بســم الله الـرحمــن الرحيــم

لاحظت في الفترة الأخيرة كثرة بروز المسلسلات التركية على شاشات التلفاز بشكل يكاد يقول أن المسلسلات العربية من الخليج إلى المحيط قد أصابها الكساد, فلم يتوقف الأمر عند ما نجده مخالف في القنوات الخليجية من تبرج وسفور واختلاط تتعامل معه أحداث المسلسلات كنوع من المسلّم به بل تعامله على انه واقع حضاري لا يشذ عن طبيعة البشر , ولكن نجد إن مجموعة ال MBC الإعلامية تبحث عن مجتمع يتعدى هذه الحدود إلى ما هو أكثر من ذلك , فكان لابد من تقديم نموذج جديد لا يمكن أن يقال عنه أن جاء من الغرب ولا يمكن أن يقال عنه أنه جاء من بلد غير مسلم , وكان لابد لهذا النموذج أن يمهد المجتمع المسلم لقبول بعض الأمور التي لن يقبلها أبداً لو أنها قدمت في قالب ( خليجي ) محافظ نوع ما , وللتوضيح أقدم لكم مثال بسيط : تخيلوا معي فتاة ( خليجية ) تحمل سفاحاً من ( حبيبها ) ثم تتخاصم معه وتصادق ( حبيب ) غيره ولكن في النهاية ينهزم هذا الجديد ليعود القديم ( ليتزوج ) بها ثم يوضع كل هذا في قالب درامي ينسى معه المشاهد أن كبيرة الزنا قد وقعت ويشتاق لمتابعة هل سيقتل أحد الحبيبين الأخر أم لا, أنا متأكد أنه لا يوجد مخرج خليجي واحد مستعد في الوقت الحالي لتبني فكرة مسلسل مثل هذا لعلم الجميع أن جريمة الزنا ستكون هي الشغل الشاغل في المسلسل والفضيحة والعار هي ما ستدور عليه أحداث أي مسلسل خليجي مشابه نظراً لأن المجتمع الخليجي على الرغم من تبنى البعض الأسلوب الغربي في حياته إلا أنه لا يزال يستنكر مثل هذه الأحداث التي جاءت في مسلسل لميس التركية.
سؤالي هنا لمن شاهد هذا المسلسل التركي : هل خلال أحداث المسلسل سمعتم أي من هذه الكلمات التالية : زنا سفاح حرام عيب جريمة عار , لا أظن !

بل للأسف أصبحت لميس عطر يباع في الأسواق , فهل أصبحن نسائنا و بناتنا يتعطرن بعطر الزناة كما لو أن الزنا والحمل السفاح أصبح ( بطولة ) , وهل أصبحت أحداث المسلسل تتجاهل هذه الجريمة لتجعل الحب والتضحية والغرام هو الشغل الشاغل لنساء المسلمين في شهر رمضان الكريم؟
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو : ما هو هدف هذه القناة التي تبنتها أمريكا لتكون منبرها ألأعلامي في الشرق الأوسط من عرض مثل هذه المسلسلات التي يعلم القائمون عليها علم اليقين أن مثل هذه الأفعال غير مقبولة بيننا ؟
طبعاً الجواب لن نجده لدى القائمون على القنوات , بل نجده لدى الممولون وأصحاب الأجندة في المنطقة, فالنموذج التركي أصبح هو ما تحاول الإدارة الأمريكية الترويج له في المنطقة , فتركيا تجمع عدة أشياء تجعل منها بضاعة قابلة للتسويق بين دول المنطقة عامة والخليجية خاصة, فهي الدولة : 1- أسلامية 2- ديمقراطية 3- علمانية , فهي أسلامية بشعبها المسلم ( المغلوب على أمره ) بسبب سطوة العسكر, وديمقراطية بسبب وجود وتعدد الأحزاب السياسية , وهو تعدد أجده أقرب إلى الكذب منه إلى الصدق حيث أنه كلما أوشك حزب إسلامي أن يصل إلى مراكز قوية ومتقدمة داخل البرلمان التركي يقوم العسكر بالتدخل وحل الحزب بدعوى حماية العلمانية ( والعالم الغربي ) ينظر بسكوت لئيم دون اعتراض أو بكاء على الديمقراطية المنتهكة في عقر بلد أوروبا الديمقراطية بل وداخل بلد يسعى إلى الانضمام إلى دول الإتحاد الأوروبي , وعلمانيتها هي لب ما تسعى ألي توطينه الأجندة الغربية , لأنه بالعلمانية سينسلخ المسلم عن دينه ليستلم للقوانين الوضعية والدساتير التي ستعدل عليها الحكومات المنتخبة والمتعاقبة ويصبح التشريع الديني في خبر كان.

ومن مظاهر التبجيل بهذا النموذج التركي ما خرجت به بعض التصريحات للبعض ومنهم على سبيل المثال : حسن أبو نعمه السفير الأردني السابق للأمم المتحدة على هذا الرابط :
http://www.alghad.jo/index.php?article=7125

عقدت في الفترة من 22- 23 مارس 2004 بالقاهرة ندوة مغلقة تحت عنوان "الشرق الأوسط بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.. رؤى مصرية وتركية"، نظمها مركز البحوث والدراسات السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة مع مركز الدراسات الإستراتيجية بوزارة الخارجية التركية، وشارك فيها حشد كبير من الدبلوماسيين والباحثين والخبراء المصريين والأتراك لبحث العلاقات المصرية التركية وأثرها على أوضاع الشرق الأوسط، ورؤية كل طرف لفكرة "الشرق الوسط الكبير" الذي تسعى واشنطن لفرضها على المنطقة العربية.
ترويج للنموذج التركي
وقد شهدت جلسات الندوة مناقشات مطولة حول مسألة ترشيح أمريكا لتركيا كنموذج علماني للتطبيق في منطقة الشرق الأوسط الكبير، وأبدى الجانب التركي -من خلال كلمات بعض الضيوف- انطباعات بأنهم مع الفكرة الأمريكية للتغيير والترويج لها؛ باعتبار أن نموذجهم يستجيب للفكرة الديمقراطية، ويعد تجربة مثالية للديمقراطية تفصل بينها وبين الدين، وأيدوا التغيير والإصلاح في العالم العربي، مشددين على أن النموذج التركي ليس كما هو مفهوم في العالم العربي "لاديني" وأن العلمانية التركية يفهمها الآخرون خطأ، ولكنها نموذج ديمقراطي، وهم مسلمون مع الإصلاح، ويعتبرون الدين في القلب والعلاقة مع الله، وما عدا ذلك "إسلام سياسي" يجب تحجيم دوره.
وظهر من كلمات الطرفين أن هناك فجوة بين فهم كل طرف للنموذج الديمقراطي العلماني المطلوب تطبيقه أمريكيا في المنطقة، وفجوة أخرى في تصور كل طرف لدور الطرف الآخر فيما يخص التنسيق بينهما إقليميا؛ حيث اهتم الجانب التركي -كما أشار السفير مورات بيلهان- بالتركيز على الفصل بين الجوانب الدينية البحتة المتمثلة في العلاقة بين المسلم وربه، والجوانب السياسية المتصلة بالحكم، وقال: إن تركيا لا تسعي لتقديم نفسها كنموذج للمنطقة، ولكن أمريكا هي التي تسعى لتقديمهم كنموذج، وإن نموذجهم ليس دينيا بما فيه نموذج حكومة حزب العدالة الحالية التي أكدوا أنها ليست إسلامية، وفوزها لا يعني -كما تصور البعض- أن هناك إحياء إسلاميا في تركيا، ولكنها -كما قالوا- تسير وفق النموذج العلماني التركي، معتبرين أن مسائل مثل الحجاب واللغة العربية وغيرها لا علاقة لها بالدين، ولكنها ضمن الإسلام السياسي.
وعلى العكس كان التصور المصري يربط بين الدين والدولة، ويركز على الأبعاد الثقافية المتضاربة بين التصور العربي والإسلامي للديمقراطية، والتصور التركي الذي يعتبر مسألة مثل الحجاب ليست حرية شخصية ديمقراطية، ولكنها مسألة إسلام سياسي.
حيث صنف الأكاديميون المصريون النظام التركي على أنه نظام علماني ديمقراطي، ولكن ذو صبغة عسكرية، وقالوا: إن تركيا تواجه 3 أزمات، تتمثل في: أزمة الهوية، أزمة الاستقطاب العلماني/الإسلامي، أزمة عدم الاستقرار السياسي.
أما النظام المصري فهو -تبعا للدستور- يندرج تحت دولة إسلامية، وهو نظام نصف ديمقراطي؛ حيث لا يتواجد مبدأ تدويل السلطة.
وبينما استطاعت العلمانية التركية التأثير على الإسلاميين التركيين استطاع النظام المصري أن يمنع التيار الإسلامي المعتدل من الحصول على الشرعية، خاصة بعد تصفيته للجماعات الإسلامية بالقوة، إلا أنه لا يمكن إغفال الفوارق بين طبيعة الحزب الإسلامي في تركيا (حزب العدالة والتنمية) والإخوان المسلمين بمصر، الذين لا يزالون يلعبون دور المعارض دون التمتع بصلاحيات الشرعية.
كذلك طرح الجانب المصري -كما أوضحت د.نادية مصطفي ود.كمال المنوفي- مخاوف مثقفين مصريين من أن تمثل تركيا خطرا على العرب، وأنها تلعب دورا لصالح الغرب ضد العالم العربي، ودورا آخر معاديا للعرب من خلال التعاون العسكري مع إسرائيل، خاصة أن تركيا تعتبر العلاقات مع العرب "أداة" وليست "هدفا" في علاقاتها الكبرى مع الغرب.
وكانت هناك علامات استفهام من جانب عدد كبير من الأكاديميين المصريين حول طبيعة العلاقات التركية مع إسرائيل، وتحفظات -كما قال د.سمعان بطرس- على النظرة التركية غير المكتملة للإرهاب التي تستبعد الإرهاب الأمريكي والإرهاب الإسرائيلي، كما حدث مع قتل الشيخ أحمد ياسين.
المصدر :
http://www.islamonline.net/arabic/po...rticle18.shtml

في النهاية عندي سؤال بسيط : لو أن لميس في السعودية فما هو حكم الله فيها ؟

الجواب أتوقع أن يكون : لميس في تركيا تحميها الديمقراطية والعلمانية بعيداً عنك.

عندها أقول لا بارك الله في لميس ولا بارك فيمن جاء بها إلى هنا في عقر دارنا وحسبنا الله ونعم الوكيل.

سويد أسمر.