لمحة تاريخية: تعتبر مدينة صفوى من أعرق مدن المنطقة الشرقية على ساحل الخليج العربي وهي واحة خضراء هادئه منببسطة وقد عرفت تاريخياً بعدة أسماء منها: (الصفا) نسبة لعين الصفا والمعروفة اليوم بأسم الداروش كشهرة لها.

65127.jpg

عرفت بأسم (جونان أو جاوان) نسبة لمدفن جاوان إلى الشمال منها، وسميت في حقبة أخرى (صفوان) و (صفواء) كما تدل على ذلك المصادر التاريخية حيث كان يسكنها بنز حفص بن عبد القيس وقد تعرض اسمها للتغير مرات عديدة في تاريخها.

تم العثور فيها على مجموعة من الآثار ترجع إلى العصر الهيليني والروماني الأول ودلت المكتشفات الأثرية فيها إلى وجود ترابط قوي بين سكانها وحضارة بلاد ما بين النهرين وحضارة دلمون.

وجد بها ضريح وقطع ذهبية معروضة بالمتحف الوطني بالرياض. وكانت صفوى مسورة بسور بناه البرتغاليون ثم أعيد بناؤه أواخر العهد التركي وكانت له ثلاث بوابات (بوابة الصفافير، بوابة الخويدعة، وبوابة حسنينية بيت بن جمعة) وبرجين هما برج العين القريب من عين داروش وبرج البحر.



أيضا يقوال ان مدينة صفوى عُرفت في التاريخ من خلال مسمّياتها القديمة مثل : داروش، الصفا، صفوان، صفواء، الصفاء، صفصف. وقيل أن تسميتها بداروش تسميةً فينيقية، لكن بعض الباحثين المعاصرين يُرجِعون هذه التسمية إلى الملك الفارسي داريوش (521 – 485 قبل الميلاد) .

وفي العصر العباسي برزت صفوى في عام 579 هـ في الحرب العيونية بين أمير الدولة العيونية - السابق - محمد بن أحمد بن محمد بن الفضل العيوني، وبين الأمير العيوني المستقل بالقطيف الحسن بن شكر بن علي العيوني، حيث سميت هذه الحرب بيوم صفوى، وعُرفت تاريخياً بحرب القطيف، وأدّت إلى هزيمة الأخير وتشتيت قواته وخلعه من الحكم وتولي خصمه الأمير محمد بن أحمد العيوني إمارة الدولة العيونية، ووحد فيما بين قسميها المنفصلين - القطيف والأحساء - ثم دب الخلاف ثانيةً واغتيل بين صفوى والآجام عام 605 هـ على يد شيخ قبيلة بني عقيل، راشد بن عميرة العقيلي العامري، وألهبت الشاعر على بن المقرب العيوني (572 - 630 هـ) تلك التناحرات، صفوى تقع بالقرب من عاصمة المنطقة آنذاك – الزارة «في العوامية»، والتي حاصرها القرامطة وحرقوها وأبادوا زعماء عبد القيس فيها عام 283 هـ.



إنهاء معاناة 426 أسرة في بلدة الرويحة بالقطيف

سبق – الدمام: بعد اليوم لن تنام 426 أسرة تسكن بلدة الرويحة التابعة إدارياً لمدينة صفوى "محافظة القطيف"، في المنازل والأحواش، والصنادق الخاصة، إذ مهدت 4 قرارات أصدرها أمين المنطقة الشرقية مؤخراً، إنهاء معاناة تواصلت على مدى ثلاثة عقود.

المنطقة ذات الـ 28 عاماً، التي تضم مباني سكنية مأهولة، ومزودة بالخدمات العامة، إضافة إلى أحواش، قضت القرارات بمنح كل من له منزل في أي من هذه المخططات ممن تم حصرهم في البيانات المعدة من قبل اللجنة المشكلة من الأمانة، ومركز صفوى، وبلديتها، وبمشاركة عضو من أهل الخبرة في المنطقة التي حصرت أصحاب المنشآت من منازل وغيرها.


ابتسامات فرح بمحصول الطماطم منتصف الخمسينات


أمين المنطقة الشرقية وجّه بالإسراع في تطبيق المخططات على الطبيعة، وفتح الشوارع، وسفلتتها، وإزالة ما يتعارض معها من إحداثات، من دون تعويض، مع العناية في تطويرها وتنميتها وذلك بعد أن رفعت إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية بضرورة إنهاء العقبات كافة بموجب الأمر السامي.

والرويحة تشكل إضافة إلى أبو معن والدريدي والخترشية، حزاماً يطوق أم الساهك من جهة الغرب وصولاً إلى طريق أبو حدرية. حيث توجد بيوت في هذه البلدات مشيدة بطريقة غير نظامية. كما أنها تفتقر إلى الخدمات الأساسية، بسبب عشوائيتها، فضلاً عن وجودها في منطقة زراعية، إذ توجد فيها نحو 50 مزرعة.

عين داروش - صفوى 1957‏


معالم صفوى :
مدفن جاوان (ياوان) الأثري: وهو الامتداد الشمالي لمدينة صفوى وهو من المواقع التي تزخر بالآثار ولم تبق منه الا العين المسماة باسمه. وتكثر فيه الهضبات الصخرية ولذا فقد اتخذنه شركة ارامكو مقلعا للصخور لردم البحر أثناء عملية بناء مرفأ رأس تنورة فأطلق عليه "مقلع جاوان". وعثر فيه على مقبرة تتألف من طابقين مبنية من صخور الملح ومسيعة بالجص ولها ممر مسقوف على كل جانب منه عدد من الغرف تحتوي كل غرفة على قبر، وإلى جانبها عند المدخل قبور صغيرة يبدو أنها مخصصة للأطفال. وقد تم تسويره أخيرا للمحافظة عليه.

جـــاوان : بالجيم المفتوحة بعدها أَلف فواو فأَلِف فنون ، و " جونين " أو " جونان " هي نفس جاوان . ويقع جاوان شمال مدينة صفوى بنحو ستة كيلو متر ، بمحافظة القطيف ، بطرف سبخة متصلة بالساحل ، غرب رحيمة . ويكثر في الموقع الهضبات الصخرية . وبه عين ماء تدعى ( عين جاوان ) . ويقع على خط طول ً77. 58َ 49ُ شرقاً ، وخط عرض ً441 42َ 26ُ .



وقد ذكر " جونين " ياقوت الحموي ( 574 هـ – 626 هـ ) في كتابة ( معجم البلدان ) بقولة :
" جونان " وهي : قرية من نواحي البحرين قرب عين محلم ، دونها الكثيب الأحمر ، ومن أيام العرب يوم ظاهرة الجونين "
قال خراثة بن عمر العبسي :

أبي الرسم من جونين أن يتحولا وقد زاد حولاً بعد حول مكملا

لقد اتخذت شركة أرامكو السعودية من جاوان مقلعاً للصخور لكثرة الهضبات الصخرية والمرتفعات لدفن البحـر أثنـاء عملية بناء مرفأ رأس تنورة فأطلق على هذا الموضع ( مقلع جاوان ) وقد إزيلت بعض تلك المرتفعات لاعتراضها مكان العمل وكان موقع " عين جاوان " الكبير أحدا هذه المرتفعات المدفنيه ، وفي السادس والعشرين من جمادى الآخر 1371هـ / 22 مارس 1952 م عثر بطريق المصادفة على مقبرة ( ضريح ) قدَّر زمنه ( فيدال ) إلى سنة 100ميلادية تقريباً مع احتمال إرجاعه إلى النصف الثاني من القرن الأول أو النصف الأول من القرن الثاني الميلادي . وقد أشرف على التنقيب فيه الباحث ( فيدريكو شمد فيدال ) ، وقد قدم ( فيدال ) تقريراً لصاحب السمو الأمير / سعود بن عبد الله بن جلوي أمير المنطقة الشرقية آنئذاك في عام 1373 هـ / 1954 م عن النتائج الرئيسية لحفرية ضريح جاوان وقد شفع التقرير بالنفائس التي استخرجها ، ويقع التقرير في ثمان صفحات ووصف التقرير سير العمل في الكشف عن الضريح والآثار المكتشفة فيه وطريقة بناءه ، كما تطرق للنتائج التي نتجت عن التنقيب وفي نهاية التقرير أبدا توصياته .




قلعة صفوى 1940

عين داروش: ويُقال أن هذه العين سميت بإسم الملك (دارا يوس) ملك الفرس (521 – 485 قبل الميلاد) حيث نزل بصفوى وهي عين جوفية اشتهرت بعذوبة وقوة مائها الذي يتدفق منها بغزارة شديدة عبر سبعة أنهر ليسقي واحات ونخيل صفوى، وكانت تُسمى (عين الصفا) لصفاء مائها ومن إسمها أشتق الإسم الذي حملته المدينة (صفوى).


مدينة صفوى في لقطة تعود الى منتصف الاربعينيات

موقعها وحدودها:

مدينة صفوى تتبع محافظة القطيف في المنطقة الشرقية على ساحل الخليج العربي وعلى بعد ثلاثين كيلو متر إلى الشمال من مدينة الدمام وتبعد 14 كيلو متراً إلى الشمال من واحة القطيف، ويحدها من الشرق البحر ومن الغرب أم الساهك ومن الجنوب العوامية ومن الشمال رأس تنورة. وتقع صفوى على الخط السريع بين الظهران والجبيل ويمر منها طريقاً سريعاً لمرفأ راس تنورة، تبلغ مساحتها حوالي 336 هكتارا. وعدد سكانها يزيد عن 100,000 نسمة تتبعها إدارياً التجمعات السكانية في الأوجام وام الساهك، وحزم أم الساهك، واصفيرة، ورويحة والخترشية والدريدي وقرية المنار وأبو معن، جاوان


نضوب مجرى العيون

صفوى في الشعر واللغة :
وفي شعر بعض شعراء العصر الجاهلي إشاراتٌ عديدةٌ لماء الصفا، هذا النهر المحفوف بالأشجار والثمار، كما نجد إشارات عديدة لحصن الصفا، أيضا. يقول الشاعر امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي (130 - 80 قبل الهجرة):

فشبّهتهم في الآل لمـّا تحـمّلوا حدائق دوم أو سفـين مـقيرا
أو المكرعات من نخيل بن يامن دوين الصفا اللائي يلين المشقرا

ويقول الشاعر طرفة بن العبد بن سفيان البكري (86 -60 قبل الهجرة) في قصيدةٍ يهجو بها الشاعر عمرو بن هند:

خذوا حذركم أهل المشقر والصفا عبيد إسبذ والقرض يجزي عن القرض
ستصبحك الغلباء تغلب غارة هنالك لا ينجيك عرض من العـرض
وتلبس قوما بالمشقر والصفا شآبيب موت تسـتهل ولا تـفضي



ويقول الشاعر المخضرم لبيد بن ربيعة العامري (... -41 هجرية) واصفاً النخل الطويل:

سحق يمتعها الصفا وسـريه عم نواعـم بيـنـهن كـروم

ويقول أيضاً:

فرحن كأن الناديات على الصفا مزارعها والكارعات الحواملا

ويذكرها الشاعر الأموي جرير بن عطية الخطفي التميمي (28-110 هـ) فيقول:

ألا أبلغ بني حجر بن وهب بأن التمر حلو في الشتاء
فعودوا للنخيل فأبروها وعيثوا بالمشقر فالصفاء



وفي العهد الإسلامي، وتحديداً في أثناء زيارة وفد قبيلة عبدالقيس للنبي محمد في المدينة المنورة في السنة الهجرية السابعة، بزعامة المنذر بن العائذ المعروف بالأشج، وبرفقته خمسة وعشرون رجلاً، روى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، أن النبي رحّب به وألطفه، وسأله عن بلاده، وسمّى له قرية الصفا وقال: «اللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين، غير كارهين، غير خزايا ولا موتورين ...»، ثم قال «إن خير أهل المشرق عبد القيس...».



وقرية الصفا هذه في تقديرنا هي صفوى الحالية، إذ قال عن عينها ياقوت الحموي في معجم البلدان: «إنها نهر بالبحرين يتخلج من عين محلم». ويبدو أن قرية الصفا على هذا النهر، وعين محلم هذه هي عين الصفا المعروفة بعين داروش، إذ سمّيت بنهر عين محلم بن عبد الله زوج هجر بنت المكفف من العرب العاربة...

يقول الشاعر ميمون بن قيس الأعشى (... - 7 هـ):

ونحن غداة العين يوم فطيمة منعنا بني شيبان شرب محلم

ويقول لبيد بن ربيعة العامري، وهو يصف ظعناً، ويشبهها بنخيل كرعت في نهر محلم:

عصب كوارع في خليج محلم حملت فمنها موقر مكموم

ويقول الشاعر غياث بن غوث التغلبي، الملقب بالأخطل (19 - 90 هـ):

تسلسل فيها جدول من محلم إذا زعزعتها الريح كادت تميلها

وقال عنها محمد بن أحمد الأزهري (282 - 370 هـ) في كتابه تهذيب اللغة:



«ومُحلم عين فوارة بالبحرين، وما رأيت عيناً أكثر ماءً منها، وماؤها حار في منبعه، وإذا برد فهو ماء عذب». وقال: «وأرى محلماً اسم رجل نُسبت العين إليه، ولهذه العين إذا جرت في نهرها خلج كثيرة، تسقي نخيل جواثا وعسلج وقريات من قرى هجر».

لكن بعض المصادر تشير إلى أن عين داروش تُنسب لأحد ساكنيها من بني عبد القيس وهو محمد بن إبراهيم بن محمد بن درويش، يذكر أن لعبد القيس قرية في سكناهم السابق (تهامة) تُعرف بدارا.

والبحرين إقليم قديم يعني ثلاث مناطق هي: هجر والخط وأوال، وتقابلها حالياً الأحساء والقطيف ودولة البحرين، وربما غلب أحد الأسماء القديمة لإقليم البحرين على غيره لأسباب سياسية.

ومن خلال مطالعاتنا لأمهات الكتب التاريخية، نجد أن بني حفص (حفصة) من بطون عبد القيس نزلوا «صفوان» كما أورد ذلك علي بن الحسين المسعودي (... - 345 هـ) في كتابه التنبية والأشراف.

واعتبرها أحمد بن محمد الهمذاني (000 - 365 هـ) المعروف ببن الفقيه في كتابه «البلدان»، اعتبرها قصبة هجر.


مدرسة الدمام الإبتدائية منتصف الخمسينات


وعُرف في العصر الجاهلي يوم العين (عين محلم) وهو من الوقعات الحربية لقبيلة تميم في الجاهلية بالمنطقة، كما عُرف يوم ظاهرة الجونين (الجونان) وهو من أيام العرب المشهورة في إقليم البحرين، ويعتقد أن تسمية الجونين (الجونان) حُرّفت إلى كلمة جاوان التاريخية الواقعة خلف الكثيب الأحمر شمالي صفوى.

وقد ذكر منطقة الجونين ياقوت بن عبد الله الحموي (574 - 626 هـ) في كتابه (معجم البلدان) بقوله: «جونان» وهي: قرية من نواحي البحرين قرب عين محلم، دون الكثيب الأحمر، ومن أيام العرب يوم ظاهرة الجونين.

قال خراثة بن عمر العبسي:

أبى الرسم من جونين أن يتحولا وقد زاد حولاً بعد حول مكملا

ويقول محمد بن مكرم بن منظور الأنصاري (630 - 711 هـ) في كتابه «لسان العرب»: الجونان: هما معاوية وحسان بن الجون الكنديان، وإياهما عنى الشاعر جرير بن عطية الخطفي:

ألم تشهد الجونين والشعب والغضى وشدات قيس يوم دير الجماجم ؟


مثال لـ شبكات المشاريع الجديدة


وفي العصر العباسي نجد مدينة صفوى قد برزت في عام 579 هـ في الحرب العيونية بين أمير الدولة العيونية - السابق - محمد بن أحمد بن محمد بن الفضل العيوني، وبين الأمير العيوني المستقل بالقطيف الحسن بن شكر بن علي العيوني، حيث سميت هذه الحرب بيوم صفوى، وعُرفت تاريخياً بحرب القطيف، وأدّت إلى هزيمة الأخير وتشتيت قواته وخلعه من الحكم وتولي خصمه الأمير محمد بن أحمد العيوني إمارة الدولة العيونية، ووحد فيما بين قسميها المنفصلين - القطيف والأحساء - ثم دب الخلاف ثانيةً واغتيل بين صفوى والآجام عام 605 هـ على يد شيخ قبيلة بني عقيل، راشد بن عميرة العقيلي العامري، وألهبت الشاعر على بن المقرب العيوني (572 - 630 هـ) تلك التناحرات، فورد في شعره ذكر صفواء (صفوى) كما في نونيته:

والخط من صفواء حازوها فما أبقوا بها شبراً إلى الظهران

ويقول في موضع آخر:

نـزلوا على صفواء صبحاً وابتنوا فيها القباب وأيقنوا بأمان

ويذكر «حصن الصفا» بقوله:

وما ضرني مع قربه أن منـزلي وقومي بأكناف المشقر والصفا


محمد أحمد بوفيرسان متصفحاً الجريدة في مكتبة الظهران مطلع الخمسينات


بيد أن صفوى شهدت كغيرها من مدن القطيف حركة هجرات واسعة من الأحساء والساحل الإيراني والبحري وعمان وجنوبي العراق ونجد وحائل، وإليها، لأسباب اقتصادية وسياسية ومذهبية واجتماعية لاسيما أن صفوى تقع بالقرب من عاصمة المنطقة آنذاك – الزارة «في العوامية»، والتي حاصرها القرامطة وحرقوها وأبادوا زعماء عبد القيس فيها عام 283 هـ.

والذي يهمنا هو أن مدينة صفوى قديمة، قدم تاريخ منطقة الخليج نفسها، مرت عليها الحقب السياسية ذاتها، وشاطرت المنطقة الهموم والتحديات، وتوزعت فيها القبائل عينها التي سكنت واستوطنت وهاجرت من المنطقة وإليها، وليس بمقدور أي باحث في تاريخ المنطقة القديم أن يفصل تاريخ مدينة عن سواها في إقليم البحرين إذ الظروف متشابهة والحوادث متداخلة.

ويعتقد ا لسكان المعاصرون أن مدينة صفوى – في الحقبة الأخيرة كانت قرية بحرية، إذا كانت المرحلة السكانية المعاصرة تسكن أرض الجبل الشرقي، بين البحر وواحة النخيل، ثم تحول أهلها إلى فلاحين، فأصبحت قرية زراعية، ثم انتقلت إلى الداخل لتقترب من سكان البادية الذين كانوا يستوطنون غربي صفوى في منطقة الضلع (الحزم).

جانب من اسواق الأسماك



ووقعت صفوى – كما مدن المنطقة الأخرى – ضمن الاحتلال البرتغالي مابين عامي (927 – 958 هـ) حيث شيد البرتغاليون قلاعاً وحصوناً، من ضمنها بناء سور لصفوى سنة 951 هـ، ثم سيطر على المنطقة العثمانيون بعد معركة بحرية دك خلالها البرتغاليون قلاع منطقة القطيف عبر قائد حملة الجيش البرتغالي «أنطونيو نورنها» مابين عامي (957 هـ و 958 هـ)، واستطاع القائد العسكري التركي «بربك» السيطرة على القطيف بعد أن اصطدم البرتغاليون بالقرصان البحري المشهور «فراسر» قبيل سواحل القطيف وبتخطيط تركي، حيث انهزم البرتغاليون وغادروا المنطقة، وأعاد العثمانيون بناء سور صفوى بعد تدميره بمساعدة الأهالي سنة 958 هـ، ثم أعيد بناءه للمرة الأخيرة سنة 1324 هـ، إثر وقعة المليح ووقعة أبي شميلة ووقعة أبي الجيش، بعد غزو القبائل البدوية المجاورة للمنطقة، ووقعة صفوى سنة 1322 هـ بين أهالي صفوى وسكان البادية، وسرعان ما شيدت المدينة داخل هذا السور ووضع له برجان للمراقبة هما: برج العين وبرج البحر، وجهزت له بوابات (دراويز) للحراسة هي: دروازة البحر، ودروازة الديرة، ودروازة منصور بن صالح بن جمعة الأنصار العبدي، ودروازة الصفافير.


عدد من موظفي أرامكو مطلع الخمسينات


ويطلق على المساكن داخل السور «الديرة» وهي تحوي مجموعة من الحارات وبلغ عدد المنازل في سنوات البناء الأخيرة مابين 350 وَ 450 بيتاً، وتوفرت في داخل الديرة مربعات، وهي على أنواع: إما خاصة بعشيرة صاحبها أو هي لتلقي العلم أو هي صالات للاجتماعات العامة. ويوجد في الديرة سوق عام هي سوق الخنيزية، ومسجد جامع هو المسجد الكبير (مسجد الخنيزية) المعروف بمسجد الشيخ راشد ثم مسجد الإمام علي.

كما تميزت الديرة بوجود «سوابيط» وهي ممرات مسقوفة مابين المنازل وأشهر سوابيطها «ساباط الظلمي»، وبعد ذلك تلاشى هذا السور بزوال أسباب بنائه، وحدثت سنة القص سنة 1396 هـ وأزيل الحي القديم (الديرة) في جمادى الأولى 1410 هـ، وانفتحت المدينة لتتسع من كل النواحي بشكل كبير، وهي آخذة في هذا الاتساع بفضل الأحياء السكنية التي خططتها شركة أرامكو، وتبدو مدينة صفوى أكبر حجماً وأكثر اتساعاً من مثيلاتها بمحافظة القطيف.

وصفوى اليوم مركز إداري تابع لمحافظة القطيف، وتتبعها إدارياً التجمعات السكانية في الأوجام وأم الساهك، وحزم أم الساهك، واصفيرة، ورويحة والخترشية والدريدي وقرية المنار وأبو معن، كما تتبعها جاوان والتي شهدت أول تنقيب حديث للآثار في شبه الجزيرة العربية سنة 1364 هـ، إذ اكتشفت فيها مدافن أثرية تعود للعصر الروماني، أي قبل حوالي ألفي عام.

كما تتبع صفوى مواضع: أبي شميلة والرخيمات والعباء والصبيغاوي والشغب والمقيطع وشاهين وسعادة، وسبخة صفوى وسبخة الرياس والمِسيَح وأبي المليص وضمين ودمنة عمار وشط المزار وجزيرة الصفوانية والقرم.

كما تتوفر في صفوى المؤسسات والإدارات الحكومية والخدمات الأساسية والمرافق العامة والمؤسسات التعليمية والصحية وانتشرت فيها الحركة التجارية، ويعمل أهلها في مختلف الأنشطة الخاصة والعامة، كالصناعة والتعدين والخدمات المصرفية والتعليم والصحة والتمريض، وقطاعات النفط والغاز والتخطيط والتنمية، والمقاولات العامة. وتضم هذه المدينة واحداً من أكثر الأحياء السكنية تنظيماً في المنطقة الشرقية وهو حي الزهراء (العروبة) الذي استوعب أكثر من 1200 وحدة سكنية.