كشف مسؤول رفيع أن المسوحات الأثرية التي أجرتها الهيئة العامة للسياحة والآثار في موقع سوق عكاظ، خلصت إلى أن الموقع غني بالمعالم التاريخية والأثرية التي تعود إلى العصور الإسلامية المبكرة، وتمثلت في النصوص الكتابية المنقوشة والمنشآت المعمارية والتلول الأثرية، فضلاً عن الرسوم الصخرية والمعالم المعمارية التي تعود لفترة ما قبل الإسلام.



وكان وزراء ومسؤولون أجمعوا على القيمة الحضارية والثقافية والعلمية والتراثية والسياحية لسوق عكاظ في محافظة الطائف، ومكانتها في مقدمة التظاهرات في المملكة، ودورها في الربط بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر، بعنايته بالتراث والثقافة والأدب والمعرفة والعلوم الحديثة، من خلال مجموعة كبيرة من الأنشطة والبرامج.

وتحظى سوق عكاظ هذا العام في نسختها السادسة التي ستنطلق يوم الثلاثاء 11 أيلول (سبتمر) 2012 بتواجد كبير من المثقفين والأدباء والكتاب العرب، وحضور أكثر من 300 مشارك ينثرون إبداعاتهم في الأعمال الشعرية، والخطابية، والأعمال التمثيلية التاريخية المتنوعة باللغة العربية الفصحى، العروض المسرحية، الأمسيات الأدبية، الصناعات والحرف اليدوية وأنشطة الأسر المنتجة، والمأكولات الشعبية.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عضو اللجنة الإشرافية العليا، أن استمرارية نجاح السوق في عامها السادس، دليل على الرؤية الثاقبة للأمير خالد الفيصل بإحياء سوق عكاظ التاريخي، الذي ارتبط تاريخياً وذهنياً بالوجدان العربي، كأهم أسواق العرب وأشهرها على الإطلاق، متطلعاً إلى أن تصل هذه السوق إلى العالمية.

ويرى الأمير سلطان بن سلمان أن سوق عكاظ ستستمر في اجتذاب الزوار من محبي الأنشطة الثقافية والتاريخية، بما يتماشى مع ما يتم التخطيط له من تطوير شامل للموقع، مشيراً إلى وجود دراسات جادة لتكون الأنشطة الخاصة بالهيئة في سوق عكاظ منتجاً سياحياً يتم تقديمها بصورة أكثر احترافاً عبر شركات القطاع الخاص.


أعضاء اللجنة الإشرافية يضعونها في مقدمة التظاهرات الثقافية والسياحية

من جهته وصف الأمير فيصل بن عبد الله وزير التربية والتعليم عضو اللجنة الإشرافية العليا، سوق عكاظ بأنها معلم ثقافي وأدبي سياحي فريد في المملكة، مشيراً إلى أن الزائر سيلحظ امتزاج التقنيات الحديثة مع جغرافية المكان وقيمته التاريخية الأصيلة، لتكون منتجاً نهائياً نفخر به.

وأكد وزير التربية والتعليم أن سوق عكاظ من شأنها تأسيس جيل جديد على أرض الواقع تتوافق فيه عراقة الماضي وأصالة الحاضر في آن واحد، من خلال العروض الشعبية الأصيلة، والكلمة الشاعرية العذبة، والقيمة المعرفية والثقافية في الندوات والمحاضرات والأمسيات، لتقدم أخيراً منتجاً ثرياً في محتواه يعيد تأصيل القيم الأخلاقية، التاريخية، والثقافية لدى العرب.

واعتبر الأمير فيصل بن عبد الله الإشراف والمتابعة اللذين تحظى بهما سوق عكاظ من الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، بوصفه رئيساً للجنة العليا الإشرافية للسوق، يشكل دافعاً قوياً للعاملين في هذا المشروع لبذل المزيد من الجهود، كما أنه امتداد لحرص ولاة الأمر على دعم بناء الإنسان وتنمية المكان.

وأوضح الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام عضو اللجنة الإشرافية العليا، أن سوق عكاظ تعكس صورة من الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة وبيئة خصبة جديدة للإبداع والتنافس.

وتناول خوجة تنوع الأنشطة والبرامج هذا العام التي تحاكي معظمها سوق عكاظ التاريخي، مفيداً بأن وزارة الثقافة والإعلام ستدشن هذا العام وللمرة الثانية معرض الكتاب الإلكتروني بمشاركة دور النشر المتخصصة وذات العلاقة بالمحتوى العربي على شبكة الإنترنت.

وأوضح وزير الثقافة والإعلام أن البرنامج الثقافي لسوق عكاظ هذا العام يتضمن محاضرات، وندوات شعرية، فضلاً عن برنامج للجوائز يشتمل على جائزة شاعر عكاظ، جائزة شاعر شباب عكاظ جائزة لوحة وقصيدة، جائزة الخط العربي، جائزة التصوير الضوئي، جائزة الإبداع والتميز وجائزة الفولكلور الشعبي، وجائزة عكاظ للإبداع والتميز العلمي'' تبلغ قيمتها 200 ألف ريال، ليرتفع بذلك عدد جوائز عكاظ إلى ثماني جوائز تقدر قيمتها الإجمالية بـ1.1 مليون ريال.

وأبان الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي عضو اللجنة الإشرافية العليا، أن مشاركة وزارته للعام الثاني في سوق عكاظ في نسختها السادسة لهذا العام، ستكون من خلال استمرارية دعم الإبداع والتميز العلمي من خلال الجائزة التي استحدثت في العام الماضي ولقيت قبولاً ومنافسة بين المتميزين.

وأشار وزير التعليم العالي إلى أن جائزة الإبداع العلمي تؤكد أن سوق عكاظ تمضي قدما نحو المستقبل من خلال حفز الإبداع العلمي ليكون موازياً مع الأصالة والتراث، وإبراز مستقبل الإنسان والتعريف بالمنجز الوطني في المجالات العلمية والإبداعية.

وأفاد وزير التعليم العالي بأن الوزارة ستكرم عددا من الباحثين السعوديين المتميزين الذين أنجزوا أبحاثاً متميزة، أو حصلوا على براءات اختراع وأبحاث في موضوع الطاقة البديلة، التي سيطلع عليها جميع الزائرين والضيوف من خلال معرض الابتكار والإبداع.

على الصعيد نفسه قال فهد بن معمر محافظ الطائف، ''إن أبرز ما يميز سوق عكاظ هو تواجد الكم الهائل من مقار المعارض لمختلف الجهات الحكومية والأهلية، والأمسيات الثقافية والأدبية، والأنشطة العلمية والمعرفية، والعروض المسرحية، والصناعات الحرفية تعزز قيمة السوق، وتسهم في استقطاب الزوار، وتعكس صورة سوق عكاظ الحضارية التي تعكس قيم الأصالة وطموح التنمية''.



ووصف الدكتور سعد بن مارق أمين اللجنة الإشرافية سوق عكاظ بأنها ثروة تاريخية أعادت المملكة اكتشافها وإخراجها للعالم العربي، بفضل الله أولاً، ثم بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي تفضل برعاية السوق منذ انطلاقها فكرة ومشروعاً على أرض الواقع في عامها الأول، ثم واصل متابعته الدقيقة لتطور أنشطتها وبرامجها عاماً بعد آخر، انطلاقاً من حرص الشديد على نجاحها وتطورها، إضافة إلى متابعة دقيقة من الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة الذي يشرف بشكل مباشر على جميع أنشطة وبرامج السوق.

وأكد الدكتور سعد بن مارق أن أمير منطقة مكة يتطلع إلى أن يكون سوق عكاظ لبنة أساسية في تنفيذ الخطة العشرية واستراتيجية تطوير منطقة مكة المكرمة، والمرتكزة على بناء الإنسان وتنمية المكان، وصولاً إلى تحقيق الهدف المنشود ببلوغ المنطقة وإنسانها مكانتهما المستحقة، في جميع مجالات التنمية البشرية والعمرانية.

وخلص أمين اللجنة الإشرافية إلى أن سوق عكاظ اليوم، بدأت تستعيد دورها التاريخي كحاضنة للإبداع الثقافي والأدبي والشعري، وكذلك الإبداع الفني بتنظيم العروض المسرحية والمعارض الفنية، إلى جانب إحياء الموروث الوطني ودعمه وتشجيعه والمحافظة عليه. كما أنها بدأت في مد جسورها للغد عبر نقل المعارف الحديثة والعلوم التقنية إلى المتلقي العادي، والتعريف بإسهامات المملكة فيهما لزوار المهرجان والمهتمين بهما.

المصدر : الإقتصادية - خميس السعدي من جدة