تقرير أعدته الأمم المتحدة يحذر من التوسع المدني المتزايد على سواحل ثمانية بلدان خليجية كأمر يهدد النظام البيئي البحري، واكد التقرير عن المسألة البيئية كأمر ضعيف أصلا في الشرق الأوسط، وأوصى بالتحرك السريع لمواجهة هذا الوضع. البلدان المعنية في هذا التقرير هي : البحرين، الكويت، العراق، إيران، قطر، عمان، الإمارات، والسعودية.

2232011-053847AM-1.jpg

يؤكد التقرير الذي أعده معهد المياه والبيئة والصحة في جامعة الأمم المتحدة أن التطور العمراني على سواحل البلدان الخليجية الأكثر غنى تمدد بشكل كبير وسريع إلى درجة أنه لم يتوفر الوقت اللازم لوضع بنى تنظيمية وتقنية لتأطير توسعه السريع جدا.



والتقرير يوضح أن التوسع المدني يؤدي إلى خسائر كبيرة وتدهور هائل في البيئات الطبيعية مشيرا إلى أن 70% من الشعاب المرجانية التي تمتد على مساحة 3800 كيلومتر مربع مندثرة أما ما تبقى فهو مهدد وأن الشعاب المرجانية الموجودة قد تندثر بأكملها خلال السنوات العشر المقبلة في حال عدم اتخاذ إجراءات صارمة.



وقال معدو التقرير إن هذه الاعتداءات البيئية تزيد من خطورة التلوث والمشاكل الصحية وتؤدي إلى خسارة دائمة في المناطق التي تنمو فيها الأصداف ومختلف أنواع الأسماك الأساسية للصيد التجاري.



وأضاف التقرير أن التوسع المدني المتزايد على السواحل في الخليج يمكن أن يكون أكثر ضررا على البيئة نتيجة جغرافيا المنطقة المغلقة ويقدم ظروفا مثالية لتراكم الملوثات في مياه البحار حيث تصب كميات هائلة من النفايات الصناعية والزراعية والمنزلية.



وأشار إلى وجود تركز كبير للتجهيزات النفطية وناقلات النفط، الأمر الذي يجعل مياه الخليج دائمة التلوث بالنفط وبمستويات مرتفعة.



وتعد الضغوط الممارسة على النظام البيئي الساحلي أكثر حدة في البلدان مثل البحرين والكويت وقطر والإمارات حيث يعيش جميع السكان تقريبا في منطقة تمتد 50 كيلومترا على طول الساحل.



ويشمل التوسع المدني في بعض هذه البلدان أكثر من 40% من شاطئها البحري حسب ما اكده التقرير. وأشار إلى أنه بين 1999 و2010 تضاعف مرتين طول الساحل القطري ليتحول من 563 كيلومترا إلى 1239 كيلومترا وذلك نتيجة ردم البحر.



وقد قامت البحرين بزيادة مساحة أراضيها 91 كيلومترا مربعا أو بنسبة 11% من المساحة الكاملة وقد ردمت البحر لبناء مناطق صناعية وتوفير مساحات للترفيه وأخرى للسكن.



أما الإمارات العربية المتحدة فقد أضافت 439 كيلومترا إلى ساحلها و120 كيلومترا مربعا على مساحة أراضيها وذلك من خلال بناء أربع جزر ساحلية ضخمة هي جبل علي وجميرا وديرة وجزر العالم.

وبحسب ما يقوله معدو التقرير فإن سكان السواحل في الخليج يواجهون تهديدا يتعلق خصوصا بارتفاع مستوى مياه المحيطات الناجم عن الاحترار المناخي.

309.jpg

يُذكر ان المعهد العالمي للمياه والبيئة والصحة (GIWEH) قد اعلن عن فوز الباحثة السعودية بمعهد بحوث الفضاء في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية سمو الأميرة الدكتورة مشاعل بنت محمد بن سعود بن عبدالرحمن بجائزة الأمم المتحدة في مجال المياه لتكون أول جائزة علمية تمنحها الأمم المتحدة لعالم عربي.



وتم تقديم هذه الجائزة خلال الندوة العالمية بعنوان ( التنمية المستدامة في إدارة واستخدام مصادر المياه- النماذج الريادية من أجل التغير الايجابي) التي يقيمها المعهد في مكتب الأمم المتحدة بالعاصمة السويسرية جنيف خلال الفترة 22 مارس 2011م، حيث تحل الدكتورة مشاعل بنت محمد ضيف شرف على المعهد، بمناسبة الذكرى الرابعة للمعهد واليوم العالمي للمياه بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية مثل مؤسسة التركيز على الأرض، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحوث (UNITR)، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوربا (UNECE) ومنظمة الأرصاد العالمية (WMO)، والاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (IUNN)، وعدد من الجامعات مثل جامعت جنيف، جامعة نوشاتل، جامعة بيرن وغيرها.