الجزيرة عرفناها القناة الأخبارية الأولى عربيا، جاءت على انقاض ( هنا لندن ) البريطيانية. وبعد استقالة مدير عام قناة الجزيرة وضاح خنفر، وتعيين أحمد بن جاسم خلفاً له. جاء هذا متزامنا مع إطلاق الوليد قناة "العرب" لمواكبة التغييرات بالمنطقة.


واليوم، اعلنت قناة "الجزيرة" عن حاجتها لشغر العديد من الوظائف الجديدة، الهدف منها هو تجديد دماء المحطة وتدعيمها بدماء شابة، ومن المتوقع ان تشهد الايام المقبلة اقالات للعديد من المواظفين والاعلاميين بعد استقالة السيد وضاح خنفر حسبما يرى مراقبون.

وما زال من غير المعروف ما اذا كان تغيير السيد خنفر سينعكس بشكل او باخر على مواقف المحطة السياسية خاصة تجاه الملفين السوري والليبي، حيث تبنت المحطة المعارضتين السورية والليبية طوال الاشهر الماضية.

وكانت صحيفة "الوطن" السورية قد سربت خبر استقالة السيد خنفر الشهر الماضي، مما ادى الى تأجيل تنفيذ قرار قبول الاستقالة الى ما بعد شهر رمضان المبارك وانتهاء عطلة عيد الفطر.

وسيكون من ابرز مهام القيادة الجديدة للمحطة اصلاح العلاقة مع السلطات المصرية لمحاولة اعادة بث "الجزيرة مباشر مصر" من القاهرة بعد ان قررت هذه السلطات اغلاقها، ومصادرة اجهزة البث منها.

وذكرت مصادر اعلامية في الدوحة ان تغييرات شاملة ستجري قريبا في المواقع القيادية المتعلقة بالصف الثاني في غرفة الاخبار والتحرير والبرامج، حيث تتحدث هذه المصادر عن التعاقد مع خبرات عربية وقطرية تتمتع بمواقف سياسية مستقلة غير محسوبة على اي تيار بعينه.

ويعتقد الكثيرون في الدوحة ان الاستعانة بالشيخ احمد بن جاسم بن محمد ال ثاني لقيادة شبكة الجزيرة والسيد عبد الله عيسى ماجد الغانم بمنصب نائب مدير قناة "الجزيرة مباشر" هو استجابة مباشرة لشكاوى وتذمر بعض الشباب القطري من ابعاد الكفاءات المهنية القطرية عن الوظائف العليا في المحطة، وقد عبر هؤلاء عن ذلك في مقالات نشروها في صحف محلية.

وتسود حالة من الغموض في الدوحة حاليا حول الوجهة الجديدة للسيد خنفر وهناك العديد من التساؤلات عما اذا كان سيعين مستشارا لدى الشيخ حمد بن ثامر ال ثاني رئيس مجلس ادراة المحطة، ام انه سيعود الى الاردن، حيث يرجح البعض والانصراف للاعمال الخاصة.

وقد لمح السيد خنفر الى الخيار الثاني في حديث نقلته عنه صحيفة "الغارديان البريطانية حيث قال " ساستمر بنفس روح الجزيرة، وسأقوم قريبا جدا باعلان شيء على صلة بوسائل الإعلام والأخلاق والمعايير المهنية".

وعلمت "القدس العربي" ان السيد خنفر سلم مهامه الى الرئيس الجديد الاربعاء في الساعة الثانية ظهرا، وغادر مكتبه بعد ان جمع متعلقاته واوراقه الخاصة، وودع الطاقم الادراي الذي ظل يعمل معه طوال السنوات الثماني الماضية وخاصة مدير مكتبه منير.

وكان السيد خنفر قد اعد الرسالة التي ابلغ فيها العاملين في الجزيرة بنباء استقالته قبل شهر رمضان المبارك، ولكن طلب منه تأجيل توزيعها.

هذا ولا يمكن ربط التغيير في الجزيرة القطرية بمسألة قناة الوليد، كون العربية وغيرها من القنوات باتت من البدائل التي اعفت الكثير من متابعة قناة الجزيرة واهتزاز صورتها السابقة - وتطور ذهنية المتلقي العربي داخل البلاد وخارجها.

قناة الجزيرة خسرت كثير من الرموز الإعلامية أمثال جمال خاشقجي الذي كان ينقل لها تقارير أهم الأحداث من السودان وأفغانستان والعراق.