يجمع المؤرخون أن بئر زمزم كانت سبباً في عمران مكة بعد طول جدب، خاصةً بعد أن رُفعت القواعد من البيت، ونبعت زمزم في أقدس البقاع على بعد نحو 20 متراً من بيت الله الحرام. زمزم، ومعناها جمعُ الشيء وردُّ أطراف ما انتشر منه، حيث "كانت السّيدة هاجر تزمزم الماء كي لا يتفرق"، أو هو من قولها للماء "زمي زمي" أي كفى او يكفي، ولزمزم أسماء عدة؛ منها حفيرة عبدالمطلب، لأنه أعاد حفرها بعد حين من طمرها، وكانت تفجرت بادئ الأمر تحت النبي إسماعيل وهو رضيع.

IMG_4743.jpg

ومن بعد الإسلام، أكسبتها عددٌ من الأحاديث النبوية أهمية خاصة، رغم أنها لا تدخل في مناسك الحج والعمرة. وكانت زمزم في سالف الزمان مجرد بئر محاطة بسور من الحجارة حتى عصر أبو جعفر المنصور الذي شاد قبة فوقها ورصفها بالرخام.

وفي عهد السلاطين المماليك، وخاصة قايتباي تم إصلاح بئرها وتجديد رخامها، وكذا الحال في عهد العثمانيين فقد عمد السلطان عبدالحميد الثاني إلى إقامة أكبر عمارة على قبة زمزم. أما في العهد الحديث، فأُعيد بناء زمزم مجدداً بعيداً عن موقعها الأصلي، لأن مبناها القديم كان يعوق الطواف.

ويعد مشروع الملك عبدالله لسقيا زمزم واحداً من أضخم مشروعات خدمة الحرمين الشريفين، حيث بلغت كلفته 700 مليون ريال، ويهدف إلى تعبئة المياه وضمان نقائها ونقلها وتخزينها. وفي كل توسعة للحرم، كانت بئر زمزم تُشمل بالتحديث والتجديد والتزيين لتظل على مرِّ الأزمان شاهدةً على التاريخ وهبةً إلهية لنبي من أنبيائه وذريته من بعده.

المصدر : العربية نت - دبي - خالد عويس