الرياض - واس : احتفل فريق الأمم المتحدة القُطري بالمملكة العربية السعودية بالتعاون مع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بمناسبة اليوم العالمي للمرأة لعام 2016 الذي يوافق 8 مارس من كل عام، حيث طرحت أوراق للنقاش تحت عنوان "دور المرأة السعودية في تعزيز التلاحم الإجتماعي والوطني"، بحضور عدد من سفراء الدول وعضو مجلس الشورى الدكتورة ثريا عبيد وجمع من الكتاب والمثقفين وذلك بمقر مكتب الأمم المتحدة بحي السفارات.



واستهل اللقاء بمشاهدة الحضور للفيلم القصير (القاتل الصامت) من إنتاج مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني تمحور حول أهمية الوحدة الوطنية ومكافحة التطرف والطائفية، ثم الفيلم القصير (المدرسة) فكرة الشاب عبد الله القحطاني الفائز بجائزة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ودعا إلى دور المرأة السعودية في أسرتها وتأثيرها على نشأة أجيال تتبنى مفهوم التسامح مع الآخر.

بعد ذلك ألقت مديرة القسم النسائي في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني آمال المعلمي كلمة عبرت عن التقدير للمكتب القٌطري للأمم المتحدة في المملكة العربية السعودية و شكرت تعاونهم لإقامة هذه الإحتفالية التي تجسد مفهوم التبادل الثقافي والحضاري بين المملكة العربية السعودية و المجتمع الدولي.

ثم انطلقت الجلسة الأولى بعنوان "دور المرأة السعودية في تعزيز التلاحم الاجتماعي والوطني" حيث تطرقت الكاتبة والصحفية أميمة الخميس إلى تطور دور المرأة في تعزيز التلاحم الاجتماعي، ثم استعرضت الكاتبة وعضو مجلس إدارة جمعية الثقافة كوثر الأربش "رسالة تسامح" تجربتها الشخصية في إرسال رسائل السلام والتسامح بعد وفاة ابنها في التفجير الأرهابي في مسجد بالدمام العام الماضي، ثم عرضت من جامعة القريات في الجوف الدكتورة ميسون العنزي عن "قصة نجاح من منطقة الشمال، وعددت شخصيات أدبية نسائية بارزة كان لهن دور اجتماعي مهم لصناعة وتخريج أجيال مثقفة، واختتم الجلسة الكاتب والإعلامي والعضو السابق في مجلس الشورى حمد القاضي بحديثه عن "الماضي والمستقبل: مسيرة المرأة السعودية في تعزيز التلاحم الإجتماعي" مشيرا إلى دور المرأة السعودية في مسيرة التوحيد مع المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله.



فيما واصلت جلسة النقاش الثانية تحت عنوان "دور المرأة السعودية في نشأة أجيال تتبنى مفهوم التلاحم الإجتماعي" حيث تحدث منتج فيلم "المدرسة" عبد الله القحطاني عن تجربته، ثم سلطت فاطمة الحسين من مكتبة الملك عبد العزيز العامة في الرياض الضوء على دور قصص الأطفال و التربية الثقافية في تعزيز مفهوم التلاحم الإجتماعي، مستعرضة أخطاء بعض القصص ودورها في زرع القيم الخاطئة على الطفل، مؤكدة على الأمهات والمدارس بأهمية انتقاء القصص التي لها رسالة سامية وليس الأرخص سعرا، داعية الكتاب والرسامين إلى ضرورة تناول قضايا اجتماعية بطريقة إيجابية لتترك الأثر البالغ في عقل الطفل وبالتالي ستنعكس على حياته ومستقبله، تخلله شرح لفكرة "الصدقة الثقافية" و"نادي الطفل" في مكتبة الملك عبد العزيز العامة.

ثم تحدثت مدرب التنمية البشرية المدير المكلف للشبكة السعودية لحاضنات الأعمال الجوهرة الغصون عن مبادرة من الأبناء إلى الوالدين "قصة نجاح أعينوني على رضاكم" موجهة دعوة إلى الحب ثم التسامح ثم العطاء مستعرضة فيلماً عن المبادرة.

بعدها لفتت الباحثة رئيسة لجنة المدارس الأهلية في جدة فريدة فارسي الانتباه عن "قصص من التاريخ لمسيرة المرأة في مكة المكرمة ودورها في تعزيز التلاحم الاجتماعي" مركزة على دور المرأة المكيّة في خدمة زوار بيت الله وخاصة أوقات الحج، مستعرضة بعض أسماء لسيدات صاحبات أوقاف لأعمال خيرية اللاتي كان لهن دور في التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

واختتم اللقاء بكلمة المنسق المقيم للأمم المتحدة و الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الدكتور أشوك نيغام أشار فيها إلى الأيديولوجيات التي تغذي التعصب والإرهاب والكراهية والتطرف والطائفية والعنف تهديدا المجتمعاتنا وإلى الشعور بالأمن والتعايش السلمي والقيم التي ينادي بها الإسلام و منظمة الأمم المتحدة، وقال أن المملكة العربية السعودية تعمل من أجل رفاه شعبها والحفاظ على السلام والحدمن الفوارق من أجل تحقيق التقدم والازدهار للجميع ومع ذلك، يبقى السؤال: كيف يمكننا تشجيع مزيد من التلاحم الفكري و الاجتماعي في مجتمعاتنا؟ وتأتي الإجابة في التعاليم الإسلامية التي تؤكد على بناء السلام في المجتمعات و توطيد العلاقات الأسرية والاجتماعية بين الناس، و يأتي دور المرأة في صلب بناء الانسجام والتلاحم الاجتماعي خصوصا في تثقيف الجيل القادم من الأطفال و غرس القيم في المجتمع، حيث يلعب التعليم دورا مهماً في دعم التماسك الاجتماعي وهو العنصر الأساسي في بناء مجتمعات مستدامة وسلمية.

وحيا المملكة العربية السعودية على وجود نسبة عالية من النساء في التعليم محافظة على مكانتها في مؤشر التنمية البشرية لعام 2015 حيث أتت في المرتبة 39 في قائمة التنمية البشرية المرتفعة جدا.