بسم الله الرحمن الرحيم




"كـتــّـاب ضــد الـحـق وأهـلـه"



إن موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موضوع عظيم جدير بالعناية ، لأن فيه تحقيق مصلحة الأمة ونجاتها ،وفي إهماله الخطر العظيم والفساد الكبير ..
والحسبة وظيفة دينية يقصد بها: القيام بالأمر بالمعروف إذا ظهر تركه ، والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله .
وقد بين ذلك ربنا عز وجل في كتابه العظيم ، ومنزلته من الإسلام ، والذي هو أصـل الدين وأساس الإسلام قال تعالى:{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}آل عمران:110
وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مكانة رفيعة في الإسلام ، وهو من فروض الكفاية ، قال تعالى : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (آل عمران:104)
والأمر بالمعروف والنهي على المنكر قائمٌ على مر العصور ومنذ فجر الإسـلام ، فقد كان في عهد الصحابة يعظمون هذا الواجب وهو في الواقع ثمرة الرسالة فإذا تعطل تعطلت الرسالة ..
ولكننا مع الأسف الشـديد نقرأ في الصحف اليومية الحرب الشنعاء على جهاز هيئة الأمر.
بالمعروف والنهي عن المنكر،والركض وراء كل كلمة يتفوه بها منسوبيها، ويتصيدون أخطائهم التي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ! وتضخيم السلبيات وجعلها تحت الميكروسكوب!..
فهناك العديد من الكتّـاب البارزين في صحفنا اليومية الذين وللأسف الشديد سخروا أقلامهم المثلومة ومجهوداتهم وكل طاقاتهم في الحرب على هذا الجهاز المهم والحيوي في مجتمعنا الشريف ، والغرض من ذلك هو تشويه صورتهم الجميلة والناصعـة ! فهم يتمنون زوال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عاجلاً غير آجلا وذلك لأشياء في سويداء قلوبهم!..
فهؤلاء الكتّـاب يقومون بتضخيم الأحداث والأخبار التي يسمعونها تردد في المجالس! ومن الناس المتحاملين على رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهؤلاءِ لهم مواقف غير مشرفة مع رجال الحسبة ولّـدت هذا الكُـره العميق، فهؤلاء الكتّـاب ينقلون الأحداث مخالفة للواقع ويتعجلون بنشرها ! وبدلاً من أن يكونون مادحين لهم أصبحوا قادحين لهم متناسين أفعالهم وأدوارهم الإيجابية في إصلاح المجتمع،ومطاردة المجرمين والسحرة والمشعوذين وأصحاب مصانع وترويج الخمور.. سيما أننا في دولة الإسلام.. فالمتأمّـل لكتاباتهم يلاحظ الغلظة الشديدة والافتراء الزائد واللامبالاة في وصفهم القاسي لرجال الهيئة دون النظر لعواقب الأمور..!
فأحدهم يصف رجال الهيئة في أحد مقالاته ويقول: [[ بأنهم يضيقون على الناس وعلى مصالحهم وأن هذا بالنسبة لرجال الهيئة (غاية)على حد ذاتها وأن لديهم من المبررات والذرائع والأقوال والنقولات ما يُبررون به مثل هذه التصرفات (التعـسفيّـة) بكل المقاييس..!!!]]
والآخر يسمي الفصل بين الجنسين في مهرجان الجنادرية "لعدم الاختلاط": [[بأنها حالة (العزل الأسـري..!) فهي في الواقع حالة غريبة وعجيبة تلك التي تمارس على الأبواب منذ (23) سنه..!!]] وبدلاً من أن يكونون لبنةً صالحة ونافعة وتساهم في الذب عن الدين وأهله ، ويكون مضمون كتاباتهم في أعمدة الصحف وعلى مرأى الجميع تناقش قضايا أخرى تهم الوطن والمواطن ، كما أننا بحاجة إلى ثقافاتهم وأقلامهم ، لتساهم في رفعة هذا البلد وعليهم أن يتناسون حربهم الضروس على رجالاً صدقوا الله ما عاهدوا عليه ،ورجال الهيئة يقومون بعملهم بصدق وأمانة على مرأى الجميع ، وهم لا يحتاجون لشهادة أحدٍ منا ، فالوقائع التي سجلتها الهيئة خير شاهد ودليل ، ولأن لديهم ما يحتكموا إليه وهو الكتاب والسنّـة فهو مرجعهم ونبراسهم.. وبالتالي أنا أجزم أن هؤلاء الكتـّـاب سوف يخســرون المعـركة ، وسوف يعظون على أصابع الندم ويتمنون أنهم لم يخوضوا غمار هذه المعركة الخاسرة ..