الإسلام اليوم : في الآونة الأخيرة تَعلَّم "ستيفن بايرز"- طالب العلوم للسَّنَة الرابعة- الكثيرَ والكثيرَ، ولكنْ ما حصَّله من معرفةٍ لم يكن يقتصر على "علم الأحياء" أو محدودًا بمادة "الفيزياء", لقد وجد "ستيفن" الإسلامَ، والذي اعتنقه فور ما أدركه عن طريق عِلْمه ومعرفته.



قبل خمس سنوات، ضاعت بوصلة "بايرز" لنظام الاعتقاد الذي ينبغي عليه اتِّباعه؛ فقد نشأ الشاب نصرانيًّا, لكنَّه كان دومًا يتذكر الإحساس بالخيبة تجاه دينه عندما تَحْدُث الأشياء السيئة في حياته.

يقول بايرز: "دومًا كنت أتساءل، مثل: لماذا يفعل الله بي وبعائلتي أو بأصدقائي هذا؟! لكني لم أكن أتلقى جوابًا أو أستحوذ عليه, ثم أعود غاضبًا للغاية, وهذا ما أثار غضبي لهذه الدرجة لأول مرة في حياتي بالفعل من الكثير من الأشياء".

أمَّا الآن فإنَّ "بايرز" يشعر بمزيد من الطمأنينة والاستقرار.


في الربيع الماضي, كانت لدى "ستيفن" الكثير من الشجاعة- أثارها داخله بعض أصدقائه- للتعرف على المزيد والمزيد عن الإسلام, وقد كان ما توصل إليه بمثابة نظام اعتقادي، يقول عنه: إنَّه متطابق بالكامل مع العقلية المنطقية لديه.

لذلك, سرعان ما انطلق "بايرز" إلى الإسلام واعتنقه عن اقتناع به في الصيف الماضي, ونطق الشهادتين, وفي هذا الصدد يقول بايرز: "بمجرد نطقك للشهادتين وتتلمسها في قلبك وأنت مخلص مع نفسك- فأنت في هذا الوقت أصبحت مسلمًا".

من جانبه, يقول "عبد الله حمزة", رئيس الرابطة الإسلامية، وأستاذ العلوم في جامعة "نيو برونزويك": "إنَّ أحد الأسباب التي تجعل العديد من الناس ينجذبون إلى الإسلام هو فقدانهم شيئًا ما في حياتهم، وهم يرغبون في الوصول إليه". مضيفًا: "إنَّ الإسلام يذكرنا أنَّنا بحاجة للابتعاد عن العالَمِ المادي لكي يعثروا على السلام الداخلي".

كما أشار حمزة: "لأنَّ الإسلام يخبرنا أنَّنا ينبغي علينا الصلاةُ خمس مرات في اليوم؛ حيث يجب عليك الانقطاعُ بروحك ونفسك عن هذه الحياة المتسارعة الْخُطَى", كما أكَّد قائلًا: "إنَّ فكرة السلام جزءٌ لا يتجزأ من رسالة الإسلام, الرسالة التي تحتوي على شِقَّيْن: أنَّ المسلم مدعوٌّ للخضوع لله, ومن خلال هذا الإذعان يأتي السلام؛ لذلك فإنَّ السبيل الوحيد لتحقيق السلام خارجيًّا ينبغي تحقيقه داخليًّا من خلال مشيئة الله تعالى".

"إنَّها مثل قطعة الْفَحْم المتوهجة، عندما تنظر إليها وهي غير مضيئة فتجدها سوداء مظلمة، ولكنْ عندما تتوهَّج تختفي الظلمة وتصبح مصدرًا للضوء".

صحيحٌ أنَّ "بايرز" لم يَزُرْ مكَّة المكرمة حتى الوقت الراهن إلَّا أنَّ الله أنعم عليه بصوم رمضان لأول مرة, والذي يقول عنه: "إنَّ عدم تناول الطعام خلال تلك الفترة من اليوم يُعلِّمنا- بالتأكيد- الانضباط, كما أعتقد أنَّه يوصِّلك للدرجة التي تجعلك تستشعر بها حال هؤلاء الذين لا يجدون طعامًا".

يبدو أنَّ رمضان كان مجرد إحدى بدايات عديدة لـ"ستيفن بايرز"؛ فبالرغم من صعوبة الصيام في رمضان لأنَّها كانت المرَّة الأولى له فإنَّه تمكَّن من التكيُّف بسهولة مع هذا الدين؛ ذلك لأنَّه يشعر بالقيم الأساسية للسلام, والإحسان، وحسن النية كانت بالفعل جزءًا من شخصيته.

وفي هذا السياق, يقول بايرز: "لذلك ليس عليك سوى اعتناق الإسلام, وسترى أنَّه بمجرد تغيير الطريقة التي كنت عليها إلى السبيل الذي تعرف به من أنت". مضيفًا: "أنَّ الإسلام هو ما بداخلك طوال الوقت؛ فنحن نولد به ويطلق عليها بالعربية "الْفِطْرَة"، حقًّا إنَّها جزء منك يبدأ بالتحرك والعمل عندما تكون مستعدًّا وجاهزًا لذلك".

كما قال بايرز: "شيء بالغ الأهمية أنْ يعرف الناس المزيد عن الإسلام، ليس لشيء أكثر من إزالة المفاهيم الخاطئة عن الإسلام بأنَّه دين الإرهاب".

وختم قائلًا: "إنْ تمكَّن الناسُ من دمج أهداف الإسلام وغاياته في حياتهم كما فعل هو- فإنَّهم سيجدون بعض السلام الذي لا يعرفون حتى إنَّهم كانوا يبحثون عنه".