قال المعري في اللزوميات متحدثًا عن عقول الناس :



كأنّ عقُولَ القْومِ واللهُ شاهدٌ
جُمِعْنَ لهم من نافراتٍ أوارِكِ

يَميلونَ للدّنيا على سطواتِها
وما نَشْرَتْ من شرّها المتدارِكِ

وما هيَ إلـا قِسمَةٌ بَينَ أهلِها
لكلّهمُ فيها نَصيبُ مُشارِكِ

أقامتْ سليمانَ الذي شاعَ مُلكُهُ
يُراقِبُ أطهارَ النّساءِ العَوارِكِ

إذا بَعَثَتْ منها إلى الـأرضِ نائِلـًا
وإنْ قَلّ ألفتهُ له غيَرَ تارِكِ

وكم أرسَلَتْ من طارقٍ ومُلِمّةٍ
أبانَتْ لها الرّكبانَ فوقَ المَوارِكِ

وأركَدَ فيها تحتَ عبْءٍ لوَ انّهُ
على العِيسِ ما فَرّتْ بهِ في المَبارِكِ

تَبارَكَتْ يا ربّ العُلـا أنتَ صُغتَها
فلَيتَكَ في أرْزائِها لم تُباركِ

أُعانقُها عندَ الوَداعِ تَشَبّثًا
وأيُّ وَداعٍ بَينَ قالٍ وفارِكِ