[align=justify]عرض الماضي بأدوات الحاضر

الزائر إلى القرية التراثية في منطقة جازان سواء هذا الزائر من أبناء المنطقة أو من خارجها يشعر بالفخر والاعتزاز وهو يرى هذا المنجز الذي تحقق على أرض الواقع.

[imgr]http://www.jazan.net/portal/plugins/content/mavikthumbnails/thumbnails/220x146-images-stories-12.jpg[/imgr]زرت هذه القرية عدة مرات، وقد اصطحبت أولادي معي خلال هذه الزيارات وأحسست أن أطفالي يشعرون بالسعادة والمرح.. عبق الماضي يفوح في كل أركان القرية. الذي شدني أكثر هو بناء العشة وإتقانها كما لو كان الذي بناها أجدادنا الأولين، وهم ثلة من الشباب المتحمس المتوقد نشاطا ووطنية، وأكثر الأشياء التي تلفت انتباهك هو ما تحتويه هذه القرية من موروثات شعبية، ومن جميع أصنافها التي كانت تستخدم في عملية الطهي للأكل والشرب، أضف إلى ذلك الملبوسات وأنوع عديدة من الأدوات الخشبية التي تستخدم لأغراض الزراعة والحيوانات وغير ذلك. وثمة تحف تاريخية وصور للطبيعة السياحية التي تتمتع بها المنطقة.

والذين نفذوا القرية لم يقتصروا على بناء العشة المبنية من القش وإنما بنوا العريش الذي يستخدم لأغراض عديدة للاستراحة أو غير ذلك. متعة رائعة وأنت تشاهد جذور أبناء المنطقة وعاداتهم وتقاليدهم وأسلوب حياتهم قبل عقود مضت، ويأتي موقع القرية الذي أخذ نصيبا وافرا من الإعجاب الكبير من قبل الزائرين، حيث وكأنه جزيرة عائمة تحيط بها المياه من جميع الجهات، اختيار موفق هدير الأمواج تتعانق مع أصوات النورس وهبوب نسيم البر والبحر ليلا ونهارا تمنح المكان جوا سياحيا رائعا.

لكن من خلال زيارتي لهذه القرية تأكد لي أن كل عمل يظل تطويره مرهونا بالأفكار الجديدة والبناءة، واعتقد أن مكتب الهيئة السياحية في جازان عليه مسؤولية التطوير في ظل الدعم المتواصل من لدن أمير المنطقة والهيئة العليا للسياحة، وهذه الباقة من الأفكار والاقتراحات التي أرى أنها من الأشياء الأساسية التي تضيف ثقافة وإبداعا على سبيل المثال. لقد شاهدت أجانب من مختلف الجنسيات الآسيوية وغير الآسيوية يحتاجون إلى ترجمة جميع الموروثات التي اكتفى القائمون عليها بالعربي وعدم ترجمتها بالإنجليزي، فيما تحتاج القرية إلى كبائن تراثية مطلة على البحر تؤجر برسوم رمزية على العائلات.

والأجمل أن تقام سوق شعبية لجميع أصناف الموروثات البيئية، والأكثر جمالا أن يقام مخيم ثقافي فني يستضاف فيه جميع الرموز الأدبية والفنية والتاريخية والدينية، على اعتبار أن القرية التراثية تعد الرئة الأخرى التي يتنفس من خلالها النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون في المنطقة، وبالإمكان أن تقام مقاه علمية وأدبية ومسرح تقام عليه حفلات ومهرجانات للأطفال.


مقال للكاتب : محمد يحيى محمد الرياني
نُشر في صحيفة عكاظ يوم : الثلاثاء 02/03/1431 هـ العدد : 3166[/align]