بعد القرار تأنيث بيع محلات بيع المستلزمات النسائية .. أكد واقع السوق المحلي تدافع المرأة السعودية العاملة للعمل في الأسواق التجارية بشكل كبير، ورغم تحفظ البعض على عمل المرأة في هذا المجال .. إلا أن الكثير من العاملات أبدين رضاهن بل وسعادتهن عن التجربة، كما أشدن بالفكرة ووصفن نظام العمل في هذا المجال بالأمل الذي يحقق طموحهن، ويضمن لهن حياة كريمة بالعمل الشريف، ويعينهن بواسطة عمل آمن على مواجهة صعوبات الحياة، .. في هذه المادة استطلاع لآراء عدد من العاملات في محلات بيع الملابس النسائية في مدينة الرياض، وقد تضمنت آراؤهن ملاحظات رجون النظر فيها وحل معضلاتها، كي يتسنى لهن مزاولة العمل بكل سهولة ويسر وأمان .. قصص من الجدية وحب العمل في متن هذه المادة :

sg12_451264323.jpg

خبرة وإقبال
في البداية تقول الموظفة ( نورة):" بعد أن أخذت دورة تدريبية متخصصة في نفس المجال .. التحقت للعمل في أحد محال بيع المستلزمات النسائية، إضافة إلى أن لدي خبرة لمدة ثلاث سنوات بائعة في إحدى الكليات الجامعية"، وتضيف نورة :" يشهد عمل المرأة في المحلات النسائية إقبالا كبيرا من الزبائن ـ من النساء ـ اللائي كن يتحرجن في السابق من اقتناء وشراء ملابسهن الخاصة ..، والكثير من السعوديات يرغبن في العمل في المحلات والأسواق التجارية الخاصة بالمرأة، وذلك نظراً لسهولة العمل والبيع في هذا المجال، ولرغبتها الكبيرة بمساعدة أهلها وذويها في تحمل ظروف وصعوبات الحياة "

مضايقات
وتتحدث إحدى العاملات في محل للملابس النسائية ( ابتسام ) عن تجربتها في العمل فتقول :" ما أن سمعت عن السماح للمرأة بالعمل في الأسواق التجارية في مجال المستلزمات النسائية، إلا وشعرت بالفرح والسعادة، فتقدمت على الفور للوظيفة على إحدى الشركات المتخصصة في مستلزمات المرأة، وسجلت في دورة مكثفة لمدة أسبوع بعدها التحقت للعمل مباشرة، وحتى الآن أعمل في هذه الوظيفة أكثر من خمسة أشهر، وأنا سعيدة بذلك ولكن يضايقني عدم تقبل بعض أفراد المجتمع لعمل المرأة، فضلا عن بعض المضايقات البسيطة من الزبائن".

سعودة المشرفين
وتذكر إحدى البائعات ( مريم ) بأنها التحقت بإحدى الدورات التدريبية في التسويق، وبعدها باشرت العمل في أحد محال البيع في الرياض وتتقاضى راتبا لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال، بينما هي متزوجة ولديها طفلان، وتعمل على فترتين صباحا ومساء، ولكن أكثر مايضايقها في العمل هو المشرف عليها في العمل، والذي يضايقها كثيرا من خلال بعض التصرفات مثل رفع الصوت عليها وتأنيبها دائما، وترجو مريم أن يكون المشرف على العاملات السعوديات من النساء من بنات الوطن، حتى تستطيع ـ على حد قولها ـ أن تفهم ظروفهن وتساعدهن في أداء عملهن بكل إخلاص وإتقان .

عمل طويل
وتضيف ( آمنة ) بأنها التحقت بالعمل بعد أن أخذت الدورات المتخصصة في مجال البيع والتسويق، وتشعر الآن بسعادة كبيرة لمزاولة العمل وملء وقت الفراغ بما يفيد لتحقيق ذاتها وطموحها الذي تحلم به، ولكن يضايقها تكفل المرأة العاملة بالمواصلات، وليس على الشركة المشغلة أي التزامات حيال ذلك، إضافة إلى أن ساعات العمل طويلة وعلى فترتين صباحا ومساء .. وفي ذلك تقول آمنة :" آمل أن تقتصر فترة العمل على المساء فقط، والتي تشهد تواجد الزبائن بكثافة بخلاف فترة الصباح والذي تكاد تغيب فيه الزبائن تماما، وأشير هنا إلى أن المرأة السعودية العاملة لديها التزامات أسرية، وعليها واجبات تجاه أسرتها وأبنائها تحتم عليها التواجد في بيتها مع زوجها وأولادها "

بيع متوازن
أحمد عبد القوي .. يعمل مشرف بيع في أحد محلات المستلزمات النسائية يقول :" الحكم على قرار عمل السعوديات في هذا المجال مازال في طور التجربة، ويحتاج مزيدا من الوقت للحكم على هذه التجربة، ومن ناحية المبيعات بعد توظيف المرأة فمازالت في مرحلة توازن، كما أنه لا يمكن أن يستغنى عن عمل الرجل في محلات المرأة، وذلك بسبب أن محلات المستلزمات النسائية تحتاج إلى الصيانة والترتيب، والتي قد لا تقدر عليها المرأة، كما أن بعض العاملات من المتزوجات لا تلتزم بالانتظام في العمل بشكل كامل "

دعم المرأة
جميل القنيبط صاحب شركة لبيع المستلزمات النسائية يقول :" امتثلت شركتنا لقرارات وزارة العمل فوراً، فوظفت 40 امرأة، وسيتم رفع العدد إلى 100 سعودية، وأشير إلى هذا قرار توظيف المرأة السعودية في المجال الذي يناسبها ويراعي خصوصيتها في بيئة عمل آمنة ومناسبة، والوظيفة وعمل المرأة ليست ترفا اجتماعيا، بل ضرورة تفرضها ظروف الحياة والرغبة في تحقيق الذات وتحمل المسئولية وخدمة المجتمع، بخلاف الزمن الماضي، والذي كانت الحياة فيها ميسورة كما عدد السكان كان قليلاً، واليوم احتلت المرأة حاليا النسبة الأكبر من البطالة في المملكة كما بين برنامج حافز حيث وصلت نسبة العاطلات إلى 85 % وتتركز النسبة الأكبر من النساء العاملات في التعليم "، وأشاد القنيبط بالدور الكبير الذي تقوم به وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية وإدارة التدريب المشترك بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وذلك من حيث التدريب والتوظيف وتسهيل المقابلات الشخصية للمتقدمات على الوظائف ودعم عمل المرأة بنصف الراتب وذلك لمدة ثلاث سنوات"

برامج تدريبية
من جانبها تحدثت حول محور الموضوع مدير عام برامج التدريب المشترك المكلفة بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني درة صالح الداوود، تقول درة :

" بلغ عدد اللاتي تم تدريبهن وتوظيفهن 1193 سعودية، سواء تدريب نظري تخصصي أو تدريب على رأس العمل، وقد تم التدريب في مسارين : المسار الأول .. تدريب تخصصي في أحد المراكز أو المعاهد الأهلية النسائية المعتمدة من المؤسسة العامة للتدريب، ومدته من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع .. ومن ثم 11 شهرا تدريب على رأس العمل داخل المنشأة الموظفة، أما المسار الثاني فهو التدريب لمدة 12 شهرا على رأس العمل داخل المنشأة الموظفة، ويشترط أن تكون المتقدمة مؤهلة، ويتم قبولها من صاحب العمل"، وذكرت درة أنه يتم إلحاق طالبة العمل بتدريب تخصصي مكثف وفق المعايير المهنية المعتمدة بموجب عقد التوظيف المبتدئ، بالإضافة إلى تدريب عملي جيد في موقع العمل، وأضافت :" ويتم بعد ذلك متابعة أداء المتدربات في المنشأة الموظفة من قبل مقيمات متخصصات، أما بالنسبة للدعم فيتحمل صندوق تنمية الموارد البشرية تكاليف التدريب كاملة داخل المراكز أو المعاهد الأهلية النسائية المعتمدة، وكذلك المساهمة بما لا يقل عن 50 % من الراتب المحدد بالعقد خلال فترتي التدريب والتوظيف .. والذي لا يقل عن 3000 ريال شهرياً، كما يتم تصميم حقائب تدريبية للمهن ( خدمة عملاء ـ بائعة تجزئة ـ محاسبة مبيعات ـ مشرفة متجر ) التي تحتاجها محلات بيع المستلزمات النسائية مع إمكانية تصميم حقائب تدريبية أخرى وفق احتياج سوق العمل في هذا المجال "
د. التخيفي : التحديات موجودة .. ولقاءات أكبر مبادرة وطنية لتوطين الوظائف من جانبه أشاد وكيل وزارة العمل المساعد للتطوير الدكتور فهد بن سليمان التخيفي بإقبال السعوديات للعمل في محلات المستلزمات النسائية، وقال في ذلك :» يوازي هذا الإقبال الفرص الوظيفية المتاحة، كما أن عمل المرأة سيسهم في الحد من ذهاب الأموال للخارج، إضافة إلى تحريك العجلة الاقتصادية من خلال توفير الوظائف النسائية، وسيسهل للنساء المتسوقات التعامل مع المرأة البائعة والتي تعرف ما تريد بخلاف الرجل الذي تجد صعوبة في التعامل معه خاصة في الملابس ذات الخصوصية الحرجة للمرأة»، وأشار الدكتور التخيفي إلى جهود وزارة العمل في هذا الجانب فقال :

" تبذل وزارة العمل جهوداً كبيرة لدعم التوظيف بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وصندوق تنمية الموارد البشرية، وذلك في الاستفادة من برنامج ( لقاءات) .. وهو أكبر مبادرة وطنية لتوطين الوظائف، إضافة إلى إقامة أيام التوظيف في فروع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في كافة مناطق ومحافظات المملكة»، وحول التحديات التي تواجه عمل المرأة سواء ساعات العمل أو المواصلات"

قال د. التخيفي :

" هذه التحديات موجودة لدى المرأة في كل القطاعات، ووزارة العمل ليست صاحبة الاختصاص في تحديد أوقات العمل في الأسواق والمراكز التجارية، أو كذلك فيما يتعلق بالمواصلات وتنظيمها، فهذا يتطلب التنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، ومن جانبها فقد قامت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بتحديد الاشتراطات الواجب اعتبارها لتهيئة التدريب المناسب للراغبات في الأعمال، بالإضافة إلى تولي الإشراف على البرامج التدريبية، ومتابعة تنفيذ البرامج لدى الجهات التدريبية، وعمل زيارات للمتدربات (الراغبات في العمل) في أماكن عملهم للتأكد من إلمامهم بالمهارات اللازمة للعمل في هذه المحلات، كما أعدت المؤسسة أيضاُ 4 حقائب تدريبية، خدمة عملاء ومحاسبة مبيعات، وبائعة تجزئة، ومشرفة متجر، وذلك للاستفادة منها من قبل المعاهد المعتمدة من قبل المؤسسة والراغبة في التدريب، بحيث تتراوح مدة التدريب بين أسبوعين إلى 3 أسابيع، وسيتحمل صندوق تنمية الموارد البشرية تكاليف التدريب المعاهد المعتمدة من المؤسسة على أساس تكلفة البرنامج للمتدربة الواحدة، وعلى أساس البرنامج الذي مدته (3) أسابيع بمبلغ (1500) ريال للمتدربة الواحدة، والبرنامج الذي مدته أسبوعان بمبلغ (1000) ريال للمتدربة الواحدة، ومن جانب وزارة العمل فقد استحدثت إدارة خدمة العملاء في الوزارة، وهو مركز اتصال متخصص يقوم باستقبال كافة الاستفسارات المتعلقة بعدة مواضيع، ومن أهمها ما يتعلق بتنظيم عمل المرأة في محلات بيع المستلزمات النسائية، وكذلك استقبال الشكاوى سواء من أصحاب العمل أو أفراد المجتمع أو العاملات في المحلات".