بناء : الإبداع يمكن أن يبدو فطرياً، ولكن مثل أشياء كثيرة، هو في الواقع توازن دقيق بين الطبيعة والتنشئة. وبعبارة أخرى، التفكير الإبداعي يمكن أن يتعزز من قبل قوى خارجية، وليس بالضرورة الاعتماد على "جينات جيدة" أو القدرة الطبيعية.



لحسن الحظ، الأبحاث الجديدة تؤشر الطريق لمجموعة متنوعة من الأساليب النفسية والبيئية التي يمكن أن تساعدنا في تحسين وزيادة انتاجنا الإبداعي:


1. تقييد نفسك : اشتهر المؤلف الدكتور سوس (كتب البيض الأخضر واللحم ) بعد ما كان يراهن على أنه لا يمكن أن تنتج قصة باستخدام أقل من 50 كلمة. و الأبحاث تظهر ان سوس على شيء من الصحة. معظم الناس تأخذ بطبيعة الحال مسار "المقاومة الأقل" المريح والبناء من المفاهيم القديمة أو الموجودة عند العصف الذهني، والذي يمكن أن يؤدي إلى أفكار خلاقة أقل.

من أجل وضع الدماغ في حالة نشاط قصوى (أوفردرايف) ، يمكنك تقليد الدكتور سوس وتضع قيودا على نفسك أثناء الإنشاء، والتي سوف تمنعك من الوقوع مرة أخرى أسير النجاحات السابقة. إذا كنت قد كونت لنفسك عادة كتابة 1000 كلمة لقصة قصيرة، جرب محاولة لخلق قصة في أقل من 500 كلمة. لا تستخدم سوى حفنة صغيرة من الأوتار في أغنية أو عدد قليل الألوان في التصميم الخاص بك. طبيعة الحد من هذه المهمة يمكن أن تبرز الجانب الخاص بك الأكثر إبداعا.


2. إعادة تصور المشكلة : الباحثين لاحظوا أن مهارات الناس الإبداعية تميل إلى إعادة تصور المشاكل في كثير من الأحيان قبل بدء المهمة الإبداعية. كما إن أينشتاين قال ذات مرة: "إذا كان لدي ساعة لحل مشكلة كنت لإنفق 55 دقيقة في التفكير في المشكلة وخمس دقائق للتفكير في الحلول." وبدلاً من النظر إلى الهدف النهائي من المشروع الإبداعي (أي "لست بحاجة لخلق لوحة لا تنسى ")، فمن الأفضل لإعادة تصور المشكلة من رؤية أخرى، أكثر وضوحا، وتحديد الزوايا قبل البدء (" ما هو نوع اللوحة التي سوف تستثير الشعور بالوحدة وترصد ما نشعر بعد الانفصال عن الأحبة؟ ").

في كثير من الأحيان، فإن أفضل أسلوب هو العمل على تصور الجمهور المستهدف من المشروع الإبداعي الخاص بك المقبل. ما الذي يلهمهم؟ ضجروا من سماع شيء؟ ما هي المشاكل التي يواجهونها ولكن نادرا ما يكونوا قادرين على التحدث عنه؟


3. عمل منفصل عن استهلاك المعلومات : لقد ثبت أننا نكون سيئون في الابتكار خاصة عندما نحاول الجمع بين مرحلة جمع المعلومات والابداع الفعلي. يوصي الباحثون بجمع المعلومات فقط في مرحلة "استيعاب الحالة" حيث كنت قبل تعدد المهام.

في جوهرها، استيعاب الحالة هو شكل من أشكال " التجميع " الذي يشدد على الاستهلاك القسري على حساب الانتاج. لا تقاطع نفسك لبدء العمل على قطاعات من المشروع الخاص بك أثناء وجودك في مرحلة جمع المعلومات المستهلكة، بدلاً عن ذلك يفضل استخدام أدوات مثل تطبيق إيفرنوت أو بوكيت لتذكر الأفكار الرئيسية، والرؤى، والمواد التي سوف تطبق في وقت لاحق عندما تبدأ.


4. كن إيجابيا : على الرغم من كون الحالة المزاجية السلبية يمكن أن تحفز الإبداع في بعض الأحيان، الا ان بعض الباحثين وجدوا أنه من خلال المزاجية الإيجابية القوية يؤدي الناس بشكل أفضل العمل الإبداعي . في الواقع، تبين أن الشعور بالحب أو حتى التفكير في الحب يشجعنا بشكل أفضل للتفكير الإبداعي.

فكرة الذهاب بعقلنا لــ"مكان إيجابي" ليست مبتذلة كما قد يبدو، أي عدد من معززات المزاج (تمرين سريع، استشراف المستقبل، مراجعة ذكريات جيدة) سوف تعمل خدعة للتأثير على حالتك المزاجية، وسوف تكون الجهود الإبداعية الخاصة بك في أفضل ما لديك عندما يكون موقفك هو إيجابي.


5. استخدام التفكير المغاير : التفكير المغاير المعروف أيضا بالتساؤل "ماذا قد يحدث لو؟" لزيادة الإبداع لفترات قصيرة من الوقت. لتجربة هذه التقنية، نأخذ الأحداث التي وقعت بالفعل، ونبدأ بإعادة تصور نتائج مختلفة لها ، بالتناوب بين عقلية الاختزال (عناصر حذفت من هذا الحدث) وعقلية المضاف (إضافة عناصر إلى الحدث).

ويمكن رؤية مثال بسيط من التفكير المغاير في مشهد من مسلسل (نظرية الانفجار الكبير) عندما تسأل واحد من الشخصيات الرئيسية زميله في السكن: "في عالم حيث وحيد القرن هو من الحيوانات الأليفة المستأنسة، من الذي يفوز في الحرب العالمية الثانية ؟ - ويمكن تطبيقه على سيناريوهات أكثر واقعية: "ماذا لو" عدد من العناصر يحذف أو يضاف الى مشكلة والتي من شأنها أن تؤثر على النتيجة.


6. أحلام اليقظة ... بعد الشروع في العمل : في حين الأبحاث قد أظهرت أن أحلام اليقظة يمكن أن تساعد في الإبداع، فمن المهم أن نلاحظ أن الدراسات كشفت أن أحلام اليقظة فقط تعمل عندما كنت قد شرعت بالفعل بجهد ما نحو مشروع. السبب؟ يمكن أن أحلام اليقظة تكون مفيدة لأنها تسمح بإحتضان الأفكار . ولكن الحضانة لا تكون فعالة إلا عندما يكون لدينا بالفعل معلومات لمعالجتها. لذا يجب التأكد من البدء في المشروع الخاص بك قبل الانجراف.!


7. التفكير في الآخرين : البحوث قد أظهرت أن هذه "المسافة النفسية" هو جزء مهم من الابتكار. على سبيل المثال، دراسة واحدة وجدت أن الناس الذين اعتقدوا أن منتجهم يتم استخدامه من قبل شخص آخر جائتهم المزيد من الأفكار المتجددة. وفي المقابل، أولئك الذين قيل لهم سوف تستخدموا منتجكم الخاص بنفسكم جاؤا مع أقل الأفكار تجديداً.

شملت إحدى هذه التجارب في الدراسات المذكورة أعلاه مشاركين قيل لهم أن رسوماتهم فيما بعد سوف تستخدم من قبل آخرين لتأليف قصة. أولئك الذين قيل لهم هذا قدموا رسومات "خلاقة" أكثر من ذلك بكثير (حسب تقييم لجنة مختارة). لذلك عندما تبدع، حتى بالنسبة لمشاريعك الشخصية، يجب التفكير في مسألة ان شخص آخر سوف يتمتع، ويستخدم، ويدمج إبداعاتك في حياته.


ماذا عنك؟
ماذا تفعل لتضع نفسك في أفضل عقلية لتوليد أفكار جديدة؟


ترجمة م. مصطفى النعيمي - بغداد