السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من صحيفة الإقتصادية

أذهلني ما قرأته ل نجيب الزامل
وأحببت أن أنقله لكم

[line]-[/line]
[gdwl]فتوى: حرامٌ أن تكشفَ جسدَك.. أمامك!


نجيب الزامل
* أهلا بكم في " مقتطفات الجمعة" رقم 403
.

***

* حافز الجمعة: هناك قذارةٌ خطرة يمتلئ بها بعضُ الذين يشعون نظافة وقشابة في الخارج. إنها قذارة خيانة الإنسان لما يوضع لخدمة إنسان آخر فيمنع عنه الخدمة بأي وسيلة كانت، أو يحط من قدره وكرامته بأي وسيلةٍ كانت!

***

* ليس هناك مواطن عربي يصدق أن المسؤولين هم لخدمته، لذا يتعامل معهم معاملة الأسياد من أجل نيل أصل حقه، وهنا تتمرغ النفسُ الإنسانية في الدرك الأسفل.. لأن الإهانة المطلقة تحذف بالنفس الإنسانية في وحل التهميش والتضئيل.. إنما التجمّلُ والرياءُ من أجل أصل الحق لمن واجب عليه، بل عمله الوحيد، هو إعطاء الحق.. فيعني إلقاء النفس لقاعٍ مظلمٍ سحيق.

***

* مهما بدت لنا الأشياءُ تلوّحُ بنذر السوء فإنها من أكبر المؤشرات الخاطئة إن أخذنا بها بقبول واقع السوء. يجب أن نعلم ونؤمن ونصدق أن "الآن" أفضل، بل "الآن" دوما أفضل، لا تصدق أن الماضي أفضل.. لما ولد جدي بالقصيم كان الوليد الذي يعيش بين عشرة معدلا متوقعا.. وكان جدي وأترابه يعملون من إطلالة الشمس، حتى أن يبتلع الأفقُ كامل قرص الشمس مقابل.. لا شيء! الآن يمكننا أن نكون أفضل ليس لأننا نقبل بحالنا كما هو ولكن لأننا نمتلك الوسائل والأدوات والأفكار التي تساعدنا كي نصنع واقعا أفضل.. أرأيت؟ هنا المسألة. نواجه اليوم مشاكل كبرى، ولكني أفضل حالاً من جدي، فقد كان جدي لا يستطيع أن يجرؤ على التغيير بل على التفكير فكل ما يحيط به كان في عرف الأقدار والحتم والمصير. لذا عيبٌ علينا في أمرين: الأول إن تذمرنا مع وجود وسائل نملكها ولم يملكها أجدادُنا.. والآخر عيب علينا إن لم نصلح واقعنا للأفضل مع توافر تلك الوسائل.. نحتاج إلى المهمة أهم أداة: شجاعة الكرامة!

***

* جاءت امرأة من مصر تريد أن تلقى الخليفة عمر بن عبد العزيز، فهي تسأل عن قصره، وفوجئت أن دلوها على دارٍ حقيرة من طين. وجدت أمام الدار امرأة ترتدي البالي من الثياب وتجلس على بساط كثرتْ رقوعُه، ورجلا يداه في الطين يصلح شقوق جدار الدار، سألت عن المرأة فقيل لها إنها فاطمة بنت عبد الملك زوجة الخليفة (وهي من توصف بابنة ملك، وزوجة ملك، وأخت أربعة ملوك). تقدمت المرأة وقالت لها: هل أنت زوج أمير المؤمنين؟ فأجابت فاطمة بنعم، وهنا تعجبت المرأة المصرية وسألتها مستنكرة: "ألا تتسترين يا سيدتي من هذا الطيـّان؟!"، ابتسمت فاطمة وقالت: "هذا أميرُ المؤمنين.. زوجي".. قفوا، وتأملوا!

***

* ما الذي جعل متنورا مسيحيا (كان يهوديا ثم اعتنق المسيحية) مثل سبينوزا يقول عن حقبة القرون الوسطى إنها طهارة القذارة، أو قذارة الطهر؟ السبب أنه كانت النظافة في تلك الحقبة نادرة جدا في أوروبا، وفي بعض الأوساط معدومة تماما، لأن الكنيسة المسيحية أفتت باعتقاد بأن الكشف عن الجسد الإنساني من أعظم الخطايا، حتى كشف الجسد الإنساني من قبل صاحبه.. أي خطيئة أن يكشف الإنسان عن نفسه أمام نفسه! كان سبينوزا يقول إن هذا ليس تحريفا بل رياء من قساوسة الكنيسة.. فيا ويلهم من السماء!

***

* في شركة أرامكو بالظهران بدأت الدورة السنوية الصيفية لطلاب موهبة، وهو محفل معرفي لبناء العقل والشخصية والسلوك للفتية والفتيات الصغار في المرحلة الثانوية.. وطُلب مني أن ألقي خطبة الافتتاح.. ولما تأملت بوجوه الفتية التي تنضح بنظافة الطهر الأول، وماء الحياة الباكرة.. رأيته زهورا، وما وجدت نفسي إلا وأنا أقول: إنكم الزهور الذين ستقلعون عن جسد الأمة الأشواك.. فذللوا الأحراشَ وأزيلوا العوائق، ولا تتذمروا منها.. لأن الزهرة متى تذمرت صارت.. شوكة!

***

* وأعجبني سؤال سوزان - الجامعة العربية المفتوحة: قرأت ما كتبته عن اللغة الإنجليزية، وكان نقاش تم بالجامعة عن المقالة واللغة، وأخذنا النقاش أن نتساءل لم تكون الأمثال في اللغة العربية مسجوعة، بينما لا يوجد ذلك في اللغة الإنجليزية؟ وأقول لسوزان ومن معها: بلى، بل إن الأمثال الإنجليزية والنصوص المحكية باللغة الإنجليزية مغرمة بالقافية والسجع، وكذلك بقوة في الجناس، خذي مثلا واحدا:Common fame is a seldom to blame ومعناه أن صاحب الشهرة القليلة يلحقه لوم قليل.

***

* وإليكم "قانون ماكنزي" هل تعرفونه؟ نص القانون: متى ما قام (أ) بمضايقة أو جرح (ب) مدعيا أنه من أجل صالح أو لأخذ حق (ج).. فالناتج أن (أ).. وغد ومحتال!

***

* والمهم:

ثوبُ الرياءِ يشفّ عما تحته فإذا اكتسيتَ بهِ فإنك عاري

في أمان الله..
[/gdwl]