بشكل عام، أؤيـــد وبقوة المشاركة الفعلية في بناء الوطن.

لكن بعد تهميش أكثر من نصف المجتمع من المشاركة في كثير من القضايا المهمة، على سبيل المثال إقصاؤهن من المشاركة في انتخابات البلدية والترشح لها، لم أعد اعتقد أن تأييدي أو مبالاتي ذات أهمية.

لم نلمس تغييرا جوهريا في جولة الانتخابات السابقة قبل ست سنوات. والتي كانت بمثابة صدمة لمن تفاءلوا في وطنهم خيرا. لست متفائلة بالجولة الحالية. فأنا أتقبل الصدمات كما تتقبلها الكثير من بنات جنسي بروح رياضية. لكننا لم نعد نتقبل الإقصاء والتهميش. خاصة أن أسباب إقصاء النساء من المشاركة مخجلة.

فتارة يلقى باللوم على المجتمع (والذي أصبح بمثابة شماعة للكثير من إخفاقات وتلاعب المسؤولين) وعدم جاهزيته لمشاركة المرأة وسماع صوتها، وكأنه لم يربو في بيت به نساء ولم يخرج من رحم امرأة! كيف تقصي رأي أمك!؟ ماذا أبقيت لبرّها؟ كيف تقصي رأي طبيبة بارعة دفعتها إنسانيتها للتضحية بالكثير من أجل سلامة مجتمع بأكمله؟ كيف تقصي رأي معلمة مربية أجيال المستقبل؟ كيف تقصي رأي فنانة وإحساسها المرهف وذوقها الرفيع الذي سينفع البلدية في كثير من مشاريعه خاصة فيما يتعلق بالذوق العام؟ كيف تقصي رأي طالبة الثامنة عشرة المليئة بالآمال والطموحات والتي يتأجج في داخلها حبها وولاؤها للوطن ورغبتها في التحسين والتطوير؟

وتارة - وهذه فيها استخفاف شديد بالعقول - يكون سبب إقصاء مشاركة المرأة هو، استعدوا، عدم جاهزية المباني لاستقبال النساء. حتى المباني غير مستعدة؟ الله أكبر! سألوا الجدران وتركونا نحن نندب حظنا العاثر! كيف تستعد المباني؟ "عندي حلول": قسم مستقل يستقبل النساء كافي. غرفة بشباك واحد وكرسي للمسؤولة. سنظل واقفين أثناء تعبئة استمارة التسجيل. بدون تقديم شاهي وقهوة. حلفت عليكم.
[line]-[/line]
هذا فيما يخص "االمُهمَّش" من الانتخابات. أما فيما له علاقة بالمؤيدين والمعارضين، سأترككم مع هذا المقطع الكوميدي للشاب الساخر عمر حسين، حيث يعلق هو على موضوع الانتخابات إلى جانب مواضيع محلية وعالمية أخرى.

http://www.youtube.com/watch?v=P8_QA...ature=youtu.be