أ. ف. ب : يمثل الفنان دريد لحام شخصية الأب في المسلسل التلفزيوني السوري "سنعود بعد قليل" الذي كتبه رافي وهبي والذي صور في لبنان. ويرصد المسلسل الوضع السوري الراهن عبر عائلة غادر كل أفرادها إلى لبنان بسبب الظروف التي تمر بها البلاد فيما يبقى الأب وحده، لكن مرضا عضالا ألم به يدفعه إلى ترك بيته واللحاق بأبنائه.



يرصد المسلسل التلفزيوني السوري "سنعود بعد قليل" الوضع السوري الراهن عبر عائلة غادر كل أفرادها إلى الأراضي اللبنانية بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، فيما يبقى الأب الذي يقوم بدوره دريد لحام وحده، لكن مرضا عضالا ألم به سيدفعه إلى ترك بيته، واللحاق بأبنائه.

ويشكل مروره إلى أبنائه واحدا تلو الآخر، وحواراته معهم عرضا لمختلف الأفكار والرؤى والمشكلات التي يتكون منها المجتمع السوري اليوم.

الفنان دريد لحام هو من يلعب دور الأب ويصفه الكاتب رافي وهبي في حديث لوكالة فرانس برس بأنه "متصالح مع نفسه، يحاول أن يرى الجانب المليء من الكأس، دائما لديه الإحساس بأن لديه أبناء رائعين، وبأنه أنجز واجبه تجاههم كأب".

ويروي الكاتب، الذي انتقل هو نفسه للعيش في لبنان منذ أشهر "عبر جولة الأب على الأبناء يكتشف مع كل زيارة أن كلا من الأبناء يعاني من مشكلة، فيحاول أن يتجاهل المشكلة، فدعم الأولاد أهم من محاسبتهم. لكن كلما انتقل الأب إلى ابن جديد تتعقد المشكلة أكثر، لتحين في النهاية لحظة المواجهة، ليسأل نفسه +هل كنت أبا سيئا؟+..".

ويصف الكاتب حال الأبناء، شخصيات المسلسل، بالقول "هناك حيثيات لها علاقة بالظروف المالية الصعبة للأبناء، وحتى الأب نفسه الذي يحتاج إلى العلاج، فيأتي اقتراح بيع البيت في دمشق حلا لمشاكلهم. وهنا تتدفق ذكريات البيت والطفولة والعلاقة مع الجيران. تختلط الأحوال الشخصية بالمسألة الوطنية".

ويقول الكاتب إن "ثلث العمل يجري تصويره في دمشق، وبالتالي سنرى في هذا الجزء انعكاسات كل ما يجري على الشخصيات، عبر العلاقة مع الجيران، الطبيب، والمحيط عموما".

وردا على سؤال حول حضور الوضع الراهن في سوريا في المسلسل يقول وهبي "نحن نتناول الأزمة من زاوية خاصة، هي زاوية الصمت ومحاولة الوقوف على الحياد. وهي زاوية مناسبة برأيي. ففي الحال الراهن هناك قصص تعطيك دراما لعشر سنوات قادمة، ولكن الأحداث الساخنة يصعب تناولها إلا من زاوية خاصة، فضلنا تناولها عبر الجانب الإنساني".

ويتابع الكاتب "هي شخصيات تنتمي إلى الطبقة الوسطى، وقد تعمدت أحيانا إظهار المفارقات في شخصيات قد يكون موقفها السياسي رائعا فيما تجدهم على المستوى الشخصي أناسا سيئين".

ويوضح الكاتب، الذي يلعب أيضا شخصية الابن الرسام "قدر الإمكان نبتعد عن التصنيف، فلا يمكن القول إن هذه الشخصية أو تلك شريرة أو خيرة بالمطلق".

وفيما إذا كان العمل وهو من إخراج الليث حجو، ينحو باتجاه الكوميديا بسبب وجود الفنان دريد لحام قال الكاتب "هناك نوع من الكوميديا، أو لنقل المفارقة بين ما بناه الرجل من تصورات واصطدامه بالأمر الواقع، وميله الدائم إلى الإنكار".

وعرض الكاتب شخصيات الأبناء في المسلسل "فهم ينتمون إلى فئات عمرية مختلفة فهناك الأكبر واسمه سامي (يؤديه الممثل عابد فهد)، هو سياسي. أما فؤاد (قصي خولي) فهو رجل أعمال".

وأضاف "هناك أيضا كريم (باسل خياط) وهو الابن الأصغر الذي يتابع دراسته العليا في حقل الإعلام، ويعمل في محطة إعلامية لبنانية، وهذا الجزء من المسلسل يسلط الضوء على الاعلام وطريقة تعاطيه مع الأزمة. البنت الصغرى تطمح لدراسة التمثيل لكنها في النهاية تعمل في مجال عرض الأزياء".

ويضم العمل أيضا ممثلين آخرين من بينهم كندة علوش التي تلعب دور الأخت التي يعمل زوجها في الخليج، فترتبط بشخص آخر. وهناك سلافة معمار تؤدي زوجة الأخ الرسام. وعمر حجو ومن لبنان كارمن لبس وتقلا شمعون وبيار داغر وطلال الجردي وغيرهم.

_____

الجزيرة نت : الدراما والسياسة
العديد من الفنانين السوريين تركوا أرضهم وتمركزوا في لبنان لكونه البقعة الجغرافية الأقرب إلى وطنهم. وإذا كان البعض قد أصيب بالإحباط واعتكف "مؤقتاً" عن مهنته، يبدو البعض الآخر مثابرا ومصرّا على استمرارية الإنتاج في هذا القطاع، بينما يعتقد فريق ثالث بأن الدراما أمام تحوّل باتجاه الأعمال العربية المشتركة بين سوريين ولبنانيين ومصريين وجنسيات أخرى. للمزيد -- هنا