دويتشه ﭭيله : تتسبب محطات توليد الطاقة بالوقود الأحفوري في الرفع من مستوى الاحتباس الحراري بشكل كبير، ويمكن لهذا الوقود أن يصبح رفيقاً بالبيئة إذا ما تم فرز عناصر ثاني أكسيد الكربون وتخزينها تحت الأرض. غير أن هذه التقنية لازالت مكلفة.



تُفرز محطات إنتاج الطاقة العاملة بالوقود الأحفوري نسباً كبيرةً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وقد أصبحت تقنية تخزين ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض بعد فرز عناصرها أمرا واردا. وعبر ذلك يمكن لمحطات توليد الطاقة من الفحم أن تصبح رفيقةً بالبيئة. غير أن موضوع فرز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه تحت الأرض هو محط جدال خصوصاً في أوروبا التي تعرف كساداً اقتصاديا حسب المفوضية الأوروبية. ففي ألمانيا لم تنجح حتى الآن مثل تلك الخطط الهادفة الى تطوير محطات توليد طاقة الوقود بسبب التصدي الكبير لها من طرف المواطنين والسياسيين. وقد تم وقف مشاريع بناء محطات توليد الطاقة التي يتم فيها فرز ثاني أكسيد الكربون بما في ذلك خطوط الأنابيب الناقلة لثاني أكسيد الكربون و"محطات دفن" تلك الغازات تحت الأرض. وسيبدأ العمل في استخدام المحطة النموذجية الوحيدة في ألمانيا لفرز الغازات ودفنها نهاية العام الجاري.

خبراء يطالبون بتقنيات معقولة
يتمسك كل من الإتحاد الأوروبي والوكالة الدولية للطاقة بفكرة استخدام تقنية تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض بهدف إبقاء درجة حرارة الأرض في مستوى درجتين على الأكثر. في هذا الصدد يقول المفتش في مجال الطاقة لدى الإتحاد الأوروبي غونتار أوتينغار في تصريح أدلى به شهر مارس/آذار الماضي:"سنواصل أنشطتنا في مجال تقنية تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون في أوروبا". وكشفت الوكالة الدولية للطاقة في تقرير خاص بشأن السبل المؤدية إلى وقف حدة التغييرات المناخية، أنه حتى عام 2003 فإن "حوالي ثلاثين بالمائة من محطات توليد الطاقة الأحفورية الجديدة ستتوفر على تقنية تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض".


غونتار أوتينغار المفتش في مجال الطاقة لدى الإتحاد الأوروبي

يتمسك كل من الإتحاد الأوروبي والوكالة الدولية للطاقة بفكرة استخدام تقنية تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض بهدف إبقاء درجة حرارة الأرض في مستوى درجتين على الأكثر. في هذا الصدد يقول المفتش في مجال الطاقة لدى الإتحاد الأوروبي غونتار أوتينغار في تصريح أدلى به شهر مارس/آذار الماضي:"سنواصل أنشطتنا في مجال تقنية تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون في أوروبا". وكشفت الوكالة الدولية للطاقة في تقرير خاص بشأن السبل المؤدية إلى وقف حدة التغييرات المناخية، أنه حتى عام 2003 فإن "حوالي ثلاثين بالمائة من محطات توليد الطاقة الأحفورية الجديدة ستتوفر على تقنية تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض".


البروفسور مانفريد فيشيدك كنائب رئيس في معهد "فوبارتال" الألماني للمناخ والبيئة والطاقة

يعمل البروفسور مانفريد فيشيدك كنائب رئيس في معهد "فوبارتال" الألماني للمناخ والبيئة والطاقة، وهو خبير في تقنية تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون. ويقترح فيشيدك على كل من الإتحاد الأوروبي والوكالة الدولية للطاقة التريث وانتظار نتائج الأبحاث الجارية في هذا المجال، حيث قال في حوار مع الدويتشه فيله: "هناك فرق بين الطموح وبين الواقع"، ويٌضيف:"لا يمكن التصور الآن بأننا سننجح في إدخال تقنية تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض بشكل واسع في أوروبا والعالم، لذلك أُطالب بالنظر بواقعية إلى الأمور ".


يطور الباحثون تقنيات إدخال تقنية دفن غاز ثاني أكسيد الكربون بشكل واسع في أوروبا والعالم

انتقادات لخطط الإتحاد الأوروبي في مجال الطاقة
ولا يوجه معهد "فوبرتال وحده تلك الإنتقادات لخطط الإتحاد الأوروبي في موضوع تزويد محطات توليد الطاقة بتقنيات تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون". فبدوره أصدر المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية (DIW) مؤخراً تقريراً ذكر فيه أن تلك التقنيات لا تتلاءم مع آفاق تزويد الناس بالطاقة في المستقبل. ويقول كريستيان هيشهاوزن مدير أبحاث الاقتصاد الصناعي في معهد DIW: "تبين أن تقنية تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض فشلت خلال خمس سنوات الأخيرة". ويضيف:"السيناريوهات التي يضعها الإتحاد الأوروبي تقوم على أربعة حتى خمسة أعوام وتعتمد على فرضية تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون بشكل آمن من الناحية التقنية ومقبولا من المنظور الاقتصادي، غير أن عكس ذلك هو ما تم إثبات تماماً". ويتوقع مانفريد فيشيدك وشركة الطاقة أن تكاليف إنتاج كيلوات واحد من الطاقة لدى لشركة RWE بتقنية تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون أعلى بنسبة 60 إلى 80 بالمائة. ويُقدر أن يصل سعر الكيلوات في ألمانيا 13 سنْتاً بالنسبة لمحطات التوليد بالفحم الحجري وبذلك فلن يكون باستطاعة تلك المحطات القدرة على منافسة الطاقات الأخرى، كالطاقة الشمسية أو الرياح التي تكلف أقل من 10 سنتاً للكيلوات الواحد ، خصوصا وأن تكلفة هذه الطاقات البديلة ستنخفض في حدود 2025 إلى مستوى سبعة سنتات للكيلوات حسب الخبراء.


خبيرة: "الطاقات المتجددة هي الخيار الوحيد للحصول على طاقة بنسب قليلة من ثاني أكسيد الكربون"

من جهتها عبرت خبيرة المناخ كلاوديا كيمفيرت من المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية (DIW) عن أملها أن يُعيد الإتحاد الأوروبي النظرَ في الأرقام المتقادمة التي تعتمد عليها في سياستها بشأن المَناخ وأن تُؤخذ تكاليف الطاقات المتجددة في كل السيناريوهات الموضوعة بعين الإعتبار. وقالت كلاوديا كيمفيرت في حوار مع الدويتشه فيله:"الطاقات المتجددة هي الخيار الوحيد للحصول على طاقة تضم نسبا قليلة من ثاني أكسيد الكربون".


خبيرة المناخ كلاوديا كيمفيرت من المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية (DIW)


ويقترح الخبير في تقنية تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض مانفريد فيشيدك على المسؤولين" بناء محطات لتوليد الطاقات المتجددة وبدل المزيد من المجهود في عمليات تنفيذ كفاءة استخدام الطاقة". ويسعى معهد "فوبارتال" الألماني للمناخ والبيئة والطاقة للحفاظ على تقنية تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون التي يمكن استعمالها في حالات معينة، كما يشجع على تطويرها واستخدامها في الصناعات بهدف: "لتحقيق الأهداف الطموحة لحفظ المناخ." وبحثا عن حلول جديدة يحاول الباحثون الملائمة بين تقنية تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض واستخدام طاقة الكتلة الحيوية. وحسب دراسة حديثة صادرة عن معهد بوتسدام حول التأثيرات المناخية (PIK) فإن المزج بين تلك التقنيات من شأنه المساهمة في خفض نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء وبالتالي في خفض درجة حرارة الأرض بشكل ملحوظ.