مكة المكرمة - واس : أصدرت الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته التابعة لرابطة العالم الإسلامي اليوم بياناً رداً على اعتزام إحدى الجهات الإعلامية في إيران إنتاج فيلم سينمائي يجسد شخصية رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، ورأت أن تمثيل الرسول عليه الصلاة والسلام منكر شنيع وفيه انتقاص لقدره وإخلال بمكانته .


مظاهرات سابقة منددة بالإساءة لشخص النبي الكريم

وقالت إنها وانطلاقاً من مسؤوليتها تابعت ما نُشر بشأن عزم إحدى الجهات الإعلامية في إيران إنتاج الفيلم السينمائي ، موكدة أن هذا العمل محرم غاية التحريم ، وذلك لأن تجسيد شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وتمثيل دوره في الأفلام والمسلسلات يتعارض مع ما ينبغي من إجلاله وتوقيره عليه الصلاة والسلام ، ويعد ذريعةً للاستخفاف بمقامه الشريف ، ومدخلاً للاستهزاء به عليه الصلاة والسلام ولما نزل عليه من ربِّ العالمين .

وأكدت أن في هذا العمل انتهاكٌ لما أوجب الله سبحانه من تنزيل نبيه محمد عليه الصلاة والسلام منزلته الجليلة ، التي تتابع المسلمون على القيام بحقها جيلاً بعد آخر ، عملاً بما أوجب الله سبحانه من الإجلال والتوقير لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام ، قال سبحانه: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ، لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ) وقال جل وعلا: (لَا تَجْعَلُوا دُعَاء َالرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا) ، وقال تعالى وتقدس: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَب ُقُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ، لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) وقال سبحانه: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُول َاللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .

وأضافت الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته التابعة لرابطة العالم الإسلامي أنه بالنظر إلى المفاسد العظيمة المترتبة على تمثيل الرسول صلى الله عليه وسلم وتجسيد شخصيته الشريفة فقد أتفق علماء الأمة على تحريم هذا العمل وشددوا النكير على من قام به ، وتتابعوا على بيان مفاسده وشدة حرمته .

وبينت الهيئة خطورة هذا العمل ، وأن المجامع الفقهية ودور الإفتاء في العالم والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي أصدرت قراراتها وفتاواها بتحريم تمثيل الرسول عليه الصلاة والسلام كما صدر عن هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية ، وعن لجنة الفتوى بالأزهر ، وعن مشيخة الأزهر ، وعن مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة ، وعن المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة ، وعن المجمع الفقهي الإسلامي في الرابطة ، وعن اجتماع المنظمات الإسلامية المنعقد بمكة المكرمة عام 1390هـ .

وخلص بيان الهيئة إلى أنه في ضوء ما تقدم من المفاسد المحرمة المترتبة على تمثيل الرسول صلى الله عليه وسلم فالواجب على المسلمين الحذر من اقترافه ، وبخاصة مؤسسات الإنتاج الإعلامي والقنوات الفضائية والواجب على المسلمين التواصي بمنعه ومقاطعة أي عمل ينطوي على هذه الإساءة لمقام النبوة .

وأشار البيان إلى أن الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته التابعة لرابطة العالم الإسلامي تؤكد على مسؤولية الحكومة الإيرانية عن مواجهة هذه الإساءة لمقام النبوة باعتبار أن إنتاج الفيلم المشار إليه على أراضيها وهي مسؤولة عنه أمام الله تعالى ثم أمام الأمة الإسلامية جمعاء ،فينبغي أن تقوم بواجبها في منعه غيرة على جناب النبوة ونصرة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، واستجابة لمطالب الأمة .

ودعت الله سبحانه أن يدفع عن نبيه محمد عليه الصلاة والسلام تسلط السفهاء وبذاءات الأغرار والمفسدين ، وأن يزيد نبيه محمداً عليه الصلاة والسلام رفعةً وشرفاً ، وأن ينصر دينه ، ويعلي كلمته ، إنه سبحانه على كل شي قدير .
____
إيران تعرض فيلماً يجسد الرسول صلى الله عليه وسلم بداية ديسمبر

وكالات : أعلن المخرج الإيراني، مجيد مجيدي، عن انتهائه من وضع اللمسات الأخيرة لفيلمه السينمائي الجديد الذي يحمل اسم «محمد صلى الله عليه وسلم».

ووفقًا لوكالة أنباء "فارس" الإيرانية، فإن الفيلم الإيراني يشهد أول تشخيص للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في عمل فني من دولة إسلامية، مما يشير إلى احتمالات نشوب احتجاجات جديدة مع إجماع علماء الإسلام على تحريم ظهور الأنبياء والصحابة والخلفاء الراشدين في المسلسلات أو الأفلام السينمائية.


مخرج الفيلم مجيد مجيدي

وتشير وكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية، إلى أنه تم تصوير الفيلم في جنوب إيران، بعد أن بدأ التصوير في أكتوبر الماضي. ومن المتوقع أن يتم عرضه مع بداية ديسمبر المقبل، باعتباره ملحمة تاريخية حول حياه النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

وشرح المخرج الإيراني، أنه يحاول من خلال فيلمه أن يوضح الأسباب التي أدت إلى ظهور النبي محمد في تلك الحقبة، وإظهار «طبيعة المجتمع العربي» في ذلك الوقت من خلال مرحلة طفولة النبي، وإظهار قيم الإيمان والأخلاق. وقال: «سيتم تجسيد النبي في الفيلم باعتباره رمزًا للأخلاق والقيم الروحية الحميدة».

ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن بعض المصادر، أن ميزانية الفيلم تتجاوز 30 مليون دولار، مما يعد أكبر ميزانية لفيلم يصنع في إيران خلال العامين الماضيين.

ويتكون الفيلم من ثلاثة أجزاء، تركز على طفولة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قبل سن الثانية عشرة، وفترة ما قبل الوحي، ثم مسيرة النبي بعد نزول الوحي ونشره للدين الإسلامي.

وقد شارك مجيدي في إخراج وإنتاج وكتابة سيناريو الفيلم، واستعان بفريق من المؤرخين والباحثين، وقام بزيارات إلى العديد من البلدان لاختيار المواقع التي تصلح لتصوير الفيلم. واستغرقت كتابة السيناريو 3 سنوات.

وقام مجيدي بتصوير فيلمه في منطقة كرمان، ومدينة نور السينمائية، الواقعة جنوب شرقي إيران، ومن بعض المشاهد التي تم تصويرها مشاهد تتعلق بهجوم أبرهة الحبشي على الكعبة، وتظهر المشاهد أجزاء من المدينة المنورة، وحركة القوافل بين مكة والمدينة قبل ظهور الإسلام.