تشهد سوق الذهب خلال الموسم الحالي إقبالا ملحوظا من المقبلين على شرائه، وتزايدا في الحركة، معيدة بذلك بعض انتعاشها السابق الذي فقدته منذ سنوات جراء ارتفاع أسعار الذهب المتواصلة حسبما أفاد تجاره، الذين أكدوا أن الذهب المحلي بقي هو الأفضل ولم يطغَ عليه الذهب المستورد، الذي تراجع الطلب عليه من 30 في المائة إلى 10 في المائة.

أنعش برنامج حافز سوق الذهب محليا في وقت ما زالت فيه الأسعار عالية

658519_210670.jpg

وفي هذا الصدد قال عبد الهادي المحمد علي تاجر ذهب لـ ''الاقتصادية'': انتعشت سوق الذهب انتعاشا غير طبيعي في الفترة الأخيرة بشكل لم تشهده منذ ثلاث سنوات ماضية، رغم استمرار ارتفاع أسعاره، سيما مع أيام نزول مكافآت برنامج حافز للعاطلين عن العمل، وتزامنها مع مناسبات متعددة كيوم الأم واقتراب موسم الأفراح، ومن المؤكد أن السوق ستواصل انتعاشها وتحسن حركتها كلما نزلت أسعار الذهب أو ارتفعت مهور العرائس وزادت الأجور للموظفين أو وجدت حوافز أخرى لرفع الأرباح.

وأشار المحمد علي إلى أن نسبة انخفاض مبيعات الذهب في الأعوام القليلة الماضية وصلت إلى 70 في المائة نتيجة الارتفاع المتواصل لسعر أونصة الذهب في الأسواق العالمية، مع مصاحبة دخول عروض الشركات المنافسة كالمتعلقة بالسفر والسياحة وعروض محال الأجهزة الإلكترونية التي جذبت كثيرا من الناس وتمكنت من أن تستهويهم في تصريف الأموال ودفعها للترويح عن النفس والترفيه بدلا من شراء الذهب، مبديا تخوفه من مواصلة أسعار الذهب الارتفاع المؤدي إلى توجه كثير من رؤوس الأموال إلى أمور أخرى.

كما لفت المحمد علي إلى أن نسبة استيراد الذهب الإيطالي في السوق السعودية انخفضت بشكل كبير بعدما كانت تمثل 30 في المائة من أنواع الذهب المعروض في كثير من المحال، وما يباع يقدر بنحو ثلاثة آلاف جرام يوميا، في حين أصبح الآن لا يتعدى 10 في المائة من نصيب البضاعة المعروضة ويقدر بيعه اليومي بنحو 300 جرام، وذلك بسبب ارتفاع مصنعيته في الفترة الأخيرة إضافة لما يضاف إلى سعره من قيمة الشحن وأجر الجمارك.

من جهته، يرى محمد علي الحمد رئيس لجنة الذهب والمجوهرات في غرفة الشرقية سابقا أن حركة السوق في الآونة الأخيرة تعد جيدة ولا بأس بها، لكن لا يمكن القول بتميزها عن السنوات القليلة الماضية بحسب تصوره الشخصي، مؤكدا أن هناك بوادر تشير إلى أن السوق ستكون جيدة في المستقبل ولا يشترط انخفاض أسعاره كي تنتعش أكثر.

وتابع الحمد: إن مسألة تميز انتعاش السوق خلال الموسم الحالي مع الإجازة الصيفية هي حالة متكررة تشهدها السوق عادة في كل الأعوام في الحدود نفسها مع المقبلين على الزواج أيام المناسبات والأعياد لأخذ الهدايا، منوها بأن قضية توقع انخفاض الذهب مستقبلا لا يمكن الجزم بها أو توقعها بشكل مؤكد لأن كل الاحتمالات واردة، إلا أنه في الأغلب يرتفع في المواسم والأعياد الإسلامية والمسيحية أيضا. وفيما يتعلق بمسألة استيراد الذهب الأجنبي في السوق المحلية أوضح الحمد أن الذهب المستورد كالأوروبي أو الهندي أو التركي هو يأتي كموديلات جميلة مختلفة المصنعية وتكلفتها عالية لمصنعيها وجماركها، بينما يبقى الذهب المحلي هو السعلة الأقوى في السوق ولم يطغَ عليه المستورد بل ظل هو السلعة الماشية دائما، مضيفا: إن الذهب المحلي صنع له أسماء عالمية كماركات شهيرة في السوق الشعبية وغيرها، يطلبه الناس باسمه رغبه فيه دون غيره من الأنواع الأخرى.

ويدعو الحمد المقبلين على شراء الذهب إلى تخير النوع الأقل مصنعية، كونه أقل تكلفة وأقل خسارة عند بيعه، لافتا إلى أن الذهب الأقل مصنعية والزهيد إضافة إلى الأحجار لا يعني أنه أقل جمالية، وإنما يكون في أغلبه جميل الشكل، وأفضل قيمة.


المصدر : افقتصادية - فاطمة الحسن من الدمام - تصوير: إقبال حسين