دمشق، سوريا (CNN) : أكد الفنّان السوري الكبير دريد لحّام أن مسلسل "سنعود بعد قليل" يضع يده على الوجع السوري، ويقدّم وجهتي النظر إزاء ما يجري في سوريا بحيادية.



وقال الفنان السوري في تصريحاتٍ خاصّة لـموقع CNN بالعربية، إن قصّة المسلسل إنسانية بالأساس، لكن لها مداخلات على ما يجري في البلاد.

ولأوّل مرّة في مسيرته الفنية يقدّم دريد لحّام في هذا المسلسل دوراً خالياً تماماً من الكوميديا، التي تعود المشاهد العربي ترقبّها في أدواره، وعلّق الفنّان السوري الكبير على ذلك بالقول: "حينما انتهينا من التصوير قدّمت شكري الكبير لكّل من شارك بهذا العمل، وبشكل خاص لصديقي منذ كان طفلاً، وابن صديقي؛ المخرج الليث حجّو، شكرته على أنّه غامر بي بدور لم يكن يخطر ببالي، أو ببال أحد أن أؤديه، وإن شاء الله تكون هذه المغامرة محسوبة، ونرى نتائجها على الشاشة."

وكان دريدّ لحام قد واجه اعتراضات على وجوده بين فريق العمل بإحدى مناطق الشمال اللبناني، أثناء تصويرهم لبعض المشاهد هناك، وذلك على خلفية موقفه مما يجري في بلاده.

وأوضح لحّام لـ CNN بالعربية تفاصيل ما حدث، قائلاً: "لطالما كان هناك رأي، ورأي آخر، ودائماً حينما يكون لديك وجهة نظر واحدة تجاه مسألة ما، تخزّن الغضب، ولن تصل إلى الحقيقة.. لكن عندما تستمع لوجهتي النظر، يمكن أن تقاطعهما وتصل إليها.

وأضاف: "مجموعة من الشبّان، لا يتعدّون العشرة، يختزنون الغضب بداخلهم تجاهنا، اعترضوا على تصويرنا العمل في منطقتهم، فأتت قوات من الأمن والجيش اللبناني، ولم يحدث أي احتكاك إطلاقاً. والأمر انتهى عند هذا الحد، بدون أي تهديدات جديّة، ولكن تم تضخيم القصّة إعلامياً."



ومنذ الأيام الأولى لعرضه خلال شهر رمضان؛ يبدو مسلسل "سنعود بعد قليل"، الذي يحمل توقيع المخرج الليث حجّو، من أكثر الأعمال السوريّة متابعةً هذا الموسم، باعتباره يتناول الأحداث الدائرة في البلاد، من منظور إنساني يلتقط انعكاسات ما يجري في سوريا؛ على السوريين داخل بالبلاد بشكل عام، وخارجها على الأراضي اللبنانية بشكل خاص، وذلك عبر القصّة التي كتبها رافي وهبي، والمقتبسة عن الفليم الإيطالي "الجميع بخير."

وتدور أحداث العمل بين دمشق حيث يقيم الأب "نجيب: دريد لحّام"، ولبنان حيث يقيم أبناؤه، منهم مَنْ يعيش هناك منذ زمنٍ طويل، والباقون بحثوا فيها عن ملاذِ آمن بسبب صعوبة الأوضاع في بلادهم.

وفي التطورات المقبلة للعمل سنرى أثر الزيارة التي يقوم بها "نجيب" بشكل مفاجئ لأبنائه الستّة في لبنان، وهل ستكون زيارة سّارة بالنسبة له ولهم؟ خاصّةً بعد اكتشاف إصابته بمرض خطير.. كيف سيتعاملون مع الموضوع؟ وفي الخلفية، تبدو خلافاتهم، أطماعهم، أحلامهم، وخيباتهم.

وكما قلنا سابقاً تبدو "الثورة"، "الأزمة السورية"، "الصراع"، أو "الأحداث الدائرة في البلاد"، وكل تلك المفاهيم التي لازال يختلف عليها أهل سوريا في توصيف ما يجري ببلادهم؛ حاضرةً بقوّة في حوارات أبطال العمل الذي يؤكد صنّاعه على حياديتهم في طرح وجهة نظرهم.



ومن بين شخصيات العمل الرئيسية هناك: عابد فهد، "السياسي الطامع"، قصي خولي، "التاجر الانتهازي... والانتهازي جداً"، باسل خيّاط، "الصحفي الباحث عن فرصة خذلته فيها بلاده، ليجد ذاته في مواجهة أزمة هذه البلاد، في كل عنوانٍ للبحث عن أفق عمل جديد"، سلافة معمار، "زوجة الصحفي (كريم) غير الراضية عن قرار المغادرة إلى لبنان، والتي تعاني من صعوبات كبيرة في التأقلم مع الواقع الجديد"، رافي وهبي، "الفنّان المرهف.. المنحاز للسلمية في الثورة، والهارب من دماءٍ أُغرقت فيها بلاده"، نادين الراسي، "الأنثى الممزقة بين ماضيها وحاضرها"، غيداء نوري، "الفتاة الحالمة، الجامحة، والمغامرة"، كندة علوش،" المعارضة، والناشطة الحقوقية والسياسية"، دانة مارديني، "اللاجئة السورية الشابة، الهاربة من الحرب بسوريا، وعروض الزواج للاجئات السوريات، في مخيمات اللجوء"، وجابر جوخدار، المخرج السوري العائد من أمريكا لإعداد فيلم وثائقي عمّا يحدث في حمص."

ويأتي على رأس تلك الشخصيات "نجيب، "دريد لحّام"، وفي خلفية الأحداث كلها هناك الأسرة السورية التي تقاوم النزوح كعنوانٍ عريض لوضعها الراهن.

حاوره: محمد الأزن