أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ


روي أن الإمام احمد إمام أهل السنة والجماعة وحينما كان مسجون
انه أتاه احد الذين وشو به عند الخليفة وتسببوا في سجنه وكأنه
أحس بتأنيب الضمير فقال : أريدك يا أمام أن تصفح عني فقال الإمام :
لقد عفوت عنك منذأن وقع الأمر كما أنني قد عفوت عن الآخرين 0
أحبتي ما أحوجنا إلى أن نعفو عن بعضنا البعض فمن منا ذلك الشخص
الذي لا يخطئ فما أجمل أن يعفوا الرجل عن زوجته أو الأب عن أبناءه
أو الأخ عن أخيه أو الجار عن جاره
قال تعالى
{وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ
وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
}النور22
فهذا أبي بكر حينما حلف أن لا ينفق على مسطح وهو ابن خالته مسكين
مهاجر بدري لما خاض في الإفك بعد أن كان ينفق عليه فلا يلام أبو بكر
فيما فعل فهذه ابنته ولكن حينما نزلت هذه الآية قال أبو بكر بلى أنا أحب
أن يغفر الله لي ورجع إلى مسطح ما كان ينفقه عليه0
إن للعفو جزاء عند الله عظيم
قال تعالى
( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِالنَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
فما أعظم من أن يحبك الله فيالها من منزلةعظيمة فلنعمل أحبتي على
تحقيق هذه الصفة الحميدة ونراجع حساباتنا فمن
له منا قريب أو صديق على خلاف معه فليبادر بالعفو عنه قبل أن تزل قدم
وان نرحل من هذه الدنيا وسجلنا خالي من الضغينة 0
اللهم انك عفو كريم تُحب العفو فعفوا عنا
[/CENTER]