التاريخ لا يعيد نفسه، لكنه يسجع


في مقالة نشرها الكاتب بعنوان :
تأثير الدومينو في الشرق الأوسط يغير المشهد الاستثمار
ي

[caution]يُروى أن مارك توين قال عبارته المشهورة: ''التاريخ لا يعيد نفسه، لكنه يسجع''. ومع إمعان المستثمرين النظر في تداعيات الفوضى التي تعم منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، لا يسعني إلا أن أتأمل في الثورات السياسية التي اجتاحت أوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي في أوائل تسعينيات القرن الماضي.

فخلال تلك الفترة أحدثت رياح التغيير التي تمخضت عن انهيار الأنظمة الشيوعية حالة من الفوضى في الأسواق المالية، كما أحدثت حالات ركود اقتصادي شديدة. وبموازاة هذه الخطوط، أعتقد أن الأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا اليوم ستديم أثر دومينو اقتصادياً يمكن أن يؤدي إلى تغييرات دراماتيكية عبر المشهد الاستثماري في العام المقبل.

وكما بدأنا نرى فعلاً، فإن مجرد خطر حدوث خلل في إمدادات النفط العالمية تسبب في ارتفاع كبير في أسعار النفط الخام. ومن دون أن يكون هناك خطر يهدد إيران، أو المملكة العربية السعودية، من غير المحتمل أن يصل سعر النفط إلى 200 دولار للبرميل. ورغم ذلك، ومع انتشار حركة الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط ، هناك احتمال حقيقي لأن تدفع الضغوط المتصورة بالأسع... على أكبر مفارقة بشأن حقيقة أن ينتهي الحال إلى أن تستفيد الولايات المتحدة من مجموعة الأحداث هذه هو أن قطعة الدومينو التي حركت هذا السيناريو عبر المعمورة - من الشرق الأوسط إلى آسيا فأوروبا – كانت في واقع الأمر سياسة التخفيف الكمي التي نفذها بنك الاحتياطي الفيدرالي.

فعبر طباعة ألفي مليار دولار تقريباً واستخدام تلك الأموال لشراء الموجودات، خلقت الولايات المتحدة مداً متصاعداً من السيولة رفع أسعار جميع الموجودات، بما فيها السلع، وبتحديد أكثر، المنتجات الزراعية. وتماماً كما كانت حالات النقص المزمنة في المواد الغذائية محفزاً كبيراً في ثورة عام 1991 التي حدثت في الاتحاد السوفياتي، كانت أسعار الغذاء المتزايدة محفزاً للقلاقل الاجتماعية في منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا.

وبغض النظر عن الجهة التي ينبغي أن تلام (أو تمتدح، اعتماداً على نظرتك إلى الأمر) بسبب التشجيع على القلاقل التي تحولت إلى موجات من الثورات الديمقراطية التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط، فإن مغزى القصة بالنسبة إلى المستثمرين هو أنه يتعين على الأسواق المالية الأمريكية أن تثبت أنها واحدة من أكثر الأماكن جذباً للاستثمار في عام 2011.
[/caution]

الكاتب : سكوت ماينرد - كبير مسؤولي الاستثمار في جوجنهايم بارتنرز.