[align=justify]
وثيقة للملك المؤسس
الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود
عن عبد الله القصيمي



بقلم الشيخ سليمان الخراشي :

وثيقة نادرة أتحفني بها أحد الفضلاء طالبًا نشرها، تُبين موقف الملك عبدالعزيز – رحمه الله – الواضح من المنحرف عبدالله القصيمي، وهو الموقف الذي يليق بهذا الملك الموحّد، الذي سار على خطى أسلافه الكرام.

رحمه الله -، في كتابه " رجال ومواقف " ( ص 103 – 104 ) عن محمد علي علوبة باشا أحد الوزراء المصريين ذاك الوقت - قائلاً:

( حدثني محمد علي علوبة باشا منذ أكثر من ثلاثين عاما، وكنا في داره بمصر الجديدة، عن شدة تمسك الملك عبد العزيز بدينه، في معرض الحديث عن نظرة بعض زعماء العرب يومذاك إلى الدين ورسالته، فقال:

لجأ إليّ شاب سعودي اسمه عبد الله القصيمي، لأتوسط له عند الملك عبد العزيز كي يرضى عنه ويصفح، فيعيده إلى ساحة رعايته وعطفه، فكتبت إلى الملك راجيًا رضاءه عنه، فما لبثت أن تلقيت من جلالته كتابًا يفيض بشدة الحرص على الدين، ومقاومة المعتدين عليه بلا رحمة أو شفقه.

وأخرج علوبة باشا من درجٍ بمكتبه، كتاب الملك إليه، وقدمه إليّ لأقرأه. وتاريخه 10 ربيع الثاني سنة 1366، فقرأت:

بسم الله الرحمن الرحيم

( من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل، إلى صاحب السعادة محمد علي علوبة باشا سلمه الله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، وبعد، فقد تلقينا كتاب سعادتكم المؤرخ 27 ربيع الأول 1366، وأحطنا علمًا بما جاء فيه، ونحن إذ نشكر لكم عواطفكم، وحسن مقاصدكم، نحب أن نوضح لكم حقيقة قضية عبد الله القصيم.

تعلمون سعادتكم أن المذكور هو من رعايانا، ونحن الذين أحطناه بمساعدتنا و معاونتنا، وكنا نُعنى بأمره العناية التامة، ولا قصّرنا عنه في شيء حينما كان يقوم بواجبه نحو دينه، ولكنه حاد أخيرًا عن سبيل الحق، وتنكب الطريق السوي، فأصدر كتابه " هذه هي الأغلال "، الذي ملأه بما يمس الدين، ويخالف عقيدة المسلمين. ولما كان المذكور من رعايانا و خاصتنا ، صار لزامًا علينا أن ندعوه إلى الحق. ونحن إذا رأينا أمرًا يمس الدين قاومناه، ولا نبالي أيًا كان الفاعل، سواء كان القصيمي أو غيره. وقد دعوناه إلى التوبة والرجوع الى الحق، ولكنه لم يفعل. لذلك فمن المستحيل أن نرضى عن المذكور إلا إذا رجع إلى الصواب وخطّأ نفسه. و تعلمون أننا لسنا ممن يتعصبون في أمور لا فائدة منها، إذ إن هنالك كتبًا لا تُحصى مطبوعة، مشحونة بالعقائد الفاسدة. أما أن يصدر مثل ذلك من أحد رعايانا، وممن ينتسب إلينا، فلا نقدر على السكوت عليه، و نبرأ إلى الله منه. فالقصيمي إذا رجع إلى الصواب كان بها، وإلا فلا.

و سعادتكم تعلمون عقيدتنا، هي واضحة مثل الشمس، ولا نقبل ولا نوافق على مسها أو تبديلها. هذه هي حقيقة القضية، شرحناها لسعادتكم؛ لتكونوا على بيّنة منها. تولانا الله وإياكم بعنايته وتوفيقه، والسلام ).


تعليق الشيخ سليمان الخراشي :

رحم الله الملك عبدالعزيز الذي لم يقبل شفاعة الوزير في العفو عن المنحرف القصيمي حتى يتوب ويرجع للحق، مستشعرًا قوله تعالى: ( ولا تكن للخائنين خصيما )، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( لعن الله من آوى مُحْدِثاً ). وعالمًا أن مَن نصر دين الله وعظّم شرائعه، ووالى أولياءه، وعادى أعداءه؛ نصره الله وأعزه وأيّد سلطانه، والعكس بالعكس.

ووفق الله أبناءه وأحفاده للسير على منهجه الحازم والواضح تجاه كل مَن يمس جانب الدين، كائنًا مَن كان، ومحاسبته هو ومَن يدعمه، أويحتفي بأعماله، ويجعلها ممثلة لهذه البلاد المسلمة.. والله الموفق.

كتاب ( القصيمي .. وجهة نظر أخرى )

http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/k/k40.rar

- ويجد القارئ فيه ( ص248-249 ) خطاب الملك عبدالعزيز للقصيمي، يُطالبه بالتوبة والرجوع للحق.

- ويجد فيه ( ص 263 ) رسالة الشيخ عبد الله بن يابس للملك سعود - رحمهما الله -، وفيها قوله : ( وحينما علم والدكم الراحل رحمه الله بجلية أمره، استتابه؛ فأبى وعاند، فقاطعه وقطعه، وبقي منبوذًا مكروهًا من كل أحد ).[/align]