(رويترز) - هل سيكون طب النانو الحدث المهم القادم؟ يبدو أن عددا متزايدا من كبرى شركات صناعة الدواء تعتقد ذلك. وتتيح القدرة على وضع أدوية فعالة في كبسولات متناهية الصغر يقاس قطرها بالأجزاء من المليار جزء من المتر خيارات جديدة من أجل تحقيق أكبر استفادة من العقار وزيادة دقة استهداف موقع المرض وهو ما يأمل الباحثون أن يقلص الآثار الجانبية.



وأبرمت شركة بايند ثيرابيوتكس ثلاث اتفاقيات هذا العام بقيمة إجمالية تبلغ نحو مليار دولار إذا نجحت التجارب وهو ما يسلط الضوء على الاهتمام الجديد باستخدام مثل هذه الكبسولات الصغيرة لنقل الدواء لمواضع محددة في الجسم. وشركة بايند التي مقرها في الولايات المتحدة هي واحدة من عدة شركات متخصصة في التكنولوجيا الحيوية التي تجذب شركات أدوية كبرى بمجموعة من تكنولوجيات النانو الذكية بشأن أدوية لاسيما لمكافحة السرطان.

ويستخدم طب النانو أيضا في التشخيص حيث تستخدم جزيئات متناهية الصغر في تحسين التصوير بأجهزة المسح الضوئي وسرعة الكشف عن انواع خطيرة من العدوى. وفي المستقبل يأمل الباحثون في الجمع بين العلاج والتشخيص في نهج جديد يطلق عليه "ثيرانوستيكس " يسمح للاطباء بمتابعة مرضاهم من خلال الأدوية.

وبعد صخب كبير صاحبه نجاح علمي محدود يرى الباحثون في قطاع تكنولوجيا النانو نقطة تحول أخيرا. وقال دان بير الذي يدير معملا لطب النانو في جامعة تل ابيب "نسمع عن فضل طب النانو منذ زمن بعيد .. لكنه بدأ التحرك الآن بالفعل."

واضاف "يوجد مستوى جديد من الثقة في هذا النهج بين كبرى شركات صناعة الادوية... سنرى المزيد والمزيد من المنتجات في اطار الاختبارات خلال الاعوام القليلة المقبلة واعتقد ان هذا مثير للغاية."



وتصنع جزيئات النانو من البوليمرات والذهب وايضا الجرافين - وهو شكل جديد من الكربون اكتشف حديثا- وهي حاليا في مراحل مختلفة من التطور.

وفيما يتعلق بالسرطان وحده يجري حاليا تقييم نحو 117 عقارا باستخدام تركيبات جزيئات نانو رغم أن معظمها لم يتم تجريبها عمليا على مرضى وفقا لبيانات تومسون رويترز فارما. وتشمل تطبيقات أخرى محتملة علاجات مثل الالتهابات وأمراض القلب والدماغ والآلام.

ويزداد تركيز الشركات على تحسين توجيه العقار إلى الهدف لزيادة الفاعلية وتخفيف الأضرار المصاحبة للاستخدام الكثيف للدواء وهي مشكلة في علاج السرطان بشكل خاص حيث تستخدم مركبات سامة لقتل الأورام.

وقال روبرت لانجر أحد رواد طب النانو والذي يدير أكبر معمل للهندسة الطبية الحيوية في العالم في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "كل هذه التطورات دفعت الشركات للبحث عن وسائل جديدة لأن السبل الأقدم لاستخدام الأدوية لم تعمل بشكل جيدا جدا."