الرياض - عيسى الحكمي

قال النصر كلمته على استاد الملك فهد الدولي مساء أمس وتأهل إلى نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد أمام الشباب مواصلاً رحلة الدفاع عن لقبه بعد إقصائه لمضيفه الاتحاد في نصف النهائي بهدف دون مقابل سجله البرازيلي إلتون في الدقيقة 88 من ضربة حرة لم يستطع الحارس المخضرم مبروك زايد صدها رغم محاولته الجادة لفعل ذلك.

ومع الفوز الذي رد اعتبار العالمي من خسارته الدورة أمام الاتحاد قبل أيام حقق الفريق التأهل بشباك خالية من الأهداف بوجود حارسه المتألق خالد راضي الذي أنقذ كرة التعادل الاتحادية في الوقت الضائع من المباراة.

فنياً كان الحوار فقيرا في الشوط الأول وتحسن نسبيا في الثاني، وتفوق المدرب الأرجنتيني باوزا على مواطنه كالديرون رغم أن الأول لم يكمل أسبوعه الأول مع النصر.

تحكيمياً قاد المباراة الدولي عبدالرحمن العمري وساعده عبدالعزيز الكثيري وعبدالله الشلوي وظهر الثلاثي رائعاً، كما أن اللاعبين كانوا على درجة عالية من التعاون رغم الضغط الذي فرضته المباراة والحالة الحذرة التي لعب بها الفريقان.

شوط فقير فنياً

بأداء دون المتوسط قدم الفريقان في الشوط الأول عطاء فقيرا وخاليا من البهارات الفنية وكان الانضباط التكتيكي هو الطابع الغالب من الجانبين مما فوت اللقطات الساخنة وبالتالي انعدام الجمل التي تقود إلى الأهداف.

دخل النصر بتشكيل مكون من خالد راضي (في الحراسة) وأحمد البحري وايدر سيليفيرا وماجد هزازي ومشعل المطيري (في الدفاع)، وإبراهيم غالب ويوسف الموينع وحسام غالي وعلاء الكويكبي والتون (في الوسط) وحسن ربيع في المقدمة، وكان التنظيم هو (4-5-1).

ومثل الاتحاد مبروك زايد في الحراسة وحمد المنتشري ومشعل السعيد وعدنان فلاتة وعبدالمطلب الطريدي في الدفاع وأحمد حديد وعلي الشهري ومناف أبو شقير وصالح الصقري في الوسط وأحمد متعب ونايف فلاتة في الهجوم والتنظيم هو (4-4-2).

ضربة البداية كانت لصالح الاتحاد إلا أن المبادرة الأولى جاءت من البرازيلي التون لصالح النصر عندما لعبها من مسافة بعيدة من فوق العارضة بكثير.

أخطاء التمرير وضعف المساندة الهجومية من الطرفين كانت الصفة المشتركة في الملعب، وسط النصر تقيد بحفظ المراكز دون تقديم جمل ثنائية أو تحريك للكرة يربط اللاعبين ببعضهم، في المقابل ظهر أحمد حديد كأبرز عناصر وسط الاتحاد واستطاع في بعض اللقطات بناء هجمات مضادة وإن لم تكتمل بسبب الدفاعات النصراوية التي راقبت الثنائي نايف هزازي وعماد متعب من قبل أحمد البحري وايدر سيلفيرا إضافة إلى تساوي النزعة الدفاعية لعناصر خط الوسط الاتحادي.

النصر اعتمد على مهاجم صريح واحد هو العماني حسن ربيع الذي لم يجد الكرات المناسبة واضطر كثيراً إلى الخروج من منطقة الجزاء وسط حراسة مشددة من حمد المنتشري الذي قاد الدفاع الاتحاد بجانب عدنان فلاتة ومشعل السعيد والطريدي.

حسام غالي النجم القادم للنصر من ملاعب إنجلترا وعلاء الكويكبي لم يقدما خلال هذا الشوط كما هو البرازيلي التون أي مدلولات على أنهم قوة ضاربة في وسط النصر، الأول استكان يواجه في الوسط الأيمن والثاني على الطرف الأيسر ولم يعرف دور لالتون الذي يعتمد على الحلول الفردية أكثر من الجماعية.

حكم المباراة عبدالرحمن العمري كان صارما من البداية من أجل ضبط الأمور فأبرز بطاقة صفراء لمحور النصر إبراهيم غالب مع أول اشتراك قوي في الدقيقة 23 وقبل نهاية الشوط بدقيقة منح البطاقة نفسها للمهاجم الاتحاد نايف هزازي الذي تعمد ضرب الكويكبي بدون كرة.

أخطر محاولات الاتحاد الذي تواجد في أكثر فترات الشوط في قواعده الدفاعية كانت من ضربة حرة احتسبها العمري لعماد متعب في الدقيقة 33 تقدم لها أحمد حديد وسددها بجوار القائم بعد أن لامست لاعبا نصراويا بيد أن الحكم لم يشعر بالتحول في اتجاه الكرة وقرر ضربة مرمى لمصلحة حارس النصر خالد راضي الذي لم يختبر كما هو حال مبروك زايد في الفترة الأولى التي امتدت 47 دقيقة.

شوط متطور

بعد العودة من الغرف المغلقة تغير حال المباراة إلى الأفضل من الجانبين وإن كانت النزعة الهجومية من طرف النصر كانت هي الأوفر ويبدو أن مدربه ادجاردو باوزا كوّن فكرة جيدة عن الفريق في الشوط الأول ولقنهم بعد نهايته بعض التعليمات التي اعتمدت في مضمون الأداء على التقارب وصناعة الجمل الثلاثية والرباعية مما زاد من زخم المحاولات وظهرت أكثر من لقطة للهدف الأول.

الدقيقة الأولى من هذا الشوط شهدت محاولة من الكويكبي اعتلت العارضة وتوقفت المباراة بعدها بثلاث دقائق لدخول مشجع (متهور) أرض الميدان في مشهد لم يقبله أحد في مباراة مهمة ومتابعة من أقطاب عدة.

الاتحاد من جانبه تعامل مع التحرك النصراوي بالهجمات المرتدة وحصل في الدقيقة 54 على ضربة زاوية كادت أن تشكل خطرا كبيرا على مرمى مبروك زايد بدلا من حارس النصر عندما تحولت إلى هجمة مرتدة لالتون الذي كاد يتقدم باتجاه مبروك لكن التدخل الصحيح من عدنان فلاتة أنقذ الموقف.

ولأول مرة حاول العماني حسن ربيع تنشيط ذاكرته التهديفية في الدقيقة 55 بتسديدة ارتدت من مدافعي الاتحاد الذي شن هجمة مضادة بعدها بخمس دقائق شكل من خلالها نايف هزازي كل الخطورة بعد تعثر القائد النصراوي البحري الذي استعاد توازنه وأنقذ الموقف.

المنتشري ينقذ هدف الربيع

في الدقيقة 62 كادت المباراة تشهد هدف التقدم للنصر من حسن ربيع الذي استقبل كرة عرضية من التون بعد جملة أساسها حسام غالي بيد أن القائد الاتحادي حمد المنتشري كان له رأياً قوياً بمنع الكرة من دخول المرمى وتحويلها إلى ضربة ركنية تكررت على مرمى فريقه ثلاث مرات قبل أن تنتهي خطورتها بسلام على مرمى الضيوف.

ولأن الحكم العمري رفض التجاوزات من الشوط الأول فقد كرر إبراز البطاقة الصفراء في هذا الشوط بحق مشعل المطيري عندما سدد الكرة بعد صافرة ومنح حسن ربيع بطاقة أخرى بعد التحامه القوي مع مشعل السعيد.

وشدد النصر من ضغطه مع مرور الوقت ليحصل في الدقيقة 71 على ثلاث ضربات ركنية في إحداها كاد التون يحقق الهدف إلا أن يقظة مبروك زايد كانت هي اللقطة الأخيرة.

الأرجنتينيان باوزا وكالديرون تدخلا في آخر عشر دقائق بإدخال عواد العتيبي من جانب النصر بدلاً من حسام غالي الذي فقد اللياقة ورد كالديرون بمحمد أمين بدلاً من عدنان فلاتة في تحول هجومي من جانب كالديرون لاستغلال ما بدأ يتركه التقدم النصراوي.

بالبرازيلية التون يحسمها للعالمي

بعد عدد من الأخطاء الثابتة التي حصل عليها النصر في المباراة جاءت الدقيقة 88 لتعلن عن الخط الأهم لصالح البديل عواد العتيبي ضد الصقري على مقربة من منطقة الجزاء تقدم لها البرازيلي التون وبلمسة برازيلية تكررت هذا الموسم غير مرة وجّه الكرة إلى المرمى بعد اصطدامها بالقائم الأيسر لمبروك زايد الذي فشلت محاولته لمنع الهدف القاتل والأغلى الذي نقل حامل اللقب (العالمي) إلى النهائي للعام الثاني على التوالي.

متعة الوقت الضائع

في الوقت الضائع من المباراة كانت المتعة في قمتها، فبعد إدخال المدرب الاتحادي لطلال المشعل والواكد وبدلاً من غالب كاد التون قبل ترك مكانه لأحمد المبارك يضيف هدفه الشخصي الثاني بعد هجمة مرتدة أنهاها بتسديدة لم تتخط زايد في وقت كان حسن ربيع ينتظر الكرة على طبق الهدف الثاني إلا أن التون كان أنانيا بعض الشيء.

وقبل دقيقة من النهاية المحددة في الدقيقة 94 أطلق المهاجم الاتحاد نايف هزازي تسديدة هائلة طار لها خالد راضي وأنقذ النصر من التعادل، أبقاه منتصراً حتى صافرة الحكم لينتقل إلى النهائي ضد جاره العاصمي الشباب.

من المباراة

* استحق النصر الفوز رغم تأخره واستحق حارسه خالد راضي مع التون تقاسم النجومية في تحقيق الانتصار.

* باوزا قرأ المباراة في الشوط الأول وبانت بصمته على أداء لاعبي النصر في الثاني.

* لم يتعامل كالديرون مع المباراة كما يجب فخسر الاتحاد.

* التون يجدد علاقته بالنصراويين ويعتلي بعد المباراة صدارة هدافي البطولة.