"ليس من قبيل الصدفة أن الأوبريت الذي أعدته فرقة السلام بخان يونس، جنوبي قطاع غزة، يتزامن مع موعد استحقاق أيلول/سبتمبر". هذا ما أكده عازف الكمان في الفرقة محمد شهوان، أحد مؤسسي فرقة السلام الفلسطينية التي غنّت أوبريت للسلام بخمس لغات (العربية والعبرية والفرنسية والتركية والإنجليزية).
436x328_45840_166734.jpg
وأشار شهوان أن العمل الجماعي داخل الفرقة، ساعدها على النهوض والشهرة بشكل أسرع. وقال لـ"العربية.نت": "استعنّا بأصدقاء فلسطينيين يعيشون حالياً في بلدان تتحدث الإنجليزية والفرنسية، وكذلك بعض الطلبة الذين يدرسون في جامعات تركية. جميعهم استعنا بهم ليترجموا الأوبريت الفني، وأعمال فنية غنائية أخرى". وتمنى أن يلقى الأوبريت آذاناً صاغية، لأنه يحاكي تطلعات الشعب الفلسطيني.

وتقلّص عدد أعضاء فرقة السلام إلى عشرة عازفين ومغنين. وقد أنشأت هذه الفرقة سنة 2003م، بسبب صعوبات مالية تواجهها، لتمارس مواهبها في الأغاني الشعبية والأوبريت. وقال شهوان "جهد العمل داخل الفرقة ذاتياً، فأحد أفراد الفرقة يستضيف الفرقة منذ عامين في صالة أفراح يملكها. ومع هذا فإن إنتاج الفرقة يلاقى إعجاب الجمهور الفلسطيني".

وتقول الفقرة الأولى من الأوبريت "رسالة كل الأديان. التوراة والإنجيل والقرآن.. يالاّ نغني للسلام.. يالا نغني للأحلام.. يالا نصرخ بأعلى صوت.. بدنا سلام"، وتم غناؤها بخمس لغات هي العربية والعبرية والفرنسية والإنجليزية والتركية. وأكد محمد موسى الذي كتب وغنى كلمات الأوبريت، أن الفكرة تكمن في توصيل رسالة للسلام والمحبة. وقال موسى للعربية نت "حتى الجمهور الإسرائيلي، نحن معنيون أن تصل رسالتنا إليه، وهي أننا شعب يريد السلام ويريد حقه في إقامة دولته الفلسطينية".

وأكد موسى على وجود العديد من الشعوب والمجتمعات "مضللة بسبب آلة الإعلام المنحاز دوماً للجانب الإسرائيلي، حول شراسة وعنف الشعب الفلسطيني". وقال "نحن لسنا شعب دموي، ولسنا بسفاكي دماء، نحن شعب حضاري وديمقراطي ككل شعوب العالم، نطمح للحرية والسلام والاستقرار، بعيداً عن العنف والموت والقهر والحصار".

وتمنى محمد شعت، أحد عازفي الفرقة، أن يشارك فنانون من دول العالم في الأوبريت. وقال شعت للعربية نت "نتمنى أن يغني الفقرة الأجنبية، فنان من نفس البلد، لأنها ستكون رسالة أقوى لشعبه وبلده". وأضاف "نحاول أن نتواصل بكل الطرق مع فنانين يغنون باللغة الفرنسية وآخرين باللغة الإنجليزية، كي يغنوا فقراتهم في الأوبريت بطريقتهم الخاصة، ونرجو أن تتعاون وزارة الثقافة الفلسطينية في هذا المضمار".

وتعتبر الموسيقى لغة التفاهم والسلام بين شعوب العالم. وتلاقي اهتماماً عالمياً بعيداً عن أجواء السياسة المتناحرة بين زعماء الدول ومصالحهم المختلفة. وقال شعت " نحاول أن نوصل رسالتنا للعالم بأهمية استحقاق أيلول والاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية من خلال هذا الأوبريت وأعمال أخرى ستواكب موعد ذهاب السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية للأمم المتحدة في العشرين من الشهر الجاري، للمطالبة باستحقاق الدولة الفلسطينية".

ورأى محمد موسى أن الأوبريت سيدعم تصورنا "كفلسطينيين في دعم استحقاق أيلول دولياً" وقال "نأمل أن تتهيأ الظروف لنجوب العالم ونغني للسلام والمحبة والاستقرار، لأن العالم أدرك تماماً مدى كذب السياسة ومماطلتها، بينما يفهم العالم لغات أخرى كالغناء أو الرياضة وغيرها".

ويذهب الفلسطينيون في غضون عشرة أيام للأمم المتحدة للمطالبة باعتراف أممي بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967م، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية قالت إنها ستستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن في حال تم التصويت داخله.

يوسف صادق - العربية