السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلنا شاهدنا شباب مصر وهم يتظاهرون ضد النظام الحاكم فقد كانت مظاهراتهم في البداية غاضبة عفوية حيث انحصرت مطالباتها الشاكية الباكية من ويلات البطالة وغلاء المواد الغذائية والضرورية ولكنها تطورت واتسعت مساحتها حتى وصلت إلى المطالبة بإسقاط النظام وعلى رأسه الرئيس مبارك

والملفت للنظر وبقوة هو مظاهرات قناة الجزيرة القطرية في مصر ميدان التحرير حتى تجاوزت قدرها واعتبرت نفسها حراك الشعب المصري وصوته بل وممثله دون أن يدعوها أحد من أصحاب الشأن لهذا الدور الإعلامي المتشنج وهي تدغدغ المشاعر الوطنية للمصريين من خلال بث الأغاني والأناشيد الوطنية المصرية على قناتها المباشرة وقنواتها الإخبارية الأخرى بكل لغاتها وهي تلاحق أبرز شخصيات المعارضة وحتى العامة من المعتصمين في ميدان التحرير حتى أنها أصبحت قناة معارضة قطرية تتدخل عنوة في شأن مصري شديد الخصوصية


فكان مذيعيها يركزون على استخلاص العبارات النارية المحرضة ضد النظام من كبار الشخصيات المعارضة وصولا إلى أفواه الشباب الذين يتم شحن مشاعرهم حد الإحتقان والإنفجار وقد مارست قناة الجزيرة القطرية كل أساليب التأليب والإثارة الإعلامية بمهنية تآمرية تحريضية سافرة ضد النظام عكس القنوات الإخبارية العالمية التي نقلت الأخبار وتابعت الأحداث بمهنية إعلامية راقية جدا وبحيادية تامة وفي مقدمة هذه القنوات السي إن إن والفرنسية والإنجليزية والألمانية وأخيرا العربية التي كانت رزينة إلى حد كبير


فعلى المستوى الشعبي هناك من الشعوب من يتعاطف الشعب المصري وهناك من يتحفظ وهناك من لايعنيه الأمر ولكن أن تأتي قناة إخبارية فضائية منسوبة ومحسوبة على دولة لها كيان وقياده


وإن كان لها خصوصية في المسؤليات الأدبية ضمن خارطتها الجفرافية والإجتماعية إلا أنها تنتمي إلى الأسرة العربية في المفاهيم والقيم الأخلاقية ولا يقولن أحد أنها قناة حرة محايدة مفتوحة فتلك صفات لاتنطبق عليها بدليل سكوتها وخنوعها واستكانتها للخندق الذي تلعلع منه تجاه الآخرين ما يدل على أنها موجهة و مسيسة بانتقاء إنتقامي وقت له توقيت دقيق من ملاكها بطريقة تصفية الحسابات على خلفية موقف سياسي كان من حسني مبارك تجاه حكومة قطر الحاليه