المدينة المنورة - على الشهراني (واس) : رصدت عدسة وكالة الأنباء السعودية "واس" من على ارتفاع 500 متر فوق سطح الأرض أبرز المعالم الإسلامية والتاريخية في المدينة المنورة التي يحرص حجاج بيت الله الحرام على زيارتها خلال تواجدهم في المدينة المنورة حاليًا، بعد أن من الله عليهم بأداء فريضة الحج.



وسهلت القيادة العامة لطيران الأمن التابعة لوزارة الداخلية مهمة مصوّر "واس" في المدينة المنورة من أجل التقاط الصور الفوتوغرافية لأبرز معالم المدينة المنورة على مدى ساعتين من التحليق في الجو، شملت المسجد النبوي، وبعض المساجد التاريخية، وذلك برفقة المقدم محمد بن ربيق، والمقدم فهد الطلحي، والمقدم سلطان المحيميد، والنقيب هايل المطيري، وبإشراف قائد عام طيران الأمن في وزارة الداخلية اللواء محمد بن عيد الحربي.

وبرز من تلك المعالم "مقبرة بقيع الغرقد" التي تقع في الجهة الجنوبية الشرقية للمسجد النبوي، حيث يحرص الكثير من ضيوف الرحمن على زيارتها كونها تضم رفات نحو عشرة آلاف صحابي، من بينهم أمير المؤمنين عثمان بن عفان، وأمهات المؤمنين زوجات النبي محمد عدا خديجة وميمونة - رضوان الله عليهم جميعًا - فضلا عن بعض آل بيت رسول الله صلى عيه وسلم.

كما برز منها "مسجد قباء" الذي يبعد عن المسجد النبوي ثلاثة كيلومترات، وهو أول مسجد أسس على التقوى، وورد فضله في أحاديث وآثار كثيرة منها ماروى البخاري والنسائي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأتي مسجد قباء كل سبت راكبا وماشيا، وما روى الترمذي عن أسد بن حضير رضي الله عنه من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الصلاة في مسجد قباء كأجر عمرة).



ويهتم الحجاج بزيارة "مسجد الجمعة" الذي يبعد 150 كيلومترا عن مسجد قباء، ويُطلق عليه "مسجد الوادي" وسمي بالجمعة، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما خرج من قباء متوجها إلى المدينة المنورة أدركته الجمعة في بني سالم بن عوف، فصلاها في بطن الوادي، وكانت أول جمعة صلاها بالمدينة فبنى المسجد، حيث صلى الله النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ويحظى "مسجد الإجابة" الذي ُبني في عهد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من قبل بني معاوية بن مالك بن عوف الأوسيين باهتمام الكثير من الحجاج الذين يزورون المدينة المنورة، حيث يحرصون على زيارته في مقرّه الذي يقع شمالي مقبرة البقيع في الجهة الشمالية الشرقية من المسجد النبوي.

وسمّي بمسجد "الإجابة" لحادثة رواها مسلم في صحيحة حيث قال: روي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أقبل ذات يوم من العالية حتى مرّ بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين، وصلينا معه، ودعا ربّه طويلاً، ثم انصرف إلينا، فقال: سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا فَأَعْطَانِي ثِنْتَيْنِ، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً. سَأَلْتُ رَبِّي أَلَّا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَلَّا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَلَّا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، فَمَنَعَنِيهَا.

كما يزور الحجاج مسجد "الغمامة أو المصلى" الذي يقع في الجهة الغربية الجنوبية للمسجد النبوي على بعد 500 متر من باب السلام، وكان آخر المواضع التي صلى بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم صلاة العيد، وسمي بالغمامة لما يقال أن غمامة حجبت الشمس عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عند صلاته فيه.



وفي الجنوب الغربي من بئر رومة قرب وادي العقيق، يزور الحجاج مسجد "القبلتين" الذي يبعد عن المسجد النبوي خمسة كيلو مترات، بالاتجاه الشمالي الغربي، وصلّى النبي - صلّى الله عليه وسلم - في هذا المسجد إلى بيت المقدس مدّة 16 شهراً، وأمره الله تعالى بالتوجه إلى الكعبة الشريفة قبل معركة "بدر" بشهرين في السنة الثانية للهجرة، وهو في صلاة الظهر فيه.

ويزور زوار المدينة المنورة المساجد السبعة، وهي مجموعة مساجد صغيرة مجموعها "ستة مساجد"، إلا أنها اشتهرت بهذا الاسم، ودارت حولها أحداث "غزوة الخندق" أو "الأحزاب".

ويظل "جبل أحد" من أشهر المعالم الطبيعية التي يحرص على زيارته الحجاج، ويقع شمال غرب المدينة مبتعدًا بنحو أربعة كيلومترات، وفيه وقعت المعركة الشهير ة التي استشهد فيها سبعون من الصحابة وعلى رأسهم سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه -.

وإلى الجنوب من "جبل أحد" يذهب الحجاج إلى "جبل الرماة" أو "جبل عينين" وهو من الجبال التي دارت حوله "غزوة أحد" وعلى هذا الجبل وضع النبي - صلى الله عليه وسلم - 50 من الرماة على رأسهم الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير لحماية ظهور المسلمين من العدو أثناء القتال تنفيذاً للخطة الحربية المرسومة من المصطفى - صلى الله عليه وسلم -.