سلفادور دالي


من هو
وما هى أهم سمات أعماله
و ما هي طرقه الفنية ؟



لا شك أنه كان رائد ما يسمّى :
الجمال المسرحيّ فى الفن التشكيلي

وهو رائد ما يعرف :
مسرح الخخيال فى الفن التشكيلي

و قد يعتقد الكثيرون أن تلك الجماليات بجموح الخيال والتخيل
ما هى إلا أعلى مراتب السيرياليّة

ولكن

هذه الجماليات كانت على حساب مبادئ تأسيسيّة للسيرياليّة
بعد أن عقلن و قنن سلفادور دالى من اسس علم الجمال
ترويضاً للاشعور - عنوةً - تاركا الوعى يفترسه و يقصيه
ليس في تسييسه فقط وقيادة
بل وتوجه فرض عليه ترك الحركة السيريالية أواخر الثلاثينيات

علينا رؤية نبذة عن حياته وسيرته الذاتية :

هذا قد يلقى الضوء على الكيفية التى تبلور بها أسلوبه

ولد سلفادور دالي 11 مايو 1904 في كاتالونيا بإسبانيا
درس - كطالب فن - في مدريد وبرشلونة

استوعب عدداً كبيراً من أساليب فنون الرسم
في أواخر العشرينات
حدث أمرين أديا إلى تطور أسلوبه الفني

(1) كتابات سيجموند فرويد للمكبوت اللاشعوري عن الرؤى الجنسية
(2) إنتسابه إلى سرياليي باريس ( مجموعة فنانين وكتّاب)

ومن أجل عرض صور من ذهنه لاشعورياً
بدأ بإقناع حالات هلوسية ضمن خلجات نفسه
وذلك من خلال عملية سماها
( النقد المذعور )
وعندما قام بهذه الطريقة
بلور أسلوب رسمه بسرعة إستثنائية

خلال الفترة من 1929 إلى 1937
أنتج اللوحات التي جعلته أحد أشهر الفنانين العالميين السرياليين



كان يُصور ويتصوّر عالم أحلام
تكون فيه الأجسام - شائعة - مشوّهة - مصفّفة
أو حتى مغيرة - - طريقة غريبة وغير طبيعية
صوّر دالي هذه الأجسام بدقة وبتفصيل واقعي
ويضعهم عادة في مناظر الطبيعية تُضيأها اشعة الشمس
ومناظر كانت تذكره بموطنه كاتالونيا
ربما كان أشهر هذه اللوحات المبهمة هي
( إصرار الذاكرة )
التى أدرجتها إلى ما أصبح فيه



إضافة إلى الرسم والتصوير
تضمّنت ملاحم لوحاته الفنية
الأفلام والنحت وفيلم الرسوم المتحركة القصير
فلم فاز بجائزة أكاديمية السينما الأمريكية
( دزتينو Destino ) بالتعاون مع والت ديزنى
إضافة إلى أنتاج فيلمين سرياليين
بالتعاون مع المخرج الإسباني لويس بوويل
الكلب الأندلسى "Un Chien andalou" عام 1928
والعصر الذهبي "L'Age d'or" عام 1930

امتاز كلا الفيلمين بنفس طريقة التشويه الشكلى
طريقة إتبعها فى لوحاته التى كانت إصرار الذاكرة مثالاً عليها
ولكن مع صور إيحائية فى الفيلمين



أواخر الثلاثينات
انتقل للرسم بأسلوب أكثر إحترافية تجاريّة
ونتيجة لذلك
ترك الحركة السريالية
حيث أمضى معظم وقته فى تصميم مواقع
مسرحيات وتصميم داخلي لمتاجر عصرية
ومجوهرات وأعمال مثيرة - ذاتية الترويجي
في الولايات المتحدة
حيث عاش هناك من 1940 إلى 1955
بهذا ،، تحول من فنان إلى آلة جمع مال
صمم مجسمين تم تنفيذهما في كورنيش جدة
وتحوّلت سيرياليته إلى تجارة مال فقط



في الفترة من 1950 إلى 1970
نفذ عدد من الأعمال الفنية
اعمال مرتبطة بمواضيع دينية
رغم مواصلة تكشف مواضيع الجنس
ايضا تمثيل ذكريات الطفولة
وإستعمال مواضيع ترتبط بزوجته ( جالا )
ورغم الإنجازات لم يكن للرسوم التالية
ذلك الإهتمام مقارنة بأعماله السابقة



يعتبر أكثر كتبه إثارة هو كتاب
( الحياة السرية لسلفادور دالي)

توفي سلفادور دالي
في 23 يناير 1989 في كاتالونيا بإسبانيا
ظل حنينه إلى موطنه حيث إنزوى فيه ومات
وفي نفس البقعة التى ولد فيها
سلوكاً إنسانياً يستحق التأمّل

لا ننكر أن سلفادور دالى من أبرز فنّانى الحركة السيريالية
هذا ولم يكن الأبرز رغم شيوع اسمه فيما يخص السيريالية
لقد أفلح باتّباعه نهج الاتزان فى الدعاية والترويج لأعماله
وباستغلاله أساليب بروباجاندا اعتمدت على تصرّفاته الشاذة
واطواره الغريبة والتى جعلت من تشوّق الناس لتتبّع أخباره

أخيرا -
اعتمد دالى على أسلوب خاص به
فى اخراج رموزه فى أعماله
وهو أسلوب كان يسمّيه
فوتواغرافيا يد سلفادور دالى
وهو الأسلوب الذى كان يعمد فيه إلى تغيير طبيعة الأشياء
كتلك اللوحة التى أطلق عليها اسم
[line]-[/line]
إصرار الذاكرة


هذه اللوحة - قام باحالة الساعات إلى هيئة مطّاطة الشكل وأخذ مثناه - طوّر هذا الأسلوب لاحقة ليجعل الرموز تختلط بـ سحب أو بـ مضامين أخرى - كما فعل عندما أعاد رسم لوحة اصرار الذاكرة تحت اسم :


تحلّل إصرار الذاكرة


أخذ فى استخدام هذا الأسلوب بإفراط كما فعل على سبيل المثال فى لوحته التى أطلق عليها اسم:


إنفجار الزمن



الشاطئ مع ثلاث فاتنات



النساء الفوّارة (تعرف أيضا بإسم الهلوسة الثلاثيّة)



شظايا أنثويّة متكوّرة



نظرة سريعة على لوحات سلفادور دالى
خاصة فيما يتعلّق بخطوطه الواضحة و ألوانه الأكثر وضوحا

التساؤل يثور حول ما اذا كانت أعمال سلفادور دالى من وحى لا شعوره حقّا
أم أن رموزه كانت من بنات أفكاره التى شكّلها بوعى كامل ،، !!

لوحاته تثبت أنه حوّل رموزه إلى واقع مبصور
قلّت فى هذه الأعمال لمسة اللاشعور
والسبب هو المبالغة في فى اتقان الصقل والتقنيّة الفنّية
حيث انها لا تتم الاّ بعقليّة واعية محترفة ومحسوبة
بهذا ،، يهدم أسس قامت عليها السيريالية

ربّما كانت أعمال مسيرته الفنّية الأولى نابعة من لا شعوره
والتي كانت بالفعل مثال حقيقي للنهج السيريالية
ولكنه منذ بداية الأربعينيّات - منذ 1942 -
اصبح ينتج أعمالا تناقصت نفحة السيريالية منها
حتّى أصبحت فى النهاية لا تخرج عن آثارها البصرية الظاهريّة
ومنها هذه اللوحة - فى متحف واشنطن الوطني
لوحة ( العشاء الأخير ) هى أكبر دليل على ذلك :


[line]-[/line]
















.