القاهرة (رويترز) : نظم الآلاف من أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي مسيرات في القاهرة ومدن أخرى في أنحاء البلاد يوم الجمعة مطالبين بعودته للسلطة في أكير استعراض للتحدي من جانبهم منذ مقتل مئات المحتجين في اشتباكات مع قوات الأمن قبل نحو أسبوعين.
وكان العنف محدودا فيما يبدو مقارنة مع الاشتباكات في الفترة الماضية في الوقت الذي تحدى فيه المحتجون تحذيرات من أن قوات الأمن المنتشرة عند الميادين الرئيسية ستفتح النار إذا تحولت الاحتجاجات إلى العنف.
وقالت وزارة الصحة إن ثلاثة اشخاص قتلوا واصيب 36 آخرون في حوادث متفرقة. وقال مسؤول في الوزارة في بورسعيد إن محتجا قتل وأصيب 21 آخرون في اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين لمرسي.
واعتقلت الحكومة التي يدعمها الجيش أغلب زعماء جماعة الاخوان المسلمين منذ عزل الجيش مرسي في الثالث من يوليو تموز عقب احتجاجات حاشدة ضده. وقيدت الاعتقالات الاحتجاجات وأسكتت إلى حد كبير صوت الجماعة التي حكمت البلاد لعام واحد.
لكن المحتجين يوم الجمعة اختاروا على ما يبدو تنظيم عدة احتجاجات متفرقة وتجنب الميادين الأكبر في القاهرة حيث انتشرت الدبابات والشرطة وكذلك تجنبوا مواقع الاحتجاجات السابقة مثل موقعي مخيمي اعتصامين لمؤيدي مرسي حيث قتل أكثر من 600 شخص في اشتباكات مع قوات الأمن في 14 اغسطس اب.
وعقب صلاة الجمعة مباشرة خرج نحو 500 محتج من مسجد صهيب الرومي في وسط القاهرة يهتفون "اصحا ما تخافشي .. الجيش لازم يمشي" و"الداخلية بلطجية" و"مصر هتفضل إسلامية .. رغم أنف العلمانية".
وبحلول عصر الجمعة شارك الآلاف في عدة مسيرات في مناطق أخرى بالقاهرة وضواحيها مطالبين بعودة الحكومة المنتخبة.
وانضمت قوات من الشرطة بأزيائها السوداء يضعون خوذات وسترات واقية من الرصاص ومسلحون ببنادق إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وبنادق آلية إلى قوات من الجيش في حراسة نقاط تفتيش قرب الاحتجاجات ومنعوا المرور عبر أحد الجسور فوق النيل.
وفي الاسكندرية شارك أكثر من عشرة آلاف محتج إجمالا في عدة مسيرات منفصلة. ونظمت مسيرات في عدة مدن في دلتا النيل منها طنطا وفي الفيوم ومدن قناة السويس الثلاث الاسماعيلية والسويس وبورسعيد وفي أسيوط في صعيد مصر ومدن أخرى.
ولم يعرض التلفزيون الرسمي لقطات تذكر للمسيرات لكن المكتب الصحفي لجماعة الاخوان المسلمين في لندن وزع رسالة عبر البريد الالكتروني تتضمن روابط لبث عبر الانترنت لما قالت إنها احتجاجات يوم الجمعة في 15 منطقة بالقاهرة و32 مسيرة أخرى في مدن وبلدات في أنحاء البلاد.
واصدرت وزارة الداخلية يوم الخميس بيانا يحذر المحتجين من أن الشرطة ستكون مسلحة بالذخيرة الحية ومستعدة لمواجهة أي محاولات لتقويض الأمن أو الاعتداء على منشآت الشرطة أو الحكومة أو المنشآت الدينية.
وحث مجلس الوزراء المحتجين يوم الجمعة في بيان على الالتزام بالسلمية واحترام حالة الطوارئ.
وكان وجود قوات الأمن ملحوظا منذ الصباح الباكر حيث حرست المدرعات المسلحة بالمدافع الرشاشة الميادين الرئيسية بما فيها ميدان التحرير مركز انتفاضة 2011 وميدان رمسيس حيث قتل اكثر من 100 شخص أغلبهم من انصار مرسي في احتجاجات قبل اسبوعين.
وبالاضافة إلى عربات الشرطة التي انتشرت بكثافة حاملة شعار "شرطة الشعب" انتشر مسلحون يرتدون ملابس مدنية في محاولة لمنع المسيرات عن السلمية.
وارتدى كثيرون من المحتجين يوم الجمعة قمصانا أو حملوا لافتات عليها صورة يد ترمز إلى اعتصام رابعة العدوية وهتفوا بشعار "كلنا رابعة" في إشارة إلى مخيم الاعتصام الرئيسي أمام مسجد رابعة العدوية حيث قتل المئات في 14 اغسطس اب في اشتباكات مع قوات الأمن.
وفي مدينة الفيوم عرضت قناة سي.بي.سي التلفزيونية الخاصة لقطات لمحتجة منتقبة من الاخوان المسلمين تقود مسيرة لمنتقبات وتحمل لافتة تقول أين الشرعية؟
وفي وقت سابق يوم الجمعة حث الداعية المصري المقيم في قطر الشيخ يوسف القرضاوي المصريين على النزول إلى الشوارع لتحدي الحكومة المؤقتة وإعادة مرسي للسلطة.
وجاءت دعوة القرضاوي في خطبة الجمعة التي بثها التلفزيون القطري. ومن شأن الدعوة أن تزيد من توتر العلاقات بين القاهرة والدوحة والتي تضررت بالفعل بعزل مرسي.
ودعا القرضاوي المصريين رجالا ونساء وأطفالا للنزول إلى الشراع معتبرا أن هذا واجب على كل المصريين.
وألقت حملة السلطات على الإسلاميين بظلالها على العلاقات بين مصر وقطر التي قدمت لمصر مساعدات بقيمة سبعة مليارات دولار خلال حكم مرسي.
مواقع النشر