بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم وؤحمة الله وبركاته


بدأنا ولله الحمد نصافح أعظم ليالي العام، نشعر باحساس على أعتاب هذه العشر أن ثمة فرصة تعاود الكرة علينا من جديد، ثمة فرصة هذه المرة تفتح أبواب النعيم، ثمة فرصة تغسل الأدران، وتذيب الأخطاء، وتحيلنا إلى أعظم مخلوق بين يدي ربنا. فرص تلوح لكنها قد لا تعود، ومن يستغل الفرص حين ما رؤية بريقها، للفوز في الدنيا والآخرة.

ما أحوجنا اليوم في ظل هذه العشر وقبل الوداع أن نحسن الإقبال على الله تعالى، وأن نستدرك أيام التفريط، وأن نعوّض ما فات، نريد من الأنفس أن نتشبه بحال السابقين، وأولى هؤلاء السابقين نبينا صلى الله عليه وسلم حين تخبر زوجه عائشة رضي الله تعالى عنها فتقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله، وأيقظ أهله (متفق عله) زاد (مسلم): وجد وشد المئزر. وكانت تقول رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره (رواه مسلم).

إن الفرصة تبدو كبيرة في ملازمة المحراب بالذات في مثل هذه العشر، حرص على الصلاة مع إمام الجماعة، وكثرة النافلة المقيدة والمطلقة، سر من أسرار الموفقين في هذه الأيام، أما الليل فحدث عنه حديث المحبين، وصدق من قال: دقائق الليل غالية فلا ترخصوها بالغفلة ! يكفي أن الله تعالى جل جلاله وتقدست أسماؤه ينزل في ثلثه الأخير إلى السماء الدنيا فيقول: هل من داع فأستجيب له ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ متفق عليه.

الآن، بين أيديتا في ليالي هذه العشر ليلة عظيمة القدر والشأن، قال الله تعالى فيها :

إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)

وقال صلى الله عليه وسلم : من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه (متفق عليه)

الاعتكاف طريقك إلى سمو الروح، وعالمَ ٌإلى تحقيق مقاصد القلب من الخشية والإقبال على الله تعالى، فهو طريق للم شعث القلب، ولم فرقته، وهو سنّة ماضية من عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد اعتكف صلى الله عليه وسلم العشر الأول، ثم اعتكف العشر الأوسط، ثم اعتكف العشر الأخيرة واستقر اعتكافه في هذه العشر.


منقول بتصرف