[poem=font="Mudir MT,6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
لما دنوت انهالت الأشواق = وهفا إليك الواله المشتاقُ
لك غُرة كالشمس في ريعانها = في كل ناحية لها إشراقُ
لك طلعة فيها الحياة بهية = ترنو إلى قسماتها الأحداقُ
لك في حياة المسلمين مآثرٌ = طابت وطاب لهم بهنَّ مذاقُ
أرويتهم من وحي ربك كوثرًا = لله هذا الكوثر الدفاقُ
ومنحتهم نورًا يُضيءُ قلوبهم .. وقلوبهم من قبل ذاك محاق
ووهبتهم عظة تبدل غيهم ..رشدًا ويسطع نجمها الألاقُ
والدين للأدواء طب بارع = والدين إن غلب الهوى ترياق
فاعد "لتسعدنا" زيارتك التي = تربو بها الحسنات والأخلاقُ
رمضان أرشدنا .. وعظنا نتعظ = إن القلوب بما وعظت رقاقُ
فالآي تُتلى والمرتل خاشعٍ = والزور يدفعهم إليك لحاقُ
والليل تملؤه العبادة والتقى = وتزينه الدعوات والإشفاقُ
والصوم طُهرٌ للنفوس وعفة = والصائمون إلى الهدى سباقُ
والروحُ والريحان موعد أهله = وجزاؤهم يوم اللقاء وفاقُ
والساهرون الذاكرون الراكعون = الساجدون .. لربهم عُشاقُ
وبيوت ربك بالتقى معمورة = ولصفوة المتهجدين رواقُ
ولقد ينادي القدس بعض رجاله = فهل استجاب رجاله وأفاقوا ؟
يا قدس .. هل لك من نصيرٍ منقذٍ = يرعى الحمى إلا الفتى العملاقُ
جنديك المجهول يطلب ثأره = والثأر عرقٌ نابضٌ خفَّاقُ
ستعود "إن شاء المهيمن" ظافرًا = وسترتوي بأذانك الآفاقُ
وسيكتوي بالغيظ كل مكابرٍ = لم يُؤوه عهدٌ ولا ميثاقُ
ورث الغواية خالفًا عن سالفٍ = فنمت على آثارها الأعراقُ
رباه أمطرنا سحائب رحمةٍ = فلنا من العلم الضعيف وثاقُ
قصرت خُطانا واستبد بنا الهوى = واغرورقت بدموعنا الآفاقُ
ولنا إليك "على يقين" رجعة = ولنا إلى يوم الجزاء مساقُ
أما من العمل الكريم فإنني = خلوّ وكل صحيفتي إملاقُ
لي في المعاصي خطة ميسورة = ويحوطني من فعلهنَّ نطاقُ
يا أيها الضيف الملم بساحنا = لك في مجال المصلحين سباقُ
يهديك شاعرك الوفي قصيدةً = تزهو بضوء سطورها الأوراقُ[/poem]

شعر: محمد السيد الداوودي