نحو تفسير أسهل (9)




د. عائض القرني


[align=justify]((مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ)) [عبس:14].
وهي رفيعة الذات والقدر، منزهة عن الدنس، لا يمسها إلا المطهرون، عصم معناها من الزيغ، ونزه فحواها عن الرجس.
((بِأَيْدِي سَفَرَةٍ)) [عبس:15].

كتبت بأيدي ملائكة سفراء بالوحي بين الله ورسوله، يبلغون النبي القرآن بأمانة، قد حفظوا ما حملوا، وأدوا ما سمعوا.

((كِرَامٍ بَرَرَةٍ)) [عبس:16].

ملائكة كرام على ربهم، أعزاء على الله، أطاعوا أمره واجتنبوا نهيه، سلموا من أدران الذنوب، وخلصوا من آثار العيوب.

((قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ)) [عبس:17].

لعن الله الكافر ما أشد كفره، وأكثر بغيه، وأعظم جحوده، نسي الإحسان، وعصى الرحمن، وأطاع الشيطان، وكذب بالقرآن.

((مِنْ أَي شَيْءٍ خَلَقَهُ)) [عبس:18].

لماذا لا يتفكر الكافر في أصل خلقته؟ ومن أي مادة خلقه الله منها، إنها ماء مهين، وأصل حقير، فلو تذكر ما تكبر.

((مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ)) [عبس:19].

خلقه من ماء ضئيل مهين، فقدر له أوقاتا وأطوارا، طفولة، ثم صبا، ثم كهولة، ثم شيخوخة، وقدر خلقه ورزقه وعمله.

((ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ)) [عبس:20].

ثم سهل ولادته، ويسر له طريق الهداية والضلالة؛ ليختار أحدهما، وأوضح له المحجة، وأقام عليه الحجة، لينقطع عنه العذر.

((ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ)) [عبس:21].

ثم توفاه وأمر بدفنه في القبر، لتمام الستر، وما يدفن إلا الإنسان تكريما له وتمييزا عن الحيوان.

((ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ)) [عبس:22].

ثم إذا أراد الله أحياه بعد موته ليوم القيامة؛ ليلقى جزاءه ويواجه مصيره، من خير أو شر.

((كَلا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ)) [عبس:23].

كلا ردعا للإنسان عن الكفر والتكذيب، فالإنسان لم يفعل ما أمره الله على الوجه اللائق إلا القليل، والكثير معرض مكذب.

((فَلْيَنْظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ)) [عبس:24].

فليفكر الإنسان كيف خلق الله له طعاما من أنواع مختلفة، ومذاقات متعددة، وأصناف كثيرة؛ لتقوم حياته بها.

((أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا)) [عبس:25].

أنا أنزلنا الغيث بغزارة فسكبناه من الغمام، فجاء بماء منهمر فيه البركة والنماء والحياة للإنسان والحيوان والنبات.

((ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا)) [عبس:26].

ثم شققنا تربة الأرض بالنبات؛ ليخرج ساق النبت وفق حجمه، بلا زيادة ولا نقصان، بل بحكمة وإتقان.[/align]