فيينا - رويترز : قالت مصادر دبلوماسية غربية إن من المتوقع ان يظهر تقرير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن إيران زودت موقعا نوويا تحت الأرض بمزيد من أجهزة الطرد المركزي في تعزيز محتمل لقدرتها على إنتاج الطاقة النووية التي تطالب القوى الغربية طهران بوقفها.

ط¥ظٹط±ط§ظ†.jpg

وقال مصدران إن الدولة الإسلامية ربما تكون قد ركبت نحو 350 جهاز طرد مركزي منذ فبراير شباط بالإضافة إلى نحو 700 جهاز يعمل بالفعل في منشأة فوردو لكنها لم تستخدم بعد في تخصيب اليورانيوم.

وفي حالة تأكيد ذلك في التقرير الربع السنوي القادم لوكالة الطاقة الذرية عن البرنامج النووي الإيراني المتوقع صدوره بشكل مبدئي يوم الجمعة فمن المرجح أن ينظر له على أنه مؤشر على استمرار موقف التحدي من جانب إيران للمطالب الدولية بتعليق تلك الأنشطة.

ويمثل إقناع طهران بوقف تخصيب اليورانيوم بتركيز نسبته 20 في المئة -وهي العملية التي بدأتها عام 2010 وتوسعت بها كثيرا منذ ذلك الحين- أولوية كبرى للقوى العالمية في محادثاتها مع إيران التي بدأت في العاصمة العراقية بغداد يوم الأربعاء ودخلت يومها الثاني يوم الخميس.



ويتابع الغرب واسرائيل التقدم في البرنامج النووي الإيراني عن كثب لأنه من الممكن أن يحدد الوقت الذي ستحتاجه طهران لصنع قنابل نووية في حالة اتخاذها قرارا بذلك.

وتتطلب القنابل النووية تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة لكن أغلب الجهود المطلوبة للوصول إلى تلك المرحلة تكون قد تحققت بالفعل بمجرد الوصول إلى نسبة تركيز 20 في المئة.

وقال أولي هاينونين الذي رأس حتى عام 2010 عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مستوى العالم ان ايران سيكون لديها على الارجح مخزون يزيد على 250 كيلوجراما من اليورانيوم المخصب لدرجة نقاء 20 في المئة بحلول نهاية العام الحالي.

وكتب هاينونين وهو الان في مركز بلفر للشؤون العلمية والدولية بجامعة هارفارد في ورقة بحثية "ستكون ايران قادرة على تحويل مخزونها الى يورانيوم عالي التخصيب من مكونات السلاح النووي خلال بضعة أشهر."

ويتمتع فوردو الواقع في حضن جبل على عمق 80 مترا بحماية أفضل من أي هجوم عسكري اسرائيلي أو أمريكي كما أن تحويل النشاط النووي إلى هذا الموقع مبعث قلق خاص للغرب.

وقال آخر تقرير لوكالة الطاقة الذرية والذي صدر في فبراير شباط إن إيران زادت الإنتاج لليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة ثلاثة أمثال منذ أواخر 2011 بعد بدء الإنتاج في فوردو قرب مدينة قم المقدسة ثم زادت منه لاحقا.

وليس من المتوقع أن يظهر التقرير الجديد زيادة إيران للإنتاج. لكن تركيب ربما مئات من أجهزة الطرد المركزي من الممكن أن يمهد الطريق لذلك.

وذكر المصدران أن إيران تشغل وحدتين لتخصيب اليورانيوم في فوردو وكذلك وحدة أخرى في موقع نطنز فوق الأرض بوسط البلاد وربما تكون بصدد الانتهاء من وحدة أخرى في فوردو.

وقال دبلوماسي عن الوحدة الجديدة "ما لم يغذها الإيرانيون (باليورانيوم المنخفض التخصيب) في اللحظة الأخيرة ستكون بذلك قد تم تركيبها لكن لم يغذها أحد بعد.. ربما لا تكون مستعدة بعد."

وكانت إيران قد لمحت في وقت سابق إلى انها ستوقف إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة في نطنز حيث بدأ العمل عام 2010 بمجرد بدء تشغيل فوردو. لكن دبلوماسيين غربيين يقولون إنها لم تفعل ذلك بعد.

ولم يتسن على الفور الاتصال ببعثة إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتخذ من فيينا مقرا للتعقيب.

ويقول خبراء إن إيران زادت بشكل منتظم من تخصيب اليورانيوم منذ عام 2007 وأصبح لديها الآن ما يكفي من اليورانيوم المخصب لنسبة 3.5 في المئة ونسبة 20 في المئة لصنع أربع قنابل إذا تم تخصيبها لدرجات أعلى.

واليورانيوم المنخفض التخصيب مطلوب للمحطات النووية. وتقول إيران إنها تنتج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة لصنع الوقود اللازم لمفاعل أبحاث.

وتنفي طهران الاتهامات الغربية بأنها تعتزم صنع أسلحة نووية وتقول إن من حقها كدولة ذات سيادة الحصول على التكنولوجيا النووية السلمية ورفضت مرارا قرارات من الأمم المتحدة تدعوها لتعليق تخصيب اليورانيوم.

لكنها بدت في بعض الاحيان أكثر مرونة عندما يتعلق الأمر بتخصيب اليورانيوم لدرجة نقاء 20 في المئة ويقول خبراء إن إقناع إيران أولا بوقف هذا العمل من الممكن أن يمهد الطريق للخروج من هذا الموقف المتأزم.