة داخل المدينة، إضافة إلى كبس النفايات الواردة في بالات وإرسالها من خلال شحنها في تريلات ضخمة أو عربات قطار إلى مدفن النفايات الجديد المستقبلي.