روافة : هو معبد يقع إلى الجنوب الغربي من مدينة تبوك على بعد 115 كم في قلب منطقة حسمى ويمثل هذا المعبد أحد المعابد الرومانية النبطية ويعود تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد وقد دل على ذلك النقش المؤرخ بعصر ماركوس أوليدس وهذا المعبد شبيه بمعبد روماني موجود في وادي رم بالأردن وكلاهما على الطريق التجاري الغربي القديم.

1131.jpg

انقل لكم من فريق الصحراء - رحلة أرض مدين - روافة

لحظات الوصول الى روافة

فجر يوم الخميس السادس من شوال 1428 الموافق 18 اكتوبر 2007م انطلقنا على عجل الى منطقة روافة والكل يتأمل الغيوم وينتظر المطر .و روافه لها مفرق عليه لوحة من الطريق الرئيسي لكن باقي الطريق بري غير معبد,



منذ أن أقبلنا على منطقة روافةاستقبلتنا غيوم وهماليل رائعه وجو منعش وكانت درجة الحراره 18 درجه وصافحتنا جبال حسمى وكانها ترحب بقدومنا وبقدوم المطر وشاهدنا اول مناظر الابداع الرباني ففي روافة تجتمع هضبات حسما في ابهى صورها من حيث اللون الاحمر والوردي مع رمال حمراء تزينها اشجار الطلح والرمث والرتم الخضراء زاد على ذلك وجود جبال حرة الرهاة متلحفة باللابا السوداء مما يعطي تبايناً لونياً جميلاً وشاهدنا جبال اساسها بلون احمر ووسطها يميل للبياض واعلاها مغطى بسواد اللابا.





بعد ان قطعنا 18 كلم من مفرق روافة محفوفين بالجبال والجبال والمناظره المثيره للاعجاب متشوقين لمشاهدة مبنى روافه .



اثناء الطريق كنت اتصفح كتاب موزل واشاهد صورة المبنى التي التقطتها قبل مائة عام تقريباً واتسائل هل لازال بنفس الشكل او اختفى تماماً ولم اقفل الكتاب الا عندما شاهدت المبنى وكانت مطابقا تماما للصوره ولم يتأثر بمرور السنين .



مبنى روافة كما صوره موزل عام 1910مم

source:North Hejaz by Alois Musil





وكان المبنى محاط بسياج محكم



معلومات عن مبنى روافه

يقع على بعد 115 كم إلى الجنوب الغربي من تبوك ، تم انشاءه على شكل مربع وجداره الغربي ونصف الشمالي لا زالا قائمين بحالة سليمة مثيرة للاعجاب اذا أخذنا في الاعتبار مضي ثمانية عشر قرناً على بناءه و قد بني من الحجر المشذب بدون مونة ويظن ان سبب انهيار باقي الجدران يعود الى زلزال وليس من فعل البشر, يوجد بقرب المبنى مقبرة قديمة مبعثرة الأرجاءهذا المبنى يعتبر لغزاً محيراً فقد بني في منطقة صحراوية معزولة ، فروافة ليست على طريق رئيسي او تجاري كما انه لا يوجد حولها أماكن استيطان . وتعود أهمية مبنى روافة الى انه يدل على امتداد نفوذ الدولة الرومانية الى شمال الجزيرة العربية وأول من اكتشف هذا المبنى هو ألويس موزل سنة 1910م ورغم انه لم يمكث الا ساعات فقد استطاع نسخ النقش المهم الموجود على حجر التاج وقد وجده ساقطاً في الأرض فأزاحه بعد أن خرج عليه ثعبان من بين الأحجار ووجد عليه عدة نقوش كتبت باللغة الإغريقية والنبطية .ثم زار فلبي روافة عام 1950م وكتب عنها تفاصيل أكثر في كتابه ( ارض مدين ) . وقد انبهر فلبي بجمال المنطقة فقال انها لا تقل عن البتراء في شيء ، ولفلبي نظرية طريفة حول سبب وجود مبنى روافة في هذا المكان يذكر فيها ان علية القوم من تبوك كانوا يقومون بنزهات ورحلات قنص في روافة وان هؤلاء القوم تأثروا بسحر المكان حتى انهم اقاموا هذا المبنى كتذكار !ويرى فلبي ان هذا المبنى هو معبد.وبحسب النص الذي كتب بلغتين اغريقية ونبطية:اليوناني فإن الثموديين(؟ ) هم من بنوا هذا المعبد يذكر النص أسماء مركوس أورليوس أنطونيوس و لوكيوس فيروس على انهما هما الأميران الرومانيان اللذان بني المعبد على شرفهما وأهدي لهما . والمعروف ان الأول قد حكم الامبراطورية الرومانية عام 161م اما الثاني فهو القائد الروماني في بلاد سوريا.

ويحتفظ المتحف الوطني في الرياض بالحجر الذي يحتوي النقش اليوناني والنبطي .





وقال الباحث السوري وليد ابو رايد أن أحد النقوش القديمة مزدوجة اللغة (إغريقي – نبطي) ذكر أن معبدا بني في روافة في مدين و أن (شمعدات ) و هو ثمودي قد بنى هذا المعبد . و في نص ثان يذكر أن شمعدات كاهن من روباث (رواف). و في نقش إغريقي آخر يذكر أن ثموديين من قبيلة روباث بنوا هذا المعبد )


روافة والمطر

كما قلت فقد أدهشنا جمال الطبيعة في هذا الصباح وزاد الموقع جمالاً السحاب الكثيف الممطر الذي حجب الشمس والبرق الذي يتشاعل من حولنا



ثم بدأت الأمطار بالسقوط وهذه أول أمطار في بداية الوسم ولها طعم خاص وأجبرتنا الأمطار للجوء في احد الغيران التي تكثر بالمنطقة لنكتفي بالمشاهدة وسماع صوت الرعد المجلجل بين الجبال وكان المشهد رائعاً فتحولت الرمال الى لون يسلب الأنظار جمالاً والجبال اصبحت تتلألأ كما الذهب والشجر ازداد خضرة كما لو كانت تطلب منك ان تصورها لما تشعر به من زهو وجمال وعندها لا ينافس صوت الرعد الا صوت آلة التصوير التي تنطلق في كل الجهات ، .









منطقة روافة جميلة جدة للتنزه وهناك عدة أودية رملية مليئة بالطلح الأخضر الضليل,لا يوجد قرية بمعنى الكلمة لكن هناك مدرسة ابتدائية قرب المبنى لطلاب المنطقة.



في هذه الاثناء حاولنا ان نعد ابريق شاهي على نار رمث وكان الصراع بين زخات المطر وألهبة النار شديداً ونتج عن ذلك شاهي بنكهة المطر !



وبعد عدة ساعات من المتعة والفرحة بالمطر النادر في هذه الاراضي ودّعنا منطقة روافة ومبناها المحيّر متظللين بالغيوم وطربين بسماع صوت الرعد واثناء السير شاهدنا شلال صغير ينسكب من اعلى احد الجبال يقف بجواره احد ابناء المنطقه سليم بن سالم العطوي ومعه اطفاله وعلى وجوههم علامات السعادة التي رسمتها هذه الامطار



وكان على جانب كبير من اللطف والكرم معنا وأخبرنا ان هذه المنطقة تشهد جفافاً منذ أربع سنوات وأن كثافة أشجار الرتم كانت أكثر مما هي عليه الآن. .


صور متكررة في المنتديات عن روافة