الرياض - واس : أسهمت شبكة الطرق السريعة التي نفذتها المملكة العربية السعودية في التيسير على حجاج بيت الله الحرام القادمين عن طريق البر ومكنتهم بفضل الله من الوصول الى مكة المكرمة و المشاعر المقدسة دون مشقة . فقد عانى حجاج بيت الله الحرام سكان هذه البلاد كثيراً قبل توحيدها على يد جلالة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن رحمه الله من مرارة الجوع والخوف وكانوا يعانون كثيراً حال سفرهم وخاصة لأداء فريضة الحج.



فكان المسافر يوصي أهله أو يكتب وصيته وعندما يعود يحتفلون به أهله وكأنه قد كتب له عمر جديد أو أنه عاد من رحلة الموت، وذلك بسبب وعورة الطريق وطول المسافة فقد يتوه المسافر وينفد ما معه من الزاد ويموت عطشاً إضافة إلى انعدام الأمن في ذلك الوقت.

وفي عام 1372هـ تم انشاء وزارة النقل ( المواصلات سابقاً ) وكانت من أولى مهامها إنشاء شبكة من الطرق الرئيسية المعبدة لربط المناطق الرئيسية بالمملكة بعضها البعض ولخدمة أكبر قدر ممكن من المدن والقرى والتجمعات السكانية في مختلف أنحاء المملكة.



ولتحقيق ذلك الهدف التاريخي كان لا بد من التخطيط السليم والدراسات الواعية التي تأخذ بأحدث الأساليب التي توصل إليها العالم لبناء شبكة معبدة من الطرق وبأسرع وقت ممكن وبأقل قدر من التكاليف بحيث تكون هذه الشبكة جاهزة لتمهد الطريق أمام قطاعات التنمية الأخرى التي كانت الدولة قد بدأت في التخطيط لها بحيث يراعى عند تنفيذها أن تكون البداية من حيث انتهى الآخرون.

ونتيجة للدعم المتواصل لهذا القطاع بدءاً من عهد المؤسس لهذا الكيان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - يرحمه الله - مروراً بأبنائه الملوك من بعدة، حتى عهدنا الزاهر الذي تولى فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مقاليد الحكم، حيث سار على نفس النهج في الاهتمام والعناية بهذا القطاع (قطاع النقل والطرق) لما له من دور حيوي وهام في نشر مجالات التنمية المختلفة لتشمل جميع المدن والمحافظات والمراكز في جميع المناطق إضافةً إلى دوره في تسهيل التنقلات للمواطنين وتقوية الروابط الاجتماعية بينهم وتسويق منتجاتهم الصناعية والزراعية وغيرها.



وحظي مجال الطرق باهتمام بالغ وجهود كبيرة بذلت فى سبيل زيادة أطوال الطرق لتشمل مختلف المناطق وربطتها بعضها ببعض حتى أصبحت المملكة العربية السعودية تمتلك واحدة من أضخم شبكات الطرق والتي أسهمت في ما نشهده اليوم من تطور في مختلف المناطق وساعدت على نشر التنمية في كافة صورها ومجالاتها وبلغ مجموع أطوالها أكثر من ( 59 ) ألف كلم تنوعت بين طرق سريعة ومزدوجة ومفردة نفذت وفق أحدث المواصفات الفنية والتصميمية ، إضافة إلى ما يزيد عن (139) ألف كلم طرقاً زراعية ممهدة أسهمت أيضاً في تسهيل التنقلات بين المراكز والتجمعات السكانية لتسويق المنتجات وتأمين الاحتياجات، إلى جانب ما يزيد عن (22) ألف كلم من الطرق المتنوعة يتم تنفيذها حالياً في مختلف المناطق.



ومن أبرز مشاريع الطرق التي نفذت ربط المنطقة الشرقية بمنطقة الرياض فمنطقة مكة المكرمة بطريق سريع يمتد من الدمام / الرياض / الطائف / مكة المكرمة/ جده وهذا الطريق مكون من إتجاهين بعدة مسارات فى كل إتجاه ومزود بوسائل السلامة اللازمة، وكذلك المنطقة الجنوبية والجنوبية الغربية التى ربطت مدنها ومحافظاتها بعضها ببعض بعدة طرق وعقبات سهلت من تنقلات المواطنين بين السراة وتهامة كما ربطت هذا الطرق المنطقة بباقى المناطق.



وتم ربط منطقة الرياض بمنطقة القصيم ومنطقة حائل بعدة طرق منها طريق الرياض/القصيم السريع وطريق القصيم/حائل وطريق القصيم / حفرالباطن الممتد إلى رفحا فعرعر فطريف ثم القريات والطريق الذى يربط المنطقة الشرقية بالمنطقة الشمالية وهو طريق الدمام / أبوحدريه / حفرالباطن والطريق الذى يربط منطقة الرياض بمنطقة عسير عن طريق الخرج ثم الدلم ثم وادى الدواسر حتى منطقة عسير ثم جازان ونجران إضافة إلى الطريق الذى يربط منطقة مكة المكرمة بمنطقة المدينة المنورة كطريق جده/المدينة السريع ثم الطريق الذى يربط المدينة بتبوك والطريق السريع الذى يُنفذ حالياً ويمتد من منطقة القصيم إلى منطقة المدينة المنورة ثم منطقة مكة المكرمة (القصيم/المدينة المنورة/ينبع/رابغ)، إضافةً إلى الطرق التى توجد داخل كل منطقة وتساهم فى ربط مدن ومحافظات المنطقة بعضها ببعض ومن ثم تربط المنطقة بباقى المناطق .



كما نفذت الطرق الثانوية التى تتفرع من الطرق الرئيسيه وتخدم مختلف المراكز والتجمعات السكانيه إضافةً إلى الطرق الترابية التى بلغ مجموع أطوالها حتى الآن ما يزيد عن (135) ألف كيلومتر وأنفق على تنفيذ هذه الطرق ما يزيد عن (132) بليون ريال ، ولقد ساهمت هذه الطرق ولله الحمد فى عملية البناء والتنمية التى عمت مختلف أرجاء المملكة فإنتشرت الخدمات المقدمه للمواطنين فى كل مكان (الصحية والتعليمية والزراعية والإجتماعية والبناء والعمران وغيرها).



أما مشروع قطار الحرمين للركاب. فيبلغ طوله (450كلم) ويربط كلاً من مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة ويجرى تنفيذه بجميع مراحله وفق البرنامج المعد له والمتمثل في البنية الأساسية لمسار المشروع وبناء محطات للركاب علي مساره بمرافقها وخدماتها المختلفة ومرحلة توريد وتركيب القضبان الحديدية وأنظمة الإشارات والاتصالات ونظام كهربة الخطوط الحديدية وتوريد قاطرات الركاب ومعدات الصيانة والتشغيل للمشروع لمدة ( 12 ) عاماً .



ومشروع الجسر البري البالغ طوله (1150) كلم ويربط غرب المملكة على ساحل البحر الأحمر بشرقها على ساحل الخليج العربي عبر الشبكة الحالية القائمة بين الرياض والدمام والذي يجري حالياً إعداد الدراسات التصميمية والفنية والمالية له ، وسيسهم بعد إنجازه بإذن الله في نقل الحاويات للسوق المحلية وللأسواق الخليجية المجاورة إضافة إلى نشاط نقل الركاب بين الرياض وجدة.



وتضاف هذه المشاريع إلى ما يتم القيام به من تحديث وتطوير للشبكة الحالية للخطوط الحديدية البالغ طولها ( 1400 ) كلم والمنشآت والخدمات والأنظمة الالكترونية الحديثة التي نفذت لخدمة هذه الشبكة. إلى جانب القرارات التنظيمية التي صدرت لهذا القطاع والمتمثلة في إنشاء هيئة للخطوط الحديدية ونظام النقل بالخطوط الحديدية .



أما قطاع الموانئ الذي يعتبر عصب الاقتصاد لكل دولة فقد نال نصيبه أيضاً من الاهتمام والدعم تمثل في وجود تسعة موانئ تجارية وصناعية حديثة التجهيز يتم من خلالها مناولة ما يقارب ( 95% ) من صادرات وواردات المملكة . تشهد هذه الموانئ توسعات ضخمة في مرافقها ومعداتها ومنشآتها المختلفة لتواكب التطور الكبير الذي تعيشه المملكة .

وقد انتهى تنفيذ ميناء جديد في مدينة رأس الخير للتعدين وحصلت بعض هذه الموانئ خاصة الرئيسية منها على مراكز متقدمة وجوائز دولية في مجال الإدارة وكفاءة الأداء.

الجدير ذكره، أن الانجازات الكبيرة التي يعيشها قطاع النقل في المملكة خير شاهد وأعظم دليل على ما يحظى به من دعم واهتمام من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهد الأمين" حفظهما الله " .









انجازات الوزارة في مجالي الطرق والنقل








الطرق قبل نصف قرن