أحرزت القوات اليمنية، أمس، تقدما خلال هجومها الذي بدأ السبت، والهادف إلى استعادة مدينتين تسيطر عليهما «القاعدة» في جنوب البلاد، وفقا لمصادر عسكرية، في وقت التقى فيه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مساعد الرئيس الأميركي لمكافحة الإرهاب، جون برينان.

نجاة السفير البلغاري من محاولة اختطاف.. وهجوم على منزل وزير الإعلام

وقال مصدر عسكري يمني في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن «حقق الجيش تقدما بعد بدء الهجوم على (القاعدة)»، وأضاف: «خسائر (القاعدة) حسب المعلومات المتوفرة لدينا 18 قتيلا دفنوا في مناطق متفرقة منها جعار، ومن الجيش خمسة شهداء وأكثر من عشرين جريحا».

news1.677184.jpg
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (يمين) خلال لقائه أمس جون برينان مستشار الرئيس الأميركي لمكافحة الإرهاب في صنعاء (أ.ف.ب)

وأكد المصدر العسكري لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش حقق تقدما في هجومه على زنجبار من الناحيتين الشرقية والغربية، وأنه أصبح على مشارف المدينة، في ظل ضعف مقاومة المسلحين المتشددين الذين تراجعوا بعد أن سقطت بعض المواقع التي كانوا يتحصنون فيها، ويشرف وزير الدفاع اليمني، اللواء محمد ناصر أحمد، على العمليات العسكرية، بعد أن تفقد، طوال الأسبوع الماضي، وحدات الجيش في المنطقة الجنوبية، والتقى بقادتها والألوية العسكرية التي تشارك في المواجهات. وكانت وكالة الصحافة الفرنسية قد ذكرت نقلا عن مصادر عسكرية قولها إن «المعارك مستمرة والجيش يواصل تقدمه باتجاه زنجبار» بعدما بدأ هجوما واسعا لاستعادة المدينة وبلدة جعار من الإسلاميين المتشددين الذين يسيطرون عليهما منذ عام. وأعلن مصدر عسكري آخر أن الطيران الحربي شن صباحا غارات على مواقع المدينتين دعما للقوات التي تشن هجوما بريا.

وقال المصدر إن «القوات المسلحة تقدمت حتى حصن شداد» الذي يبعد نحو ثلاثة كيلومترات شرق زنجبار «وحتى جسر زنجبار» على بعد كيلومتر واحد عن غرب المدينة. وأضاف دون مزيد من التفاصيل أن «القاعدة» تكبدت خسائر جسيمة.

إلى ذلك، أجرى مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، أمس، مباحثات مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، تتعلق بمحاربة الإرهاب، في الوقت الذي بدأت القوات اليمنية عمليات عسكرية واسعة النطاق لاستئصال عناصر تنظيم القاعدة المتمركزين في بعض المدن والمناطق في جنوب اليمن.

وبحث جون برينان، نائب مستشار الأمن القومي، مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي، التطورات على الساحة اليمنية مع الرئيس هادي في صنعاء خلال زيارة لم يعلن عنها من قبل، وربط مراقبون بين زيارة المسؤول الأميركي والحملة العسكرية واسعة النطاق التي بدأت أمس لاستهداف عناصر تنظيم «أنصار الشريعة» المرتبط بتنظيم القاعدة، وحسب مصادر حكومية فإن وجود برينان في اليمن يأتي كـ«دعم ومساندة لليمن وإظهار مدى دعم الرئيس الأميركي باراك أوباما لليمن في هذه الظروف الدقيقة والحساسة».

ونقل عن هادي تأكيده على «الدور البارز والمحوري للولايات المتحدة الأميركية في دعم تنفيذ المبادرة الخليجية، وقوله إن «الرهانات التي كانت قائمة على أساس الاحتراب والتشظي والانزلاق إلى الهاوية قد خسرت وأصبحنا نلج إلى المرحلة الثانية وترجمتها على الواقع العملي، وفي الطليعة المؤتمر الوطني الشامل الذي ستشارك فيه كل فئات ومكونات وقوى الشعب اليمني الحزبية والسياسية والثقافية ومنظمات المجتمع اليمني لرسم معالم الدولة الجديدة (الدولة المدنية الحديثة) على أسس الحرية والمساواة والعدالة والمواطنة المتساوية».

أما المسؤول الأميركي، فقد نقل لهادي تأييد الرئيس باراك أوباما «المطلق لكل الخطوات والقرارات التي اتخذها الأخ الرئيس من أجل تجاوز الظروف الصعبة»، وقال برينان إن «هذه الظروف الاستثنائية تمثل مرحلة تاريخية في اليمن. إن قراراتكم يا فخامة الرئيس هي أيضا تاريخية خصوصا في هذه الفترة الحرجة من تاريخ بلادكم»، وقالت السفارة الأميركية، في بيان لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن برينان بحث خلال زيارته «التعاون اليمني - الأميركي وجهود دحر الجماعات المتطرفة التي تهدد أمن اليمنيين والأميركيين على حد سواء».

وفي موضوع آخر، نجا السفير البلغاري في صنعاء مع زوجته من محاولة اختطاف على يد مسلحين مجهولين وسط العاصمة صنعاء، وحسب مصادر محلية، فإن ما لا يقل عن 3 مسلحين ملثمين حاولوا إيقاف السفير أثناء قيادته لسيارته وإلى جواره زوجته، لكنه لم يمتثل لهم فقاموا بإطلاق النار على السيارة، الأمر الذي أدى إلى إصابة السفير جراء تناثر زجاج السيارة، وذكر شهود أن السفير البلغاري توجه بسيارته إلى المركز الليبي التجاري الذي يرتاده الأجانب، وحينها أبلغ السلطات الأمنية اليمنية التي أرسلت أطقما عسكرية كي تقل السفير إلى منزله، ولم تعلن السلطات اليمنية، حتى اللحظة، أنها ألقت القبض على الفاعلين أو هويتهم.

وفي ذات السياق، قال مكتب وزير الإعلام اليمني علي العمراني، أمس، إن مسلحين مجهولين ألقيا قنبلة يدوية على منزل الوزير في صنعاء، وأصابا شخصا حينما فتحا النار لدى محاولتهما الفرار. وقال عبد الباسط القاعدي، أحد المسؤولين بالوزارة، إن رجلين يستقلان دراجة نارية، ألقيا قنبلة على جناح من المبنى يضم مسكن حراس العمراني في وقت متأخر من ليلة السبت، ولم يسفر الهجوم عن وقوع إصابات. وأضاف أن أحد المارة أصيب في قدمه خلال إطلاق نار بينما كان الرجلان يلوذان بالفرار.

وكانت السلطات الأمنية اليمنية بدأت، أول من أمس، في اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية ومشددة حول المنشآت الحيوية والاقتصادية والمصالح الغربية، وفي مقدمتها السفارات ومساكن السفراء والدبلوماسيين العاملين، فيها، وذلك خشية تعرضها لأعمال إرهابية، حيث تشير المصادر إلى أن تنظيم القاعدة يخطط لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية في العاصمة، صنعاء، وكانت الخارجية العمانية سحبت، اليومين الماضيين، دبلوماسييها العاملين بسفارتها في صنعاء، بعد تلقي السفارة «تهديدات إرهابية».

إلى ذلك، كشفت صحيفة «صندي إكسبريس»، أمس، أن وحدات من القوات الخاصة البريطانية تشارك في عمليات مطاردة قادة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي يتخذ من اليمن مقرا له، كما تستهدف صانعي القنابل في التنظيم على الأراضي اليمنية.

ويأتي هذا الكشف بعد أيام من قيام عميل مزدوج قيل إن المخابرات البريطانية تمكنت من توظيفه باختراق التنظيم بعد أن تظاهر بأنه مهاجم انتحاري وهرب بقنبلة تُعتبر أحدث ما يملكه التنظيم من التقنيات التي لا يمكن الكشف عنها، وكانت مصممة لإسقاط طائرة ركاب متجهة إلى الولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة إن القوات الخاصة البريطانية ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) تنفذان عمليات مشتركة ضد تنظيم القاعدة في اليمن، من خلال رصد تحركات الإرهابيين المشتبه بهم وتوفير معلومات لهجمات الطائرات من دون طيار، وقامت واحدة منها بقتل 9 مسلحين من «القاعدة» بغارة شنتها الأربعاء الماضي على معقل لتنظيم القاعدة بمحافظة أبين.

وقالت «صندي إكسبريس» إن مشاركة القوات الخاصة البريطانية في مطاردة قادة «القاعدة في اليمن»، أثارت من مخاوف من احتمال قيام أنصار التنظيم في بريطانيا بشن هجمات تستهدف دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها لندن


المصدر : الشرق الأوسط جريدة العرب الدولية - صنعاء: عرفات مدابش لندن: محمد جميح