السياح العرب يتدفقون على تركيا



[align=justify]إسطنبول - رويترز - تتجول عشرات النساء الخليجيات بحجابهن الأسود المميز وبصحبتهن أطفالهن، في واحد من أفخم المراكز التجارية في إسطنبول ويحملن اكياساً عامرة بالملابس والأحذية ولعب الأطفال. فموسم السياحة الصيفية على أشده في تركيا، ما يعطي اركان زنجين مدير أحد متاجر شركة تركية كبيرة للمجوهرات سبباً للسعادة. ويقول: «زبائننا الأجانب غالبيتهم من السعودية. لهم ذوق جيد في المجوهرات ويختارون عادة الأحجار الكبيرة».

وأصبحت تركيا وجهة مهمة للسائحين والمستثمرين العرب في السنوات الاخيرة، وظهرت كقوة إقليمية في منطقة الشرق الأوسط تحت قيادة حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وساعد اهتمام العرب بالثقافة التركية بدءاً بالمسلسلات التلفزيونية والموسيقى والأطعمة وانتهاء باصلاح تركيا لتاريخها العثماني في تدفق أعداد كبيرة من السائحين العرب.

ويقصد الكثير منهم اسطنبول العاصمة الامبراطورية القديمة لإقامة أعراسهم. كما يستطيع العرب الذين يهربون من حرارة الصيف الحارقة، الافادة من قطاع متنام في تركيا يخدم المسلمين المتدينين الأثرياء بفنادق فيها أحواض سباحة ومناطق شاطئية مخصصة للرجال وأخرى للنساء.

وبعد أن أقلقت الزائرين انتفاضات «الربيع العربي» التي تجتاح أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط وشمال افريقيا، تعتمد تركيا على ساحلها الكبير المطل على البحر المتوسط وتراثها لاجتذاب مزيد من السائحين.

وتظهر بيانات من وزارة السياحة، أن عدد السياح في تركيا زاد بنسبة 14.56 في المئة في الشهور الخمسة الأولى من العام الجاري، مقارنة بالفترة من كانون الثاني (يناير) الى أيار (مايو) عام 2010. وفي حين لا يزال الألمان والروس والبريطانيون يتصدرون قائمة السياح ومعظمهم تغريهم عروض الإقامة الكاملة المنخفضة الكلفة في تركيا، فإن زيادة كبيرة طرأت على أعداد السائحين العرب الذين ينفقون ببذخ.

وتتحدث الأرقام عن نفسها. ففي أيار ارتفع عدد السياح اليمنيين بنسبة 87 في المئة عن العام الماضي، في حين بلغت نسبة الزيادة في السياح السعوديين 79.3 في المئة والعراقيين و 45.84 المئة، ما يعطي دعماً مطلوباً لتركيا التي تسعى الى سد العجز المتنامي في ميزان المعاملات الجارية. والسياحة مصدر ضروري للعملات الأجنبية في تركيا وهي تساعد في سد العجز في ميزان المعاملات الجارية الذي ارتفع 77 في المئة على أساس سنوي الى 7.68 بليون دولار.

وبذلت أنقرة جهوداً كبيرة لتحسين العلاقات السياسية والتجارية مع جيرانها في الشرق الأوسط، لكن اضطرابات «الربيع العربي» كلفت رجال الأعمال الأتراك بلايين الدولارات في ليبيا وعطلت مشاريع البنية التحتية في سورية المجاورة.

واضطرت الأوضاع في مصر وتونس، كثراً الى إعادة النظر في خططهم للسفر وينظر الى تركيا على أنها مستفيدة لأن الوجهات السياحية في الدول التي تعاني من زعزعة الاستقرار تضررت بشدة.

وقال كبير الاقتصاديين في شركة (بي جي سي) للسمسرة اوزجور التوج: «تركيا مقدمة على موسم سياحي هائل هذا العام، مستفيدة من المشاكل في دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا والاستثمارات السياحية الجديدة في البلاد».

وتجاوزت عائدات تركيا من السياحة 25 بليون دولار عام 2010، ويتوقع المسؤولون تحقيق مبالغ اكبر في عام 2011. ومن المنتظر أن يبلغ عدد السياح 30 مليوناً بحلول نهاية السنة، مقارنة بـ28.6 مليون العام الماضي.

ويوجد في تركيا 48 مطاراً 16 منها دولية وهي موطن واحدة من أسرع شركات الطيران نمواً في اوروبا هي «الخطوط الجوية التركية»، لذلك فإنها أصبحت نقطة انطلاق لوجهات أخرى.

وتستقبل اسطنبول معظم السياح وهي اكبر مدينة في تركيا وفيها القصور والمساجد التي تنتمي لعصر الدولة العثمانية، فضلاً عن الأسواق التي يبلغ عمرها قروناً ويليها منتجع انطاليا المطل على البحر المتوسط.

لكن في حين يتوافد مزيد من العرب على تركيا، فإن عدد السياح الاسرائيليين الذين زاروا تركيا بين كانون الثاني (يناير) وايار انخفض بنسبة 59 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وتدهورت العلاقات بين الدولتين اللتين كانتا حليفتين وثيقتين بشدة، حين اعتلى جنود من القوات الخاصة الإسرائيلية سفينة ضمن قافلة مساعدات دعمتها تركيا كانت متجهة الى غزة العام الماضي، ما أسفر عن مقتل تسعة نشطاء أتراك.

وزار نحو 30 الف سائح من اسرائيل تركيا في الأشهر الأولى من العام الجاري في مقابل 72500 خلال الفترة نفسها من عام 2010. وظهرت مؤشرات على تحسن مبكر في العلاقات بين تركيا واسرائيل، لكن في ايار زاد انخفاض أعداد السياح الإسرائيليين، ولم يأت سوى 6417 سائحاً من الى تركيا في مقابل 18295 في الشهر ذاته من العام الماضي.

وقال بائع مجوهرات يتطلع الى وصول مزيد من السياح العرب: «زبائننا العرب من الفئة الأولى الممتازة الذين يختارون أفضل المجوهرات لم يصلوا بعد. نستطيع أن نقول أن الموجودين هنا هم من الفئة الثانية او الأولى، لكننا ما زلنا نبيع لعدد من العرب اكبر من الأتراك. نتطلع الى تموز حين يصل زبائننا الأكثر ثراء».[/align]