كشفت حلقة "واجه الصحافة" التي بثتها شاشة "العربية" مساء اليوم الجمعة، في العاشرة بتوقيت السعودية، عن مفاجأة بشأن الموقف الشرعي من مسألة تجسيد الصحابة في الدراما.


وتوصل الجدل الذي أثير خلال الحلقة بين علماء شرعيين إلى الانتقال من التحريم المطلق إلى الحديث عن جواز تجسيد الصحابة في ظل مجموعة من الضوابط.


ورغم الاختلاف حول هذه الضوابط، ظهر توافق على أن التحريم قائم على أدلة ظنية باعتبار أن مسألة تجسيد الصحابة قضية حديثة لم يتناولها الفقهاء السابقون لأنها لم تكن في زمنهم
.

الشريف: كل أدلة التحريم ظنيّة
وقال الدكتور حاتم الشريف، الأستاذ بكلية الدعوة بجامعة أم القرى عضو مجلس الشورى السعودي، إن منشأ الخلاف كله أدلة ظنية وليست قطعية لأنها ليست موجودة في كتاب الله ولا في سنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) ولم يقع عليها إجماع بالتحريم أو الجواز.


فيما أكد الدكتور صالح اللحيدان، المستشار القضائي، أنه يحسن الظن في من يقومون بهذه الأعمال الدرامية لأن هدفهم هو إيصال العلم الشرعي والأخلاق والقيم والآداب، مشيراً إلى أن الخلاف بين المحرمين والمجيزين ليس معنوياً وإنما لفظي، معتبراً أن كل ما سيقوله الممثل لدور صحابي سيعتبره المشاهد حجة وسوف يقبل كلامه مع أن هذا النص قد لا يكون صحيحاً. موضحاً عدم اعتراضه على تمثيل الصحابة فيما عدا العشرة المبشرين بالجنة والخلفاء الأربعة.

إلا أن الدكتور حاتم الشريف عقّب بأن أقوال الصحابة ليست حجة على إطلاقها إذا لم يعلم له مخالف، وهو ما أيده فيه الدكتور اللحيدان فيما بعد خلال الحلقة.


كما اعترض الشريف على ضابط استثناء العشرة المبشرين بالجنة قائلاً إنه ليس ضابطاً شرعياً صحيحاً، خصوصاً أن أعداد المبشرين كبيرة جداً. مؤيداً الأصل الذي انطلق منه اللحيدان بأنه ليس عنده مانع من تمثيل بعض الصحابة بضوابط معينة.

جواز التعامل مع الأقوال درامياً
وفيما يخص الجدل حول النص، أجاز الشريف التعامل معه درامياً لأن المشاهد يعرف أن كل ما يقال في الحوار لا يلزم أن يكون قد قاله الصحابي، وأن المقصود تجسيد المواقف وليس الأقوال، مشترطاً أن تكون الحوارات غير مشوّهة أو مغيرة للوقائع والمواقف، مشيراً إلى أن ذلك ليس من الكذب.

وتعقيباً على قول صالح اللحيدان إن جميع أقوال الصحابة وأفعالهم وأدوارهم مدوّنة، رد الشريف بعدم صحة ذلك، وأن هناك مواقف كثيرة لم تنقل لنا.

ونصح بالابتعاد عن إثارة الطائفية في تلك المسلسلات وإظهار الصورة المشرقة للصحابة.

ومن ناحيته أكد محمد العنزي منتج مسلسل "الحسن والحسين" أن هناك حرصاً على كتابة الحوار بما لا يتعارض مع الحقائق التاريخية، مشيراً إلى مواقف كثيرة لم يتم العثور لها على نصوص مكتوبة. موضحاً "عندما ننتج أي مسلسل نقول إنه ليس وثيقة تاريخية".


وأضاف حسن الحسيني، المستشار الشرعي والقانوني، أنه في ذلك المسلسل لم تضف أي مواقف غير موجودة، وكانت الإضافات خاصة بتلك التصرفات المرتبطة بطبيعة البشر.

وتابع الحسيني أن "إيران تصوّر مسلسلات تاريخية المقصود منها إهانة الصحابة، وهناك أهل الأهواء الذين يمثلون فقط لغرض مادي، فيما نحن الشرعيين مقيدون بتفادي التحريم والتقييد في مثل هذه الأمور".


وحثّ على تجاوز نقطة التحريم لأن الضحية في ذلك 70 مليون مشاهد يشاهدون هذه المسلسلات ويقبلونها، قائلاً عن المحرّمين: "هؤلاء العلماء لا يشاهدون المسلسلات. نحن نريد الانتقال من طاولة النقاش إلى الواقع".