قوانغتشو - شينخوا : شهد معرض كانتون، أكبر معرض تجاري صيني اختتمت دورته ال112 الأخيرة يوم الأحد ، انخفاضا في عدد المشاركين وقيمة العقود، بيد أن الطلبات من الأسواق الناشئة بما فيها دول الشرق الأوسط لم تتأثر بذلك بشكل كبير.



ووفقا للبيان الصادر عن المعرض، انخفضت قيمة الطلبات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان 10.5% و9.4% و36.6% على التوالي عن الدورة السابقة المقامة في الربيع الماضي، بينما شهدت الطلبات من دول الشرق الأوسط والآسيان ودول بريك انخفاضا ضئيلا بقدر 5.7% و7.9% و0.7% فقط على التوالي.

وكانت مدينة قوانغتشو بداية طريق الحرير البحري ونافذة مفتوحة أمام العالم العربي في القرون القديمة، أما في العصر الحديث ، يتعاقب التجار العرب تبعا للتقاليد التجارية الموروثة عن أجدادهم الى هذه المدينة ، التي تعد أكبر ميناء تجاري في جنوب الصين ، لحضور معرض كانتون الذي تجذب كل من دوراته نحو 200 ألف تاجر من كل أرجاء العالم، من أجل البحث عن فرص تجارية جديدة ضمن التبادلات التجارية الصينية-العربية القديمة والحديثة.

السيدة الخاتري ، تاجرة إماراتية ترتدي ثوبا نسائيا تقليديا تتجول بين الأكشاك في صالة المعرض، قالت لمراسل وكالة أنباء شينخوا "إنني أبحث عن الملابس متميزة الأسلوب والأقمشة الخاصة لبيعها في متجري في مدينة دبي، ولا أفضل إلا تلك ذات الجودة الممتازة."

جاءت الخاتري الى معرض كانتون مثلها مثل التجار الذين يعرفون المعرض عن طريق لسان الآخرين وهي معجبة بجودة السلع الصينية وأسعارها الرخيصة.

"تجد في دبي كل شيء ولكن كل الناس يأتون الى الصين باعتبارها مصنعا عالميا." حسبما قالت الخاتري.



بدأت التبادلات التجارية بين الصين والعالم العربي منذ ما قبل ألفي سنة وبلغت ذروتها للمرة الأولى في فترة أسرة تانغ الملكية الصينية (618م-907م) حيث أتى التجار العرب الى الصين بالتوابل والمجوهرات والنباتات والحيوانات النادرة بينما نقلوا الحرير والخزف المصنوعين في الصين على متن القوافل الى بقية العالم.

وخلال العقود الماضية، حافظ حجم التبادل التجاري الصيني-العربي على نمو بنسبة نحو 30%، وأما في عام 2011 بلغت قيمة التجارة بين الصين والدول العربية 195.9 مليار دولار أمريكي بزيادة 34.7% على أساس سنوي وصارت الدول العربية سابع أكبر شريك تجاري للصين.

تعد تلك أول مرة لمصطفى كالايسي أوغلو ، التاجر التركي ، يشارك فيها في معرض كانتون بيد أنه يحظى بثقة تامة بقوة الشراء للمستهلكين الصينيين وقال إن المجوهرات والمنتجات الجلدية تلقي إقبالا متزايدا في السوق الصينية.

وذكر أنه قرر توسيع تجارته الى السوق الصينية مستهدفا جماعات المستهلكين الراقية بعد أن لاحظ نمو الاستهلاك الراقي في الصين.



ولكن بالنسبة للسيدة تشن ، التاجرة الصينية التي تعمل في صناعة الجلابيات العربية وتصديرها الى دول الشرق الأوسط لمدة عشر سنوات، فإن الحظ لا يحالفها في الوقت الراهن وتشعر بأزمة كبيرة.

ورغم أن السيدة تشن تتمتع بمصادر ثابتة نسبيا للزبائن ، ما زال عدد الطلبات التي تحصل عليها منخفضا بصورة ملحوظة جراء الأزمة المالية العالمية.

"لا بد أن نفكر في المزيد من الابتكار والارتقاء بصناعتنا لكي ننتج منتجات أفضل وتعريف المزيد من الزبائن بمنتجاتنا حتى نظل في التجارة " ، حسبما قالت تشن.

وفي الدورة الثالثة للمنتدى الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية، أعرب لي جين تساو نائب وزير التجارة الصيني أن قطاع التجارة الخارجية في الصين يواجه طلبا ملحا للارتقاء بالقطاع ، وبينما يعد التوسع في الأسواق الناشئة خيارا لازما في خضم الانتعاش البطئ للاقتصاد الاوروبي والأمريكي ، تعتبر الدول العربية أسواقا رئيسية في هذه الخطة.

وقال مصطفى كالايسي أوغلو إنه يتوقع أن تبلغ قيمة مبيعاته في السنة الثانية من عمله في الصين عشرة ملايين دولار أمريكي، ولا يستبعد احتمال إنشاء مكتب أو حتى مصنع في الصين اذا كان رد السوق ايجابيا ".