برنانكي: أزمة أوروبا تهدد اقتصادنا
أوباما محذرا الجمهوريين من الديون: الوقت "ينفد" أمام أمريكا


[align=justify]واشنطن : أ ف ب - حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمهوريين اليوم من أن "الوقت ينفد" للتوصل إلى اتفاق يتيح رفع سقف الديون، معلنا انفتاحه على أي اقتراح "جدي" من قبل خصومه الجمهوريين. وقال الرئيس الاميركي في مؤتمر صحافي عقده في البيت الابيض "الوقت ينفد"، مذكرا بانه اعطى الخميس ما بين 24 و36 ساعة الى اعضاء الكونغرس للتوصل الى اتفاق.واضاف في اشارة الى اعضاء الكونغرس "في حال قدموا الي خطة جدية فانا مستعد للتحرك". ولم تثمر المفاوضات التي عقدت في البيت الابيض مع الجمهوريين عن اي نتيجة حتى الان.

ووصف اوباما ب"الخطوة غير الجدية" دعوة الجمهوريين للتوصل الى تسوية من دون زيادة الضرائب. وقال الرئيس الاميركي "لم اشاهد خطة جدية، ومجرد عدم طلب شيء من الاكثر ثراء بيننا لا يبدو لي خطة جيدة". واعتبر ان بعض اعضاء الكونغرس هم "اسرى ايديولوجيتهم". ومنذ منتصف مايو وصل الدين الفدرالي الاميركي الى المستوى القياسي المسموح به، وهي مشكلة لا تنوي الخزانة الاميركية التهرب منها الى اجل غير مسمى، وتعتبر انه لا بد من رفع هذا السقف المسموح به عبر تصويت في الكونغرس.

ويعرقل الجمهوريون الذي يتمتعون باكثرية في مجلس النواب هذا المسعى ويرغبون بالتصدي للعجز بعد ان كانوا يطالبون بالعكس لسنوات طويلة حتى العام 2009. ويسعى الرئيس الاميركي الى التوصل الى اتفاق شامل ويرى انه قام بما يتوجب عليه عندما وافق على التضحية بموازنات كبيرة عامة والمس بالبرنامجين الاجتماعيين "ميديكير" و"ميديكيد" اللذين كانا في قلب حملته الانتخابية عام 2008. بالمقابل فهو ينتظر من الجمهوريين ان يوافقوا على زيادة الضرائب المفروضة على الاكثر ثراء. وقال "ان مجرد عدم طلب شيء من الاكثر ثراء بيننا لا يبدو لي خطة جدية". وتصل قيمة الدين الاميركي الى 14294 مليار دولار.

ويتخوف بعض الاقتصاديين ورجال الاعمال من ان يؤدي عجز الولايات المتحدة عن تسوية مشكلة ديونها الى الانعكاس سلبا على الاقتصاد العالمي الذي لم يخرج بعد من ازمته.


إلى ذلك اعتبر رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي بن برنانكي في وقت متأخر أمس في واشنطن أن أزمة الديون الاوروبية تهدد اقتصاد الولايات المتحدة. وقال برنانكي امام اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ "ما يجري (في اوروبا) يهدد اقتصاد الولايات المتحدة لانه في حال حصل تدهور كبير في اوروبا فسنشهد المزيد من تجنب المخاطر وتراجعا لاسعار الاسهم المالية وانعدام استقرار كبير في الاسواق". واضاف "سوف نشهد ارتفاعا شاملا في معدل الخطر، تدني اسعار الاسهم المالية وعدم استقرار قوي في الاسواق".

واوضح "سنتاثر بشكل اكبر من وضع مالي كهذا مما لو كانت المؤسسات الاميركية معرضة بشكل مباشر" للوضع في اليونان او البرتغال او ايرلندا. وردا على سؤال من احد النواب، اعلن برنانكي ان المصرف المركزي "يمضي الكثير من الوقت في تقييم تعرض المؤسسات المالية الاميركية" لهذه الدول الثلاث. واعتبر ان هذا التعرض "ضعيف ويمكن التحكم به بشكل عام" و"بالتالي لا نتوقع ان تكون الاثار المباشرة لمشاكل مثل عدم سداد (احدى هذه الدول) عاملا حاسما" للمصارف والاموال الاميركية.

وتابع برنانكي ان النمو الاقتصادي للولايات المتحدة يجب ان يتسارع بحلول نهاية العام، الا انه من المتوقع ان يظل بطيئا وهناك خطر لا يمكن الاستهانة به بان هذا التكهن قد يكون متفائلا، وذلك سبب الشكوك الكبيرة التي اثارتها ازمة الديون في اوروبا.
[/align]