الدولية : النمس حيوان لاحم يشبه ابن عرس إلا انه أقرب الى القطط والكلاب،يعيش في شمال وجنوب إفريقيا وجنوب أوروبا وشبه الجزيرة العربية ومنطقة الشرق الاوسط وإيران وجنوب شرق آسيا من الهند الى سريلانكا الى نيببال


يتمتع النمس بحاسة شم قوية جدا و يحس بحركة الهواء باتجاه العدو

يصنف النمس من فصيلة السموريات التي تضم النموس والرباح والزباد ، وكلها متقاربة الشبه فيما بينها، وهناك أكثر من أحد عشر جنسا من النموس تضم أكثر من 400 نوعا تعيش في العالم القديم أشهرها النمس الهندى الرمادي اللون .

وتبلغ فترة حياة النمس من 7 الى 12سنة وتلد أنثاه من 3 الى 4 صغار . يتميز النمس الهندي بذيل طويل له نفس طول الجسم تقريبا ، الرأس صغير ، والأذن صغيرة ، والأنف مستدق ، والقوائم قصيرة ينتهي كل منها بخمسة أصابع مزودة ببراثن بارزة.

يبلغ طول النمس قرابة المتر بما في ذلك الذيل ويزن نحو تسعة كيلو جرامات،و يعيش فرادى او في جماعات صغيرة أثناء الصيد وأثناء موسم التزاوج ، ويقطن البيئات الشجرية والعشبية والحقول الزراعية ويتسلق الأشجار بسهولة ، ويهاجم المناطق المأهولة بالسكان ويسطو على الطيور الداجنة .

يسكن النمس الجحور الأرضية التي يحفرها بنفسه وفي التلال الضخمة التي يبنيها النمل الابيض . وهو شديد الحذر حيث انه نادرا مايخرج من بين الحشائش والأعشاب الى الاراضي المكشوفة لأكثر من لحظات قصيرة .

يشتهر النمس ببراعته ومهارته في القضاء على الأفاعي السامة، ويرجع السبب في ذلك الى سرعته الفائقة ورشاقته ، إذ يغرس أسنانه الحادة التي تشبه رؤوس الإبر في عنق الأفعى بعد مراوغات معها ينتصب خلالها شعر الجسم والذيل جميعه ويبدو النمس ضعف حجمه.



كما أن الذنب ينتصب ويتحول الى فرشاه قاسية يحك بها وجه خصمه حتى ان ناب الأفعى يعجز عن التأثير على هذه الحزمة من الشع،علمت انه ليس لدى النمس حصانة ضد سم الأفاعي ، لكنه غالبا لايعطيها الفرصة للدغه ، ولديه بعض المقاومة للسم. وعلى الرغم من شراسة النمس إلا انه إذا إستأنسه الإنسان صغيرا ، فإنه يصبح أليفا ويتحول الى حيوان مدلل لعوب.

اعتقد المصريون القدماء ان النمس حيوان مقدس حتى اسموه فأر فرعون ، وذلك لإبقائه على اعداد التماسيح عند حد معين في نهر النيل ، إذ كان يتغذى على بيضها . وهناك أسطورة تقول أن النمس قد يتسلل الى فم التمساح ويتعدى البلعوم والحنجرة ليمزق أحشاءه ويصل الى القلب ليمزقه ويأكله.

يتمتع النمس بحاسة شم قوية جدا ، ويستشعر الروائح من بعيد ويحس بحركة الهواء باتجاه العدو . وتمنحه حاسة الشم القدرة على ااستكشاف مواقع الشقوق والحفر والقنوات ومعرفة ما بداخلها من فرائس .

يتغذى النمس على الجرذان والفئران والسقايات والحشرات والحيوانات الصغيرة والحبوب والثمار ، إلا أنه شديد الولع بأكل البيض . وتصيد النموس فرائسها بين الحشائش والنباتات القصيرة . وتبقى على اتصال مع بعضها من خلال صوت سقسقه مستمرة كالطيور .

تساعد معيشة النمس في البيئات الشجرية القريبة من القرى والهجر والمدن وتنوع غذاءه على حمايته وتقليل فرص تعرضه لخطر الإنقراض.

تشتهر ذكور النموس بعراكها العنيف فيما بينها ، إذ يتشابك النمسان كالقطط البرية مستعملة الأسنان والكفين كأسلحة تتشابك حتى يبدو وكأن كل منهما يمزق الآخر مع إصدارهم لصراخ عال ، لكن المعركة غالبا تنتهي من غير إصابة أحدهما بسوء.

و قد أدخل النمس الى نيوزيلندا وجزر الهند الغربية لمكافحة الأفاعي والجرذان ، إلا انه أحدث تدهورا خطيرا في التنوع البيولوجي بقضائه على أنواع محلية كثيرة، لذلك تمنع الكثير من الدول إدخاله اليها كالولايات المتحدة وكندا .