أبوظبي - سكاي نيوز : قالت شركة "رينيسيس" الأميركية المتخصصة في رصد مسارات الإنترنت إن شركة تتخذ من هونغ كونغ مقرا لها تحافظ على اتصال سوريا بشبكة الإنترنت، بعد انسحاب شركات الاتصالات الأخرى ومن بينها شركة ترك تليكوم التركية. وأعلنت شركة الاتصالات التركية "ترك تليكوم" أن خدمات الإنترنت التي تقدمها إلى سوريا توقفت بسبب مشاكل البنية التحتية في هذا البلد الذي مزقته الحرب.



ونفى بيان للشركة، نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية التقارير التي تحدثت عن إغلاقها وصلات الإنترنت إلى سوريا، مشددا على أن هذا الانقطاع مرتبط بمشاكل في "البنية التحتية للألياف البصرية في سوريا". وتقول الشركة إنها لم تتمكن من توفير خدمات الإنترنت لسوريا منذ الحادي عشر من أغسطس. وفرضت تركيا عقوبات على سوريا لكنها تصر على أنها تستهدف النظام وليس الشعب السوري.


درة متابعات :
حركة الانترنت العالمية مازلت تتعرض لعمليات اختطاف متتالية تثبت أن من العسير إيقافها، وخلال شهر أبريل فان "سبع" حركة الانترنت العالمية كانت تمر من خلال الصين لمدة ثماني عشر دقيقة وهي مشكلة كبيرة لم يتم التوصل لها لحل حتى الآن. وقد حدث أن تلقى جهاز الربط الشبكي، الذي يتحكم في الحركة على الانترنت في الثامن من أبريل الماضي توجيهات سير جديدة، حيث وجهت طلبات بيانات 15% من العناوين على الانترنت تشمل ديل وياهو وميكروسوفت ومواقع الحكومة الأمريكية لتمر عبر الصين. وقد اصطلح على تسمية مثل هذه الإحداث بعمليات اختطاف الانترنت، وعلى الرغم من أنها لا تحدث نتيجة سوء نية، فإنها قد تؤثر في كفاءة حركة الانترنت بصورة كبيرة.



من جهة ثانية - نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا يكشف حجم تعاون النظام السوري مع شركة صينية متخصصة بالمعلومات والتكنولوجيا، حيث سهلت له تتبع اتصالات الثوار والتشويش على إشارة شركات الاتصالات التركية التي تؤمن اتصالا آمنا للنشطاء في المناطق الحدودية، قد تصل إلى عمق ريف حلب وادلب. وأفاد موقع «زمان الوصل» نقلا عن الصحيفة بأن شركة لتعقب مسارات الانترنت أفادت بأن شركة اتصالات صينية تبقي سورية التي مزقتها الحرب متصلة بشبكة الإنترنت في الوقت الذي تنسحب فيه شركات أخرى من ذلك.



ويتحكم النظام السوري بشكل مطلق بالشبكة العنكبوتية التي تصل السوريين بالخارج، ما يشكل معوقا رئيسيا لاتصالات الثوار، وللاخبار بالفظائع التي ينقلونها عبر الإنترنت في الوقت الذي ترتفع فيه وتيرة الحرب على المدنيين. وتسيطر شركة PCCW المحدودة ـ مقرها هونغ كونغ ـ على حركة مرور المعلومات عبر شبكة الانترنت من وإلى سورية، وفقا لشركة رنيسيس البريطانية المتخصصة بهيكلية الإنترنت.

ولم يقتصر عمل الشركة الصينية في مجال الإنترنت، بل قامت بإعاقة عمل شركات اتصالات أخرى مثل تيليكوم التركية التي فقدت تغطيتها داخل سورية في 12 الجاري، وقامت تركيا بشجب هذا العمل من قبل النظام السوري، الذي ساعده به حليفه الصيني. وقالت رينيسيس اول من امس ان شركة الاتصالات الايطالية «تيليكوم ايطاليا» و«دويتشه تيليكوم» الألمانية تعرضتا للمشكلة نفسها، لكن الشركة الايطالية عزت ذلك لأسباب مجهولة، وللآن تتحفظ تيليكوم التركية وزميلتها الايطالية عن إبداء أي تعليق حول المسألة.

ومع هذا - فالشك أولى باليقين ،،، إليكم هذا التقرير :

في مفارقة ساخرة في إطار الأحداث الجارية، اتضح أن إحدى شركات الاتصالات الموجودة في الصين، مشهورة برقابة الإنترنت، هى الوسيلة الأساسية التي يمكن من خلالها الوصول إلى الإنترنت من قبل الأشخاص الذين يرغبون في الحصول على معلومات حول سوريا التي دمرتها المعارك. وقد أظهر تحليل حول حركة مرور الإنترنت من سوريا وإليها خلال الأيام القليلة الماضية أن جزء كبير من حركة مرور الإنترنت تلك يرجع إلى شركة "PCCW" التي يقع مقرها في هونج كونج، وذلك وفقًا لما ذكرته شركة مراقبة الإنترنت "رينيسيس".



وقد أورد التحليل الذي أجرته الشركة أن شركة الاتصالات التركية، والمعروفة بأنها أكبر موفري خدمات الاتصال بالإنترنت لسوريا، اختفت من الساحة منذ 12 أغسطس، كما اتبع نفس النهج صغار موفري الخدمات مثل شركة الاتصالات الإيطالية. وقد أصبح لشركة "PCCW" نصيب الأسد من عملية حركة مرور الإنترنت من سوريا وإليها، هذا هو ما صرح به اليوم دوج مادوري أحد المحللين في "رينيسيس".

وأضاف "المحير في الأمر هو ما إذا كان ذلك ناتجًا عن العقوبات الاقتصادية المشددة المفروضة على سوريا أم نتيجة الأضرار التي أصابت البنية التحتية في الدولة نتيجة الصراعات الموجودة بها،" كما علق المدير العام لشركة "رينيسيس" إيرل زيميسكي قائلاً "في الوقت الذي يتم فيه منع الشركات الأمريكية من خلال فرض العقوبات، نجد أن الصين –الدولة التي تحظر موقع "يوتيوب" باستخدام "جدار الحماية العظيم"- هي المسئولة بشكل كبير عن حرية تدفق المعلومات التي ترد من سوريا".

الجدير بالذكر أن الإنترنت قد لعب دوراً محورياً في الثورات المدنية التي حدثت في الشرق الأوسط خلال العامين الماضيين، فقد تم الحشد بشكل كبير لما حدث في مصر وتونس وإيران من خلال شبكات الوسائط الاجتماعية مثل "تويتر" و"فيس بوك". وقد حاولت الحكومات في تلك الدول إيقاف محاولة الوصول إلى الشبكات الاجتماعية من خلال حظر إمكانية الوصول إلى خدمات الإنترنت، ومع هذا نجح البعض في استخدام تلك الخدمات؛ ويرجع الفضل في هذا بشكل كبير إلى الدعم الذي وفرته الشركات والمؤسسات الموجودة في الدول المؤيدة لتلك الثورات.

وتابع مادوري "لقد أدى الصراع المتزايد داخل سوريا إلى انقطاع خدمة الإنترنت بشكل كبير خلال الستة أسابيع الماضية". وقد قام موفر الإنترنت الوحيد في سوريا "المؤسسة السورية للاتصالات السلكية واللاسلكية" بإلغاء 61 شبكة الموجودة داخل الدولة من جدول التوجيه العالمي الجمعة الماضية. وقد قام بنفس الأمر مع 20 شبكة أخرى يوم السبت على نحو متقطع.

واستطرد مادوري "وبالإضافة إلى عمليات التوقف تلك، لاحظت شركة "رينيسيس" أيضاً تحولاً كبيراً في الخدمات التي يتم تقديمها إلى سوريا من قبل شركات الاتصالات السلكية واللاسلكية المختلفة في المنطقة،"؛ فقد اختفت شركة الاتصالات التركية –التي كانت تعد أكبر موفري خدمات الإنترنت للمؤسسة السورية للاتصالات السلكية واللاسلكية- بعض الوقت في 3 أغسطس قبل أن تختفي تماماً في 12 أغسطس.

المثير في الأمر أن شركات الاتصالات السلكية واللاسلكية الأمريكية الكبيرة مثل -"ليفل 3" و"كوجنت"- تعمل على توفير خدمات الإنترنت للبلاد المجاورة لسوريا مثل لبنان، في حين يحظر عليها توفير نفس الخدمات لسوريا.

وقد كتب مادوري في أحد منشورات المدونة يوم الثلاثاء معلقًا "مع تضاؤل دور شركات الاتصالات الغربية، ستظل شركة "PCCW" الوسيلة الأساسية التي يقوم من خلالها الشعب السوري بتسجيل الصراع الدائر، وذلك من خلال مقاطع الفيديو التي يتم تحميلها على موقع "يوتيوب" بمجرد وقوع الحدث،" وأضاف "يمكن لعمليات حظر الاتصالات السلكية واللاسلكية أن تحقق نتيجة مغايرة إذا نجحت في وضع حد لعمية تقييد حرية تدفق المعلومات".