السلام عليكم
إني لأعجب من تناقض عجيب يعيش في دواخلنا, يُفرض علينا فرضا دون أن نشعر به,إن التناقض الذي يحتوينا هو أننا نرفض ونقبل في آن واحد, ويملؤك العجب أن تدرك أننا نرفض شيئا ونقبل الشيء نفسه؟.
جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
قاضيان في النار, وقاض في الجنة..) الحديث
تجد الواحد منا لو عرضت عليه منازعة أو خصومة ليكون حكما فيها, لرأيته يفر عنها ويبتعد, ويستدل إليك بالحديث آنفا, وان المسألة فتيا وتوقيع عن رب العالمين, وهو يجد في نفسه أنه أقل شأنا أن يتصدر للأمر, ولايزال صدى الحديث يتردد في مسامعه, وقد احسن من انتهى إلى ماسمع.
فما بالنا تعرِض على الواحد منا نوازل الأمة والأحداث الجسام, فيتصدر لها محلالا ومفتيا وقاضيا, ينازع فيها الأمر أهله {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء83.
عجبي ممن يعلم ان الفتيا شأنها عظيم وخطرها جسيم, ومع ذلك يتسور محرابها ولسان حاله يقول {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ }غافر29.
ألا هل ندرك ذلك ونعيه؟؟ فالأمر جد, والله من وراء القصد