تقول المخرجة هيفاء المنصور، وهي من أوائل المخرجات السعوديات، "قد بات وطني أكثر تسامحاً وتقبلاً" أثناء تسلمها لجائزة في مهرجان كان يوم السبت عن فيلمها المشهود، "وجدة".



وقد حصد فيلمها قلوب النقاد والعامة في كل من فرنسا وألمانيا وسويسرا حيث عُرِض الفيلم الذي يحكي قصة طفلة سعودية شقية تخطط على شراء دراجة تحدياً للحظر الذي تفرضه العادات والتقاليد.

وكان تصوير فيلم وجدة رحلة تحدي قائمة بذاتها.

فكان سكان الأحياء المحافظة في مواقع التصوير يعملون على إعاقة التصوير، وفي أحيان تضطر هيفاء إلى التوجيه والإخراج من داخل سيارة الڤان باستخدام جهاز اتصال لاسلكي لتجنب رؤيتها مع طاقم العمل الرجالي.

سيتم مشاهدة الفيلم في المملكة من خلال أقراص الدي ڤي دي أو على التلفاز، بسبب الحظر الموجود على إقامة صالات عرض.

وقد تم توجيه دعوة لهيفاء لحضور مهرجان كان السينمائي لاستلام جائزة عن فئة "صناع الأفلام الجدد"، وقد هونت هيفاء في حديثها من ضغوطات المحافظين وجادلت أن مستقبل النساء في بلدها يحمل فرصاً أكبر اليوم.

وقالت هيفاء أن ردود الأفعال من المحافظين كما تم قياسه من تويتر لا تزال معادية، بالرغم من وجود ردود أفعال إيجابية بين أوساط الشابات، وخاصة المنضمات منهن لبعثات دراسية في الخارج.

"اعتقد أن المحافظين من الرجال والنساء يرغبون من النساء أن يعشن في عزلة وخصوصية وأن يتصرفن بطريقة معينة بالطرق التي اعتادوا عليها والتي تشعرهم بالأمان".

وأضافت، "لم تعد السعودية كما كانت من قبل، لم تعد دولة محافظة بالكامل، هناك فسحة الآن، هناك مجال لمشاركة الفنون وحقوق النساء وشؤونهن، حيث أن الناس باتوا أكثر تسامحا وتقبلا. فالسعودية الآن طور التغيير."

وذكرت أن الممثلة الصغيرة، وعد محمد، 10 سنوات، والتي تلعب دور البطلة، لم تعاني من أي آثار سلبية جراء ظهور الفلم الجريء.

"لم تواجه أية مشاكل. فهي تتصل بي أحيانا وتقول، "أنا أجري مقابلة في التلفزيون الآن! ونرغب بكلمة منكِ!" كما فازت بأفضل ممثلة في دبي."

"إن السعودية تمر في مرحلة تغيير وانفتاح حاليا، فهناك مساحة للنساء، وخاصة الشابات، وكان الفيلم حميماً وعاطفياً ولم يعتمد على الابتذال والبهرجة. ولذلك فإن وعد مصدر احتفاء، فهي نجمة في مدرستها وتستمع بهذه اللحظات."

ترعرعت هيفاء المنصور البالغة من العمر 38 سنة في بلدة صغيرة في السعودية بين 11 أخ وأخت، ووالدين داعمين لعملها رغم الضغوطات من الأقارب الذين لم يروا في مجال صناعة الأفلام مهنة شريفة.

درست الأدب في الجامعة الأمريكية في القاهرة واتبعتها بدراسة الأفلام في جامعة سيدني. وزوجها أمريكي.

وذكرت أن خططها تشمل انتاج فيلم آخر في السعودية.

"هناك العديد من القصص لتروى."

"أرغب في زيارة بلدتي وتصوير قصص لكافة الفتيات التي درست معهن. ففي ذلك مصدر إلهام كبير. أما الآن فأنا أسافر مع الفيلم للترويج له على أمل أن استقر خلال الأشهر القادمة وأبدأ العمل على مشروع جديد."

تم انتاج فيلم وجدة بالتعاون مع شركة رَيزُر فيلم الألمانية وعدد من الشركات السعودية، من بينها شركة استديوهات روتانا المرتبطة بالأمير الوليد بن طلال.

وعند سؤالها عن ما إذا كانت قد أُرغمت على دور المدافعة عن حقوق النساء السعوديات، أجابت أنها لم تسعى لهذا الدور لكنها لم ترفضه أيضا.

"أتمنى أن ألهم النساء وصانعي الأفلام الآخرين في السعودية بأن يثقوا بأنفسهم ويؤمنوا بمقدرتهم على تغيير واقعهم. فمن المهم لنا أن نخلق مساحة لأنفسنا."

"تشكل السعودية، والشرق الأوسط أحياناً، صعوبة على أسلوب حياة المرأة.. لكن من المهم أن لا نيأس."

- مترجم عن مقال AFP