درة : في وقت يعيش فيه عالمنا الإسلامي ألم تبعات نشر الفيلم المسيء للرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه والسلام، تفتتح باريس في قلب متحف اللوفر الاثنين جناح "فنون الإسلام" (يقصدون انواع من فنون حضارتنا الإسلامية)، حيث تتوسط ثقافة حضارتنا الإسلامية فناء "فيسكونتي" المحاذي لنهر السين. هذا وأخذ جناح "فنون الإسلام" سنوات من العمل دقيق ورقيق برقة معطيات حضارة اسلافنا الرائعة،



رئيس متحف اللوفر، هنري لويريت، يقول : «متحفنا الكبير عرف بأجنحته التي وزعت وفق أنواع الفنون وتاريخها، إلا أنه كان يفتقر إلى قسم خاص بالفنون الإسلامية. وانطلاقاً من صفة "العالمية" التي التصقت باللوفر منذ بداياته في القرن الثامن عشر، ولدت فكرة هذا الجناح في عام 2003 لتمثل الإرث الفني لإحدى أبرز الحضارات عبر التاريخ".

تقول سكاي نيوز : جناح "فنون الإسلام" حاملاً أبعاده الثقافية والمعمارية والفنية، ليكرس أهمية اللوفر ودوره في تفعيل حوار الثقافات والحضارات. وهذا كان حلم الرئيس الراحل فرنسوا ميتران الذي لم يتحقق إلّا في عهد الرئيس الحالي هولاند. ويذكر أن علاقة ميتران باللوفر كانت استثنائية، وهو أول من أشار إلى ضرورة أن يكون اللوفر بوابة عبور إلى كل الحضارات والثقافات والشعوب. ومن بعده تحول المتحف إلى مشروع رئاسي يحتضنه ويحميه الرؤساء الذين خلفوه.



فنون الاسلام تسطع في اللوفر يظللها وشاح مذهب متموج
ا ف ب - باريس (ا ف ب) - يفتتح متحف اللوفر الباريسي هذا الاسبوع مساحات جديدة مكرسة للفن الاسلامي مع حوالى ثلاثة الاف قطعة مختارة من مجموعته الثمينة تعرض في اطار اسمنتي يعلوه سقف زجاجية قرب نهر السين. ويدشن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء هذا القسم الجديد في المتحف الذي يمكن للجمهور ان يزوره اعتبارا من 22 ايلول/سبتمبر.

احتاج انجاز المشروع الى عشر سنوات وكلف حوالى مئة ملون يورو مولت اطراف نصيرة للفن 57 % ولا سيما الامير السعودي الوليد بن طلال (بصفة خاصة) والعاهل المغربي الملك محمد السادس. وشارك في تمويل المشروع ايضا امير الكويت وسلطان عمان وجمهورية اذربيجان.

يقول رئيس اللوفرى ومديره العام هنري لوارين "اردت ان اجعل منه قسما مستقلا، الثامن في اللوفر لاني كنت اعتبر ان من غير المقبول ان تكون فنون الاسلام مجموعة في فئة بسيطة داخل قسم الاثار الشرقية". ويضيف "هذا القسم الجديد الذي يشمل 12 قرنا من التاريخ يشكل اعترافا بهذه الحضارة وتنوعها والدور الذي لعبته وروت من خلال حركتها الدائمة العالم الغربي".



ويترافق عرض هذه المجموعات مع تحفة هندسية جديدة بعد هرم اللوفر الذي يشكل ردهة استقبال في المتحف. فمن دون المساس بالواجهات القديمة صمم المهندسان المعماريان ماريو بيلليني ورودي ريكيوتي القسم على مستويين (الطابق الارضي والطابق السفلي) يعلوهما سقف زجاجي تحميه شباكة حديدية ذهبية وفضية. ومن نوافذ القاعة التي تبتسم فيها الموناليزا يمكن رؤية هذا الوشاح المتموج الذي يبدو وكأن الريح تهب فيه.

وباتت مجموعة الفن الاسلامي في المتحف تتمتع بمساحة ثلاثة الاف متر مربع لتعرض قطعها التي بعضها ضخم. وتقول صوفي ماكاريو مديرة القسم لوكالة فرانس برس "بات لدينا ثلاثة اضعاف المساحة الاصلية". وتضم مجموعة الفن الاسلامي في اللوفر 15 الف قطعة وكانت المساحة المتاحة لها ضيقة، لا تبرز قيمتها. وقد اغلقت العام 2008 للسماح بالقيام بجردة دقيقة للمجموعة وترميم بعض القطع. وقد زادت المجموعة ثلاثة الاف قطعة اتت من مجموعة فنون الزخرفة المجاورة الامر الذي يسمح لها بعرض السجاد وقطع زخرفية رائعة الجمال.

وتقول صوفي ماكاريو "نريد ان نظهر الاسلام بعظمته. باللغة الفرنسية كلمة +اسلام+ تشير الى الحضارة التي امتد نفوذها على مساحة شاسعة من اسبانيا الى الهند وشملت شعوبا غير مسلمة. الهدف ليس في التركيز على الدائرة الدينية في الاسلام". واضافت "يجب ان نعطي كلمة +اسلام+ كل عظمتها ويجب الا نتركها بين ايدي +الجهاديين+".

وتؤكد ماكاريو عن مخاوف تحيط بمصطلح "إسلام" إن "اللوفر" يتبنى هذا المصطلح ويقبله على رغم الجدل الذي يثيره في الوقت الراهن، وتضيف: "هذا الصرح الكبير الذي بني خصيصاً ليعرض للعالم أهم المجموعات الفنية العائدة إلى الإسلام حضارة وثقافة سيعيد إلى الإسلام قيمته وصورته المضيئة بعدما عمد بعض المتطرفين إلى تشويهها". وأعلن هنري لويريت أن جناح "فنون الإسلام" سيكون إضافة مهمة لمتحف كبير مثل اللوفر خصوصاً أنه يضم مجموعات فنية من أروع ما صنع الإنسان على امتداد الحضارة الإسلامية من الأندلس إلى المماليك والفرس والعثمانيين. ويحتوي الجناح على مجموعات غنية جداً من التحف والقطع الفنية، بعضها كان موجوداً في "متحف الفن الزخرفي" وبعضها الآخر يمثل الحقل الثقافي والحضاري الإسلامي من إسبانيا إلى الهند، على امتدادها الزمني من القرن السابع الى القرن التاسع عشر.



الطابق الارضي الذي تغمره النور الطبيعية يستضيف القطع العائدة الى ما بين القرنين السابع والحادي عشر. اما الطابق السفلي فيعرض القطع العائدة الى القرن الحادي عشر وصولا الى نهاية الثامن عشر في اطار من الاسمنت الاسود. ومن اهم القطع اسد مونثون وهو فم نافورة انجزت في اسبانيا في القرن الثاني عشر او الثالث عشر. اما بيت عماد القديس لويس الذي استخدم في تعميد ملوك عدة من ملوك فرنسا، ههو في الاساس حوض نحاسي عائد لحقبة المماليك مرصع بالذهب والفضة نفذ في مصر او سريا في القرن الرابع عشر.

وثمة رواق مصري يعود للقرن الخامس عشر وكان يرقد على شكل قطع مفككة في صناديق منذ اكثر من قرن وقد اعيد تشكيله بعناية. اما ختام الزيارة فجدار عثماني من الخزف اعيد تشكيله. فعلى امتداد 12 مترا اعيد تركيب اكثر من 570 بلاطة ملونة تعود الى الفترة الممتدة من القرن السادس عشر الى القرن التاسع عشر مثل احجية...روعة للانظار.



تصميم مصغر لشكل جناح فنون الإسلام في متحف اللوفر

وحسب موقع الحياة الإلكتروني. فهذا الجناح اليوم هو الأكبر والأهم من حيث تصميمه المعماري منذ الانتهاء من الهرم الزجاجي قبل عشرين عاماً،